عزيزي السائق المصري
سوف أقول لك معلومة هامة غالبا لا تعرفها، من فضلك انظر إلى الصورتين وقارن بينهما، صورة من شوارع مصر المزدحمة، وصورة أخرى من شارع مزدحم أيضا، لكنه في بلد غير مصر، لاحظت الفارق؟ فارق بسيط..
في كلا الحالتين يوجد شارع مرصوف عليه خطوط بيضاء، وسيارات كثيرة، لكن في الحالة المصرية تجد الخطوط البيضاء في بعض الشوارع وتختفي في البعض الأخر، وسواء موجودة أو غير موجوده فهي لا تعني شيئا للسائقين! والنتيجة فوضى، وصراع واحتكاك سيارات، ومضايقات ونكد وعراك، وتعطيل للجميع لأنهم لا يسيرون بنظام ويتزاحمون في نقاط محددة في الطريق.
الفارق بين القيادة المصرية وغير المصرية
القيادة المصرية هي مجموعة من مهارات المكر والفهلوة والخبث والغلاسة، مع حركات السيرك! والنتيجة خسائر ونكد يومي وصراعات تافهة وسخيفة على بضعة أمتار!
في الحالة غير المصرية السائقون يحترمون هذه الخطوط لأنها تساعدهم على النظام وتفادي الحوداث والفوضى، مما يساعد الجميع على الوصول بأمان وسرعة إلى وجهته، وبأقل ضغط على الأعصاب، تحافظ على مسافة آمنة بين السيارات. عادي يعني.. كلام منطقي لكل البشر في القرن الحادي والعشرين، خاصة في المدن الكبيرة.
العجيب أنني اكتشفت أن الكثير من السائقين في مصر ليس فقط لا يحترمون هذه الخطوط بل لا يعرفون أن لها وظيفة! يعتقدون أنها من أجل التجميل أو أن كائنا فضائيا يضعها بدون سبب! وبالتالي هم حتى لا يرون لها وظيفة، وطبعا لا يعرفون الفارق بين خطوط متصلة أو متقطعة أو لون أبيض أو أصفر لهذه الخطوط!
من العجيب أنك في مصر حين تتكلم عن بديهيات أو أشياء منطقية يعرفها جميع سكان هذا الكوكب تجد الناس في مصر تنظر لك ببلاهة، أو لا تفهم ما تقول!
النظام يساعد الجميع
غالبا مصر تعرضت لنيزك أو إشعاع خلال الثلاثين سنة الأخيرة أثر على عقل الجميع! حتى أصبح غير المعقول لكل البشر معقولا للمصريين، والمعقول لكل البشر غير معقول للمصريين، أو ربما هجرة العقول لمن هم ذكاؤهم فوق المتوسط! الله أعلم، المهم أتمنى أن تعرف هذه المعلومة:
إن الإنسان الطبيعي يعرف أن النظام يساعد الجميع، والفوضى تعطل الجميع، وإن الخطوط البيضاء في الشوارع من أجل أن تحترمها وتمشي في الحارات المخصصة، سواء في الزحام أو غير الزحام، وليست لتجميل الأسفلت يوم الافتتاح.
ما تحاولش تنط وتسبق السيارة التي أمامك! صدقني ده يضايق الجميع ويعرضك ويعرض الآخرين للخطر والاحتكاك، وصدقني ده مش حيوصلك بيتك أسرع! لن يوفر لك غير بضعة ثوانٍ، في المقابل ستتعطل ساعات وتعطل غيرك! إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت.
اقرأ أيضاً:
هل يكفي وضع إشارة المرور في الطريق حتى يلتزم الناس بالمرور؟
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا