الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام .. الجزء الثاني
نستكمل في هذا المقال قضية الرعاية اللاحقة لخريجي المؤسسات، ونستعرض معًا تصنيف خريجي مؤسسات الأيتام.
تتطلب الضرورة تصنيف خريجي مؤسسات الأيتام قبل شمولهم بالرعاية اللاحقة حسب المعايير التالية:
- درجة انضباطه والسيطرة عليه.
- درجة خطورته على المجتمع.
- درجة تعاونه مع المسؤولين عند تطبيق برنامج الرعائية.
- انحداره الطبقي.
- انتماؤه الطائفي أو الديني.
- جماعته المرجعية التي يتماثل معها ويقتدي بها.
- مستوى استواء سلوكه وتصرفاته اليومية.
- نوعية تعامله مع الآخرين في البرامج الرعائية.
- حاجته التأهيلية للتعليم والتدريب الحرفي والأعمال الصناعية، أو حاجته للعلاج النفسي بحيث تتناسب طردًا معًا مع مهاراته ومؤهلاته وطموحاته، أي تصنيفه حسب نظرته المستقبلية لحياته الخاصة.
في الواقع هذه المعايير تساعد المسؤولين في البرامج الرعائية على تجميع المشمولين بالرعاية اللاحقة ذات الخصائص المتشابهة داخل كل فوج، من أجل استيعابهم وامتثالهم لخصوصية البرامج الرعائية وإكسابهم إيجابياتها[1].
خدمات الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام
الرعاية اللاحقة لا تقتصر على الرعاية داخل المؤسسة، وإنما تشمل صورًا أخرى للرعاية اللاحقة، مثل الرعاية اللاحقة خارج مؤسسات الأيتام، إذ يتم اتخاذ إجراءات لإعادة تكيف خريجي مؤسسات الأيتام مع مجتمعهم حماية للمجتمع من مشاكل انحرافهم، وتقوم بتقديم تلك الرعاية مؤسسات الأيتام ومسؤول ملف الرعاية اللاحقة، وتتخذ تلك الخدمات عدة مظاهر، هي:
- منح المساعدات المالية والعينية في صورة نقود وملبس ومأوى وعمل وأدوات، إلخ.
- توفير المعونة النفسية والأدبية للتغلب على المشاكل التي تواجه خريجي مؤسسات الأيتام وخلال الفترة اللاحقة لذلك[2].
- إقناع الرأي العام عن طريق وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري بأهمية التعاون مع الأيتام، وكفالتهم أيضًا بعد خروجهم من المؤسسة وليس داخلها فقط، ومساعدتهم على مواجهة مشكلاتهم التي تواجههم، خاصة حصولهم على فرص عمل مشابهة لظروفهم.
- القيام بإجراء البحوث والدراسات عن الأسباب التي تعوق تكيفهم في المجتمع ومساعدتهم في التغلب عليها.
أنماط الرعاية اللاحقة المقترحة لخريجي مؤسسات الأيتام
النمط الأول: النمط التقليدي
يتبلور في قيام الجمعيات الأهلية ذات التمويل الأهلي –التي تعتمد على متطوعين ومسؤولين من المؤسسة– لتقديم خدمات متمثلة في المساعدات المالية لخريجي مؤسسات الأيتام.
النمط الثاني: نمط تعاوني
تقديم الخدمات والرعاية لخريجي مؤسسات الأيتام من خلال أشكال متعددة، من المؤسسات التي تجمع بين التنظيم الأهلي والإشراف الحكومي على أساس الاعتراف القانوني والرسمي بالجمعيات الأهلية التطوعية، وتنظيم وظائفها عن طريق نصوص تشريعية ملائمة ولازمة لممارسة عملها، مع بقاء تمويلها أهليًا.
النمط الثالث: نمط متقدم
أرقي أنماط الرعاية اللاحقة وأكثرها فاعلية، ويتبلور في تنظيم إدارة خدمات الرعاية اللاحقة من خلال إشراف حكومي متمثل في وزارة التضامن، يقوم بتقديم خدمات مادية ومعنوية لخريجي مؤسسات الأيتام، بصورة أفضل مما تقدمه مؤسسات الأيتام والجمعيات الأهلية فقط[3].
المرتكزات التي تقوم عليها الرعاية اللاحقة لخريجي مؤسسات الأيتام
إن ما يُقدَّم لخريجي مؤسسات الأيتام من خدمات رعائية بجوانبها المتعددة –اجتماعية واقتصادية وتعليمية ونفسية وصحية ودينية– هو ما يمكن أن نطلق عليه برامج الرعاية اللاحقة، يرتكز على منطلقات أساسية، أبرزها ما يلي:
- إن واجب الدولة توفير سبل الرعاية للأيتام بعد خروجهم من مؤسسات الأيتام متمثلة في الرعاية اللاحقة.
- قابلية السلوك البشري للتعديل إلى شكل جديد يختلف عن الشكل الذي كان عليه، ما أتيحت الظروف الزمانية والمكانية المناسبة، ومتى توافرت الإمكانيات المادية والمعنوية لتحقيق ذلك التغيير، وتوافرت النوايا الصادقة لذلك العمل.
- إن أفضل وسيلة لحماية الأيتام خريجي مؤسسات الأيتام هو الإشراف الاجتماعي والنفسي والاقتصادي الذي تقدمه مؤسسات الأيتام والمجتمع لهم، بشرط أن يكون التخطيط منظمًا ومخططًا مع توافر عمليات التنسيق بين جميع الجهات المعنية بأمر الأيتام خريجي مؤسسات الأيتام[4].
المصادر:
[1] بتصرف عن معن خليل العمر: “التخصصي المهني في مجال الرعاية اللاحقة”، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مركز الدراسات والبحوث، الرياض، 2006م، ص 33 – 34.
[2] بتصرف عن ماهر أبو المعاطي “الخدمة الاجتماعية في مجال الدفاع الاجتماعي”، الفيوم، مكتبة الصفوة، 1998م، ص 235.
[3] بتصرف عن ماهر أبو المعاطي “الخدمة الاجتماعية في مجال الدفاع الاجتماعي معالجة الانحراف والجريمة في إطار الممارسة العامة”، كلية الخدمة الاجتماعية، جامعة حلوان، 2005م، ص 276 – 277.
[4] بتصرف عن عبدالله بن ناصر السدحان “الرعاية اللاحقة للمفرج عنهم في التشريع الإسلامي والجنائي المعاصر”، الرياض، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، مركز البحوث والدراسات، 2006م، ص 19.
مقالات ذات صلة:
مفهوم فريق العمل وفوائد العمل الجماعي
هل التنمية المنشودة تنمية اقتصادية أم اجتماعية؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا