حدوتة نانسي وابنتها والماميز والإنستاجرام
قصة حقيقية لكن أعجبتني، ذهبت نانسي إلى الحديقة بصحبة ابنتها الصغيرة، ابنتها تشعر بسعادة كبيرة، هذه الفسحة تنتظرها منذ فترة طويلة، تطلبها وتلح فيها كل يوم تقريبا!
نانسي تلبس فستانًا أنيقًا، وكذلك حرصت على أن تلبس ابنتها فستانًا أنيقًا أيضا، ومن نفس اللون، وكل واحدة تحمل حقيبة بنفس لون الفستان، ونظارة شمس بنفس لون الفستان، وإكسسوارات، وقبعة، إلخ.
يوميات ماميز
دخلت الأم وابنتها الحديقة، طلبت الابنة أن تنطلق لتلعب في المراجيح، وأن تجري على الحشائش، وتلعب بالكرة، رفضت الأم بشدة، فهذا قد يتسبب في إفساد أناقة الفستان والشنطة والنظارة، لكن هذا ما كانت تحلم به الطفلة الصغيرة! لكن هذا الحلم الصغير يختلف تماما عن اهتمامات الأم، وصديقاتها الماميز!
في كل خطوة تخرج نانسي المحمول، وتطلب من ابنتها الابتسام، وتقف الأم وابنتها للتصوير، صورة بجوار الشجرة، صورة بجوار الحشائش، صورة بجوار المراجيح، في المنتصف يدق جرس الهاتف،
تنشغل الأم في حوار هاتفي طويل مع صديقتها، عن أهمية قضاء وقت بين الأم وابنتها، وما تعلمته من فيديو اليوتيوب عن التربية الإيجابية، تنتظر الابنة بجوار أمها في ملل شديد وهي تتابع الأطفال يلعبون من بعيد.
انتهت المحادثة التليفونية أخيرًا!
هل سنلعب يا ماما؟
أيوة.. بس بعد شوية.
الإحباط وخيبة الأمل
وتطلب من ابنتها الوقوف بطريقة كذا للتصوير، وارفعي يدك، ونزلي رأسك، وإعوجي وسطك، ابتسمي، بصي، اعدلي رجلك، اعملي كذا، أوضاع وراء أوضاع.
مر الوقت..
ها يا ماما ممكن ألعب دلوقتي؟
ماشي يا حبيبتي
بعد مرور خمس دقائق فقط تنادي الأم على ابنتها..
لقد تأخرنا يلا نمشي.
نمشي؟! بس أنا لسة ما لعبتش أصلا! مش إحنا جايين علشان نلعب مع بعض زي ما قلتِ لي؟
معلش علشان تأخرنا يا حبيبتي.
وروحت الابنة المحبطة مع أمها وهي تبكي، بعد يوم ممل جدا بالنسبة لها.
أمهات السوشيال ميديا
في اليوم التالي مجموعة صور ضاحكة وجميلة وألوان مبهرة على موقع الإنستاجرام، صور نانسي مع ابنتها في الحديقة وتحتها مكتوب: “يوم جميل.. ماما مع حبيبة أمها، أنصح كل الأمهات باصطحاب بناتهن للحديقة وقضاء وقت ممتع معهن.” نانسي.
ولعدة أيام ظلت نانسي تتابع عدد اللايك والتعليقات، مع قضاء بقية الوقت في متابعة أخبار الطبيخ والرقص والممثلات والموضة على إنستاجرام!
خلصت الحدوتة.. حدوتة نانسي وابنتها، والماميز والإنستاجرام!
اقرأ أيضاً: