أسئلة عامةمقالات

ما هو الرهاب الاجتماعي؟ الأسباب، والأعراض وأفضل الطرق للعلاج

يُعرف الإنسان بأنه كائن اجتماعي بطبعه، مقولة ربما تستخدم أحيانًا بسخرية أو دون فهم، حيث يتمنى البعض فقط أن يعيش في جزيرة وحيدًا أو فقط مع من يحب، وهي أمنية وهمية ربما لو تحققت لندم أصحابها فورًا، لماذا؟

ببساطة لأن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يكتمل ويتكامل بالآخرين، فعلى مستوى الاحتياجات المادية، يتكامل الطبيب في مجتمعه مثلًا، بأن يقدم للمجتمع العلاج، ويتلقى الخدمات المختلفة من الحداد والخياط والمهندس وغيرهم، وكذلك كل منهم يقدم ما يملك ويحصل على ما ينقصه،

والأمر لا يتوقف هنا فقط على الاحتياجات المادية، بل إن الاحتياجات النفسية والعاطفية لا تقل أهمية عن الاحتياجات المادية، فيحتاج الإنسان إلى غيره في تلقي المحبة والدعم والصداقة، فتتجلى حقيقة كون الإنسان كائنًا اجتماعيًا لا يستغني عن غيره.

ما هو الرهاب الاجتماعي؟

الرهاب الاجتماعي هو مرض نفسي يتعارض مع ما سبق من كون الإنسان كائنًا اجتماعيًا، ففي حين أن من الطبيعي أن يعاني الإنسان قليلًا من التوتر والقلق حين يضطر للتعامل مع المواقف الاجتماعية العامة، كأن يلقي خطبة مثلًا أمام جمع من الناس،

فإن المصاب بالقلق الاجتماعي يعاني مع أبسط المواقف الحياتية اليومية، ويجد صعوبة في التفاعل معها، وتأتي هذه الصعوبة من شعوره بأنه محط أنظار من حوله، وعرضة لأحكامهم وتقييماتهم لكل ما يصدر عنه من سلوكيات.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً:

الخوف والارتجاف.. الأمور التي تزيد من الخوف تعرف عليها

كيفية التغلب على الخجل، أسباب الخجل المرضي وطرق علاجه

الفِصام: تعريفة ما هي أعراض الفِصام؟ كيف يمكن علاجه

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي؟

هل الرهاب الاجتماعي مرض نفسي

نعم يعد الرهاب الاجتماعي مرضًا نفسيًا، بل إنه واحد من أكثر الأمراض النفسية شيوعًا وانتشارًا، حيث يصيب تقريبا ٧-١٢ من كل مئة رجل،  وترتفع هذه النسبة تقريبًا مرة ونصف في النساء، فالقلق الاجتماعي هو مرض نفسي يعيق الفرد عن أداء دوره الاجتماعي نتيجة الشعور بالخوف والقلق.

المواقف التي قد يعاني فيها مريض القلق الاجتماعي

  • التعامل مع الغرباء: حيث يجد مريض القلق الاجتماعي صعوبة شديدة في التعرف على أناس جدد أو بناء علاقات جديدة، ويتوتر بشدة في التعامل مع الغرباء مهما كان التعامل بسيطًا أو سطحيًا.
  • القاء خطبة عامة أو الحديث أمام جمهور: فيجد صعوبة في التحدث أمام جمع من الناس في المؤتمرات واجتماعات العمل.
  • استخدام مراحيض عامة: وتشمل أي مكان خارج إطار منطقة راحته الطبيعية (المنزل عادة)، فيعاني حتى من استخدام المراحيض في أماكن خاصة كمنازل المعارف والأصدقاء.
  • حضور الحفلات والمناسبات الاجتماعية العامة: فيجد صعوبة في التأقلم في المناسبات الاجتماعية كأعياد الميلاد أو حفلات الزفاف.
  • تناول الطعام أمام الآخرين: في الشارع أو العمل أو المطاعم، مع شعوره الدائم بالمراقبة.
  • إعادة منتج بعد شرائه: أو أي موقف يشعر معه أنه قد يقع في حرج مع الطرف الآخر.

أعراض الرهاب الاجتماعي

  1. الانعزال وتجنب الآخرين: فيميل إلى الوحدة وعدم إقامة أي تواصل أو علاقات جديدة.
  2. الهروب من أي مواقف اجتماعية: بدءًا من التجمعات العائلية أو تجمعات العمل أو الدراسة، وانتهاءً بحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية الأخرى.
  3. الخوف من التعامل مع الغرباء.
  4. القلق الشديد والارتباك في المواقف الاجتماعية.
  5. الخوف من ظهور علامات الارتباك أو القلق: حيث يخاف بشدة مريض الرهاب الاجتماعي من أن يلاحظ الآخرون عليه خوفه أو قلقه من المواقف الاجتماعية، ويزداد هذا الشعور مع شعوره بمراقبة الجميع لأفعاله.
  6. صعوبة تحمل المواقف الاجتماعية الشائعة.
  7. النظرة التشاؤمية: حيث يتوقع دومًا المريض حدوث الأسوأ، فيتوقع ألا تسير الأمور على ما يرام، وأن تقع مواقف مخجلة له أمام الآخرين.

الأعراض الجسدية

كما أن المريض بالقلق الاجتماعي تصيبه بعض الأعراض الجسدية الواضحة مثل:

  • احمرار الوجه والوجنتين.
  • التعرق.
  • الارتجاف.
  • التوتر.
  • صعوبة التنفس.
  • تسارع ضربات القلب.

آثار الرهاب الاجتماعي

آثار الرهاب الاجتماعي

  1. فقدان الثقة بالنفس.
  2. ضعف مهارات التواصل.
  3. سهولة الوقوع أسيرًا للإدمان.
  4. الحساسية المفرطة.
  5. ضعف الانجازات.
  6. الانتحار أو محاولة الانتحار

أسباب الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي لا يمكن حصر أسبابه في عنصر واحد، بل إن لأسبابه عدة عناصر:

العنصر البيولوجي

أ. الوراثة: حيث تشير بعض الأبحاث إلى دور الوراثة في زيادة إفرازات السيروتونين وتأثير ذلك على الخوف والقلق الذي قد يصيب المريض في أبسط المواقف.

ب. بنية الدماغ والناقلات العصبية ودورها في استثارة القلق والخوف لدى المريض.

العنصر الاجتماعي

أ. الأسرة: حيث تستثير العصبية الزائدة والانفعال المستمر للوالدين الخوف والقلق لدى الطفل.

ب. الزملاء: الانتقاد المتشدد والمستمر والذي يحفز الشعور المستمر بالخجل والإحراج، ومن ثم يساعد على ظهور القلق الاجتماعي.

ج. التعرض لصدمة نفسية شديدة نتيجة الوقوع ضحية إحدى جرائم العنف.

علاج الرهاب الاجتماعي

  • العلاج النفسي: من خلال جلسات العلاج النفسي وورش الدعم.
  • العلاج بالأدوية: وهنا يجب مراجعة الطبيب أولًا لتحديد الأدوية المناسبة والجرعات لكل حالة.
  • العلاج المعرفي السلوكي: الذي يعمل على تحديد السبب وراء السلوكيات القلقة والخجولة للمريض، بالتزامن مع العمل على تعديل تلك السلوكيات بالتدريج.

**********

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

محمد صابر

مهندس حر

باحث في علوم التربية وفلسفة التعليم بمركز “بالعقل نبدأ”

دراسات عليا في كلية التربية جامعة المنصورة

حاصل على دورة إعداد معلم (TOT) من BRITCH FOUNDATION TRAINING LICENSE المعتمد من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية