عم حسين
ركبت التاكسي مع عم حسين، من أول ما ركبت مع الراجل الطيب وهو بيحكي لي عن معاملة الناس الوحشة لبعضها، والتكبر والغرور، معاك حق يا عم حسين، حاجة وحشة فعلا!
حكى لي قصة مؤثرة عن تكبر الناس على الأضعف منها، وإن فيه ناس عندها عقد بتطلعها في خلق الله، تكبر الناس والغرور، إن كل واحد شايف نفسه، ومش بيرحم حد، كل واحد حاسس إنه مهم، وإزاي فلان يكلمني كده، وإزاي أنت تقرب مني كده، اللي بيسموه عندنا الأنا! الإيجو، الأنا المتضخمة! زي قارون كده لما بيقول إنما أوتيته على علم عندي، ويصطنع أن كل ما لديه مهارة وتميز وليس فضل من الله.
وشوية ولقيت عم حسين بيكسر على العربية اللي جنبنا، ليه يا عم حسين؟ أصله بيحاول يسبقني! وشوية وعم حسين الراجل الطيب بيدخل سباق وصراع، صراع على ولا حاجة!
ماذا يثبت لنفسه وللآخرين!
الله.. هو عم حسين برضه الأنا بتاعته بتتحرك، بس في الهيافة، عم حسين الأنا بتاعته طلعت متضخمة جدا جدا! إهانة كبيرة لو عربية سبقته، أو حد عدى من قصاده، الأنا العظمى بتاعت عم حسين لا تقبل عبور مشاة ولا سيارة ولا عجلة ولا حتى ذبابة من أمام سيارته!
يعتبر هذه إهانة تستحق الانتقام والصراع لإثبات.. لا أعلم لإثبات ماذا! وماذا يثبت لنفسه وللآخرين! في تكسير على سواق جنبه، في سباق سخيف علشان يطلع الأول من حتة ضيقة.
الله.. مش أنت يا عم حسين اللي بتشتكي من ظلم الناس لبعضها، والغرور وما حدش بيرحم، وكده يعني؟ يظهر يا عم حسين إنك تستاهل اللي بيجرى لك.
زي ما بتؤذي الناس ربنا بيبعت لك اللي يؤذيك، ويتكبر عليك، الموضوع ما لوش علاقه بالفقر والغنى، ولا غلبان ومش غلبان، اشرب يا عم حسين، نكد على الناس علشان ربنا يبعت اللي ينكد عليك!
المهم تدافع عن شرفك العظيم والأنا المتضخمة بتاعتك يا عم حسين، بس صراع ودفاع وأنا متضخمة في الهيافة والتخلف! لا تستفيد بها ولا تفيد بها غيرك. يا عم حسين يا اللي عامل نفسك متواضع وطيب!
اقرأ أيضاً:
كيف نطهر قلوبنا من الغرور بالحب
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا
