وقلت في معارضة همزية شوقي مادحا النبي صلى الله عَليه وسلم, من الكامل:
ذِكْرُ الرَّسُوْلِ طَلَاوَةٌ وَرَوَاءُ
وَمِنَ السُّمُوْمِ النَّاقِعَاتِ دَوَاءُ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ فِي آَفَاقِهِ
وَتَبَخْتَرَتْ مِنْ ذِكْرِهِ الْأَنْدَاءُ
كُلُّ الْخَلَائِقِ مِنْ سَنَاهُ قَدْ ارْتَوَتْ
وَخِصَالُهُ طَارَتْ بِهَا الْأَنْوَاءُ
وَتَحَيَّرَتْ مِنْ حُسْنِهِ آَمَاقُنَا
فَالْوَجْهُ بَدْرٌ وَالْأَسِيْلُ ضِيَاءُ
فَهُوَ الَّذِي عَمَّ الْبَرَايَا فَضْلُهُ
وَبِوَصْفِهِ تَتَمَايَلُ الشُّعْرَاءُ
وأَقَامَ لِلدِّيْنِ الْحَنِيْفِ مَكَانَةً
وَمِنَ الشَّرِيْعَةِ مِلَّةٌ غَرَّاءُ
يَا ذِكْرَ أَحْمَدَ فِي الْوَرَى أَنَا مُغْرَمٌ
وَبِيُمْنِ وَجْدِكَ رَائِحٌ غَدَّاءُ
أَنْتَ الْفَصِيْحُ بِوَحْيِ لَفْظِكِ نَهْتَدِي
وَبِكُلِّ حَرْفٍ يُوْلَعُ الْبُلَغَاءُ
أَنْتَ الْبَلِيْغُ بِظِلِّ نُطْقِكَ نَقْتَدِي
وَعُكَاظُ تَشْهَدُ وَالْحَدِيْثُ إِيَاءُ
حَارَبْتَ كُلَّ الْجَهْلِ فِي ثَكَنَاتِهِ
فَالْعِلْمُ نُوْرٌ وَالْجَهُوْلُ خِبَاءُ
فَالصِّدْقُ أَنْتَ مِثَالُهُ لَا يَنْحَنِي
وَمِنَ الْأَمَانَةِ مِعْصَمٌ وَلِوَاءُ
أَنْتَ الْحَيِيُّ وَطُهْرُ ثَوْبِكَ آَيَةٌ
وَالْخُبْثُ لَا يَأْتِيْكَ وَالْفَحْشَاءُ
أَهْفُوْ إِلَيْكَ إِذَا الذُّنُوْبُ تَكَاثَرَتْ
وَدُمُوْعُ عَيْنِيَ فِي الثَّرَى غَنَّاءُ
الْحَقُّ أَنْتَ بِهَدْيِ سُبْلِكَ يُقْتَفَى
وَمِنَ الشَّجَاعَةِ شِيْمَةٌ وَلِوَاءُ
وَالْعَدْلُ أَنْتَ شَرِيْعَةٌ لَا تَنْتَهِي
وَبِظِلِّ قَسْمِكِ يَحْكُمُ الْعُظَمَاءُ
سَاوَيْتَ بَيْنَ النَّاسِ رَأْيُكَ رَايَةٌ
وَالْكُلُّ عِنْدَكَ فِي الْوَرَى أَكْفَاءُ
آَخَيْتَ بَيْنَ الْخَلْقِ فِي بُرَحَائِهِمْ
فَاسْتُلَّ حِقْدُ النَّفْسِ وَالْبَغْضَاءُ
أَنْتَ الشَّفِيْعُ إِذَا الْقِيَامَةُ أُحْضِرَتْ
وَالْخَلْقُ مِنْ آَثَامِهِمْ بُؤَسَاءُ
وَالْمَاءُ قَدْ غَطَّى الْجُسُوْمَ مِنَ الْأَسَى
وَالنّفْسُ مِنْ وَخَزَاتِهَا بُرَحَاءُ
وَالْخَلْقُ يَصْرُخُ أَيْنَ أَيْنَ رِحَالُنَا؟!
وَالرُّسْلُ مِنْ آَهَاتِهِمْ إِغْضَاءُ
فَالْوَقْتُ صَعْبٌ وَالْمَلِيْكُ قَدِ اسْتَوَى
وَالْكُلُّ يَهْرُبُ وَالْحِسَابُ بَلَاءُ
جِبْرِيْلُ نَفْسِي وَالْمَلَائِكُ تَنْزَوِي
وَالْجِنُّ حَيْرَى وَالصِّرَاطُ وِطَاءُ
فِي حَوْمَةِ الْأَحْدَاثِ أَنْتَ مَلَاذُنَا
وَبِوَحْيِ نُوْرِكَ تُكْشَفُ الظَّلْمَاءُ
فَتَقُوْمُ عِنْدَ الْعَرْشِ تَسْجُدُ هَائِمًا
فَيُشِيْرُ رَبُّ الْكَوْنِ أَنْتَ كِفَاءُ
يَا مَنْ لَهُ كُلُّ الْفَضَائِلِ شَارَةٌ
يُغْرَى بِهِنَّ وَيُوْلَعُ الْكُرَمَاءُ
وَيَهِيْمُ كُلُّ مُنَاضِلٍ فِي دَرْبِهِ
وَيَتُوْهُ كُلُّ النَّظْمِ وَالْبُلَغَاءُ
أَمُحَمَّدٌ وَلَأَنْتَ خَيْرُ خَلِيْقَةٍ
وَالْأَرْضُ تُشْرِقُ وَالسَّمَا خُيَلَاءُ
وَالْكَوْنُ كُلُّ الْكَوْنِ يَزْهُوْ مَاثِلًا
قَدْ زَانَ دَرْبًا لِلتَّبَانَةِ يَاءُ
فَبِمَوْلِدِ الْهَادِي الْبَشِيْرِ تَأَلَّقَتْ
كُلُّ الْخَلَائِقِ وَاكْتَسَتْ بَيْدَاءُ
وَتَسَرْبَلَتْ مِنْ زِيِّهِ كُلُّ الدُّنَى
وَتَضَوَّعَتْ مِسْكًا بِهِ الْغَبْرَاءُ
قَدْ جِئْتُ طَيْفَكَ يَا مُحَمَّدُ مَادِحًا
فَمَدَحْتُ شِعْرِي وَالطُّرُوْسُ رُوَاءُ
أَنْتَ الْمِثَالُ لِكُلِّ مَعْنًى يُرْتَجَى
وَبِنُوْرِ حُسْنِكَ تُكْشَفُ الْيَهْمَاءُ
يَتَبَارَى كُلُّ الْخَلْقِ فِيْكَ رِوَايَةً
لَكِنَّ وَصْفَكَ لِلْعَلَاءِ ضِيَاءُ
مَهْمَا تَنَاهَى أَوْ تَنَامَى نَظْمُهُمْ
فَالْكُلُّ يَجْهَلُ وَالْفَصِيْحُ هَبَاءُ
يَبْكِي لِأَنَّ النَّجْمَ فَاقَ تَصَوُّرًا
وَلِأَنَّ كُلَّ حُرُوْفِهِ خَرْسَاءُ
عَارَضْتُ (شَوْقِي) كَيْ أَرُوْمَ مَكَانَةً
فَانْصَاعَ شِعْرِي وَالرَّسُوْلُ بَهَاءُ
صَلَّى عَلَيْهِ اللهُ فِي آَيَاتِهِ
وَتَبَخْتَرَتْ فِي ذِكْرِهِ الْجَوْزَاءُ
هَذِي قَصِيْدِي يَا مُحَمَّدُ قُلْتُهَا
هِيَ غَايَتِي بَلْ قُرْبَةٌ وَفِدَاءُ
قَدْ جَاءَ وَزْنُ الشِّعْرِ فِيْهَا كَامِلًا
وَمِنَ التَّقَفِّي هَمْزَةٌ وَرِوَاءُ
فَاقْبَلْ قُصُوْرِيَ إِنَّ رُوْحِيَ هَائِمٌ
لَكِنَّ شِعْرِيَ فِي الْوَرَى أَصْدَاءُ
سَيَظَلُّ يُتْلَى مَا حَيِيْتُ وَمُنْيَتِي
يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفْعَةٌ وَضِيَاءُ
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
*****************
لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا
لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا