مقالات

الحشاشين .. من هم؟ ولماذا حاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي؟

من هم الحشاشون؟

الحشاشين دول هما جماعة استقلت عن الفاطميين في مصر وقعدوا في قلعة حصينة فوق جبل اسمها “ألموت” في إيران، وأسست الجماعة دي “الإسماعيلية النزارية” فرقة اسمها الحشاشين بقيادة الحسن الصباح، بهدف إمامة واحد اسمه “نزار المصطفى لدين الله”.

فيها عمل أول فرق انتحارية بهدف اغتيال الشخصيات السياسية في التاريخ كله، قدر إنه يستقطب الشباب ويوهمهم بالجنة في سبيل التضحية بنفسه وروحه، لتنفيذ مخططات الاغتيال للشخصيات العامة أو اللي واقفين في وش أهدافهم، يعني الشاب منهم عارف إنه داخل يموت ومع ذلك بيخش ينفذ العملية ويسيب نفسه للموت عادي، حاجة كانت جديدة من نوعها.

عدو الحشاشون الأول

زي اليومين دول من مئات السنين، تحديدا سنة ١١٧٦م كان الحاكم في مصر والشام هو صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية وتاريخه معروف، وعلى قد شعبيته داخل وخارج مصر وقتها إلا إنه كان موصوم من الشيعة الإسماعيلية والباطنية بأنه فاسق أو منقلب، لأنه أنهى الخلافة الفاطمية من الوجود، وعليه أصبح صلاح الدين هو عدو “الحشاشين” الأول.

اشتد الخلاف ما بين “صلاح الدين الأيوبي” اللي في نظرهم مرتد، وبين رشيد الدين سنان حاكم الحشاشين وزعيمهم وقتها، فالمناوشات متمثلة في أول محاولة اغتيال فاشلة من مجموعة من الحشاشين بعد ما تنكروا ودخلوا معسكر صلاح الدين في حصاره لحلب وهاجموه،

واتقتل فيها الأمير أبو قبيس اللي كانوا فاكرينه الأيوبي واتكشف أمرهم ودارت معركة صغيرة كده لحد ما اتقتلوا، وعدى الموضوع بسلام ومحدش ربط بين الحشاشين والحادثة دي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أشهر اغتيالات الحشاشين

طائفة الحشاشينلحد يوم المحاولة الأشهر بقى يوم ٢٢ مايو زي اليومين دول بعد سنتين من أول محاولة، كانت “الخطة الشاملة” لاغتيال صلاح الدين الأيوبي، وقلب نظام الحكم المصري والقضاء على الدولة الأيوبية، الخطة كانت عبارة عن تنكر مجموعة من الفدائيين الحشاشين في أزياء جنود الأيوبيين،

ودخولهم وسط العساكر والاندماج معاهم لفترة يعني يعملوا فترة معايشة لحد ما الجنود ياخدوا عليهم، وصلت للاشتراك معاه في حصاره لحصن “عزاز” والتقارب منه، والصبر لحد ما كله يتطمنلهم، ويندمجوا مع زمايلهم لحد ساعة الصفر.

شروق يوم العملية

في اليوم ده والجنود مشغولين بحصار عزاز، خرج صلاح الدين من خيمته وهوا لابس الدرع والخوذة الحديد عشان يعدي على خيمة الأمير “جادلي الأسدي” وجنوده عشان يعلي من حماستهم ويتطمن عليهم وكده، أول ما قرب من الخيمة وكان فيها واحد من الحشاشين المتنكرين، قرب من صلاح الدين عادي كده يعني يسلم عليه أو يطلب حاجة.

وفجأة الجندي ده خرج سكينة كانت معاه وقام هاجم عليه عايز يقتله، ضربه بالسكينة ناحية راسه، لكن لأن صلاح الدين كان لابس خوذة حديد فجت فيها، وبسرعة جه يضربه تاني قامت رايحة ناحية خده جرحته، صلاح الدين مش سهل يعني دا بتاع حطين، نط،

وقام ماسك إيديه اللي فيها السكينة بعزم ما فيه صدها كده، وحاول يمنعه من تكرار الهجوم ويشل حركته، لكن الحشاش ده كان مستبيع وبيفلفص بكل قوته وعايز يهجم تاني ومش مهم يموت زي ما إحنا عارفين.

اقرأ أيضاً:

الطلبة والسباهية

الخناقون.. حين يُصبح القتل عقيدة!

أبو حزام والثأر الحداثي

اغتيال صلاح الدين الأيوبي

الأمير “سيف الدين يازكوج” شاف اللي حصل بسرعة فراح ناطط فوق الجندي ده وخلصه من إيد صلاح الدين الأيوبي وراح قاتله، عشان يخرج من العدم جندي حشاش تاني ويجري بسكينة ناحية صلاح الدين عشان يكمل اللي زميله فشل فيه، لكن الأمير “داوود بن منكلان” دافع عن صلاح الدين وقدر إنه يقتل الحشاش التاني قبل ما يجرح صلاح الدين.

عشان ييجي واحد تالت من ضهر صلاح الدين، ويحاول يطعنه، إيه ده فيه إيه؟ دا هجوم شامل، الموضوع بيكبر، تالت واحد؟ تلاتة؟ إلا إن الأمير “علي أبو الفوارس” نط وأخد الضربة مكان صلاح الدين، وراح ناصر الدين محمد بن شريكوه قاتل التالت هو كمان.

ولما الموضوع كبر لقوا إن فيه جندي بيخرج من الخيمة ويجري، وده كان رابع الحشاشين، بس خاف على نفسه وهرب، فالأمراء جريوا وراه وطاردوه لحد ما جابوه وقتلوه، وخلصت المحاولة، بخساير في بعض الأرواح وجرح غائر في وش صلاح الدين الأيوبي، أربعة مش واحد، أربعة قربوا واندمجوا، وكانوا على وشك ‘نهم يموتوا صلاح في لحظة، ولأجل الحظ فشلت على آخر لحظة.

الحادثة معدتش بالساهل

طائفة الحشاشينانتشر بين الجنود إن صلاح الدين اتقتل فعلا، إشاعة كدة خفت من روح القتال بينهم لدرجة إنهم انسحبوا من حصار عزاز نفسها، وحس صلاح الدين الأيوبي بالشك والاضطراب، بدأ يشك يعني ويبقى شاكك في كل اللي حواليه، هو مكنش حاسب حساب اغتيالات أو خطر يوصل لحد خيمته نفسها،

وبدأ يشك في الجنود ويفحصهم بنفسه واحد واحد، وأي حد يشك فيه يمشيه، وتملك الشك منه لدرجة إنه بنى برج خشب حوالين السرادق بتاعه وبقى بينام فيه، وبقى يمشي بحراسة خوفا من الاغتيال مجددا.

قدر صلاح الدين بعد كده إنه يرد على الحادثة دي بأنه حاصر حصونهم وهدها ونكل بيهم وقتل منهم كتير في فرعهم اللي في الشام اللي هيا مصياف، لحد ما تشفع فيهم خاله شهاب الدين محمود تكشى حاكم حماه لأنهم جيرانه،

فانسحب عنهم وأعلنوا هدنة وتوقف لمحاولات الاغتيال دي، وكان من ضمن أسباب انسحابه هو خوفه من ألاعيب الاغتيال بتاعتهم، وكمان هجوم الصليبيين على البقاع اللي عجل من إنهاء الحصار ده للتفرغ للصليبيين.

تعيين الحراسة على الحكام

جرت العادة من بعده على اتخاذ الوقاية والحراسة بسبب التهديد للحكام اللي استمر لقرون، وكان الحكام قبلها مبيمشوش بحرس إلا فيما ندر أو في المناسبات الخاصة بس، لكن تعمم الموضوع وزاد أكتر بعد نجاح العديد من محاولات الاغتيال وبقت الحراسة جزء من الحكم.

وده باب واحد من تاريخ جماعة “الحشاشين” الطويل في الحوارات دي، في لحظة كانوا ممكن يقضوا على الحضارة الإسلامية كلها، بس كده.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

*************

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد أمير

كاتب ومؤرخ وصانع محتوى