قضايا شبابية - مقالاتمقالات

التأقلم مع الحياة الجامعية

تبقى السنة الأولى في الجامعة تجربة خاصة يعيشها الطالب المستجد بكل أحاسيسها المتناقضة، تراوده هواجس ومخاوف وآمال وطموحات.

خاصة أن هذه السنة بمثابة بداية الحياة بشكلها الجديد، ووسيلة جديدة لتحقيق الذات، والتخلص من قيود الثانوية العامة، وتكوين صداقات جديدة.

التكيُّف مع الحياة الجامعية بمستوياتها المختلفة يعتبر شرطًا من شروط التفوّق في الدراسة الجامعية وتحقيق التوافق الدراسي والاجتماعي للطلاب.

خصوصًا أن المرحلة الجامعية تشهد تحوّلاتٍ كبيرة في حياة الطالب، بدءًا من التخليّ عن الثياب الموحّدة –في معظم الجامعات– وليس انتهاءً باختلاف طريقة التدريس وطبيعة العلاقة بين الطالب والمدرس وبين الطلاب وبعضهم.

سوف نتوقف مع أبرز طرق وآليات تحقيق التكيُّف والتأقلم مع الحياة الجامعية، والتحديات التي تواجه الطالب الجامعي على مستوى الدراسة الجامعية أو العلاقات الاجتماعية والتفاعل مع محيطه الجامعي، من خلال:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كيفية التأقلم مع الحياة الجامعية

يبدأ التأقلم مع الحياة الجامعية من فهم مستويات حياة الطالب الجامعي وتداخل هذه الطبقات أو المستويات مع بعضها.

الطالب الجامعي بحاجة إلى تنظيم حياته بمجملها لتحقيق أهدافه الدراسية، إضافة إلى حاجته الماسّة للشعور بالانتماء والتكيّف الاجتماعي.

الخطوات المطلوبة للتكيف مع الحياة الجامعية

هذه أهم النقاط والنصائح التي تساعد على التأقلم مع الحياة الجامعية من السنة الأولى أو حتى في المراحل الجامعية المتقدمة.

القلق والتوتر شعور طبيعي:

يجب أن تتفهم مشاعرك المضطربة مع بداية الدراسة الجامعية، فالقلق والتوتر والمشاعر السلبية وحتى الغضب والعدوانية جميعها مشاعر طبيعية يختبرها معظم الطلاب في بداية الدراسة الجامعية.

قد ترافقهم مع كل إجازة وعودة إلى الجامعة، لذلك يجب أن تتسامح مع هذه المشاعر الطبيعية وتتفهمها، وتحاول التعامل معها بدلًا من تعزيزها أو الخوف منها، ستساعدك باقي النصائح في التعامل مع المشاعر السلبية في حياتك الجامعية.

تعرّف أكثر على جامعتك:

باستخدام محرك البحث على شبكة الإنترنت يمكنك أن تقرأ المزيد عن جامعتك، عن تاريخ الجامعة والخريجين الأكثر تميزًا، الأحداث المهمة في الجامعة والنشاطات التي قامت بها وتقوم بها.

تعرف على الحرم الجامعي:

إذا كنت طالبًا جديدًا وما زلت تشعر بالرهبة من الحرم الجامعي فعليك الآن أن تبدأ باكتشاف الحرم الجامعي.

عادةً تتألف الجامعات الكبيرة من أقسام متعددة تشبه المتاهة، ومن الأساليب الفعالة في التأقلم مع الحياة الجامعية هو اكتشاف هذه المتاهة، فعندما تشعر أنك تعرف هذا المكان وتعرف أقسامه وطريقة الوصول إليها ستشعر أنك تنتمي لهذا المكان أكثر.

اهتم بتنظيم الوقت:

إدارة الوقت أولوية للطالب الجامعي، ولا يمكن تحقيق التأقلم مع الحياة الجامعية دون تنظيم الوقت بطريقة مثالية أو أقرب إلى المثالية.

استخدم أدوات تنظيم الوقت التقليدية مثل رسم مخطط على الورق أو استعن بالتطبيقات الحديثة لتنظيم الوقت، حاول أن تبني مخططًا مرنًا وفعالًا لإدارة الوقت، ما يساعدك على فهم المراحل التي سيمرّ بها يومك ويخفف عنك القلق والتوتر، ويحميك أيضًا من الفوضى التي قد تؤثر على دراستك أو على حياتك الاجتماعية في الكلية.

ابحث عن أماكن تناسبك في الجامعة:

هناك كثير من الأماكن في الجامعة لتقضي فيها وقتك، هناك مطاعم ومقاهٍ للطلاب، ومكتبة للقراءة، حدائق، وغيرها من الأماكن التي تلبي احتياجات مختلفة للطلاب.

اختيار الأماكن التي تناسبك أكثر مقدمة للانخراط في الفئة الاجتماعية من الطلاب التي تقصد هذه الأماكن، سيساعدك التواجد الدائم في المكتبة مثلًا على بناء علاقات مع الطلاب الأكثر اهتمامًا بالدراسة.

تجنب أي نوع من المشاكل:

حتى في المراحل الجامعية المتقدمة هناك كثير من الضغوط التي تسبب التوتر للطلاب، لست وحدك المتوتر أو الغاضب.

لذلك يجب عليك أن تحاول قدر الممكن تجنب أي نوع من المشاكل مع طلاب آخرين أو مع المدرسين والعاملين في الجامعة، حاول أن تمتص غضبك وتحلّ المشاكل بطريقة تليق بطالبٍ جامعي.

كن أكثر من مجرد طالب عادي:

من النصائح المهمة لتحقيق التكيّف مع الحياة الجامعية أن تحاول الاتصال مع سوق العمل قبل التخرج، وأن تبدأ بتطوير المهارات والخبرات الملائمة اعتبارًا من المرحلة الجامعية.

الهدف ليس التخرج فقط، وإنما الدخول إلى سوق العمل بقوة.

خطط الأمور المالية بعناية:

المشاكل المالية التي يعاني منها الطالب الجامعي قد تكون السبب الرئيسي لعدم القدرة على التأقلم مع الحياة الجامعية.

لذلك عليك تنظيم أمورك المالية بطريقة حكيمة، وتذكر أن تنظيم الأمور المالية لا يعتمد على مستواك المادي، بل يعتمد على كيفية تعاملك مع المال حتى وإن كان قليلًا.

تأقلم مع السكن الجامعي:

إذا كنت تعيش في السكن الجامعي فأنت بحاجة إلى نمط مختلف من التأقلم، لأن حياتك الجامعية لا تنتهي بانتهاء المحاضرات بل هي مستمرة على مدار اليوم.

اطلب المساعدة:

عندما تشعر أنك غير قادر على التأقلم مع حياتك الجامعية لوحدك لا بد أن تطلب المساعدة، يمكنك طلب المساعدة من المتخصصين في الجامعة، من الأصدقاء والخريجين السابقين الذين تعرفهم، ويمكنك أيضًا طلب المساعدة من مدربي الحياة.

اقرأ أيضاً: حفلات التحرر بالتخرج

تعرف على: مشكلات القراءة

اقرأ أيضاً: يحكي لي أحد الأصدقاء بحزن عن قصته

التواصل والتفاعل في الحياة الجامعية

الحياة الجامعيةالحياة الاجتماعية في الجامعة تلعب الدور الرئيسي في التكيّف مع الحياة الجامعية عمومًا وتحقيق الأهداف من الدراسة الجامعية.

أساليب التعامل مع الآخرين في الجامعة

لذلك يجب أن يعطي الطالب أهمية خاصة لتعامله مع الآخرين:

ابدأ ببناء شبكة علاقات:

الدراسة الجامعية هي المرحلة الأهم في بناء شبكة العلاقات الخاصة بك.

هذا لن يساعد فقط في التأقلم مع الحياة الجامعية وإنما سيساعدك أيضًا بعد التخرج وفي رحلة البحث عن العمل أو حتى في إدارة عملك الخاص.

ابحث عن أصدقاء محتملين:

هناك عدد لا نهائي من الأفكار التي تساعدك في إيجاد أصدقاء محتملين في الدراسة الجامعية.

ربما تبحث عن أشخاص ينتمون إلى نفس منطقتك، خصوصًا عند الدراسة في مدينة أخرى أو دولة أخرى، وقد تبحث عن أصدقاء يشبهونك بالاهتمامات، أو ربما تحاول أن تكون صديقًا للجميع من خلال السلوك المحبب والمهذب مع الجميع.

ثم تختار تعميق العلاقة مع أشخاص معينين، المهم أن تكون منفتحًا على بناء علاقة صداقة في الحياة الجامعية.

كن مبادرًا بالحديث والتعارف:

لا تنتظر أن يبادر الآخرون بالتعارف أو الحديث، كن أنت المبادر وحاول التقرّب من الزملاء من خلال محادثات التعارف البسيطة والتقليدية.

هذه المحادثات البسيطة كفيلة بتعزيز فرص تعميق العلاقات مع الآخرين، وعلى أي حال تعتبر جزءًا مهمًا من بناء شبكة علاقات ممتدة وواسعة.

شارك بالأنشطة الجامعية:

تنظّم الجامعات أنشطة متعددة في مجالات مختلفة، منها أنشطة التعارف للطلاب الجدد، ومنها أنشطة دراسية واجتماعية وغيرها.

احرص أن تكون موجودًا ومشاركًا بفاعلية في الأنشطة الجامعية.

تابع الأشخاص والأنشطة على مواقع التواصل:

سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الأمر.

يمكنك الآن متابعة أنشطة الجامعة والفعاليات التي ينظمها الطلاب أو إدارة الجامعة من خلال الاشتراك بصفحة الجامعة على فيسبوك أو الانضمام إلى مجموعة الطلاب على واتساب.

شارك خبراتك مع الآخرين:

من الطرق الجيدة لتحقيق التواصل الفعال في الحياة الجامعية أن تشارك خبرتك مع الآخرين.

يكون ذلك من خلال تقديم المساعدة في مجالات تتميز وتبرع فيها، وربما تبتكر نشاطًا خاصًا لنقل خبرتك المسرحية أو الموسيقية للآخرين، أو تعرض تقديم المساعدة في مادة دراسية صعبة لكنك تفهمها جيدًا.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أ.م.د / السيد منصور الشاعر

أستاذ خدمة الفرد المساعد بالمعهد العالى للخدمة الإجتماعية بالقاهرة