تاريخ الشعوب
حافظت الدولة الفرعونية القديمة من بداية الأسرات على الدولة المصرية واستقلالها وحمايتها من الغزاة، ولكن تغيَّر الوضع في عهد الأسرات الضعيفة والتي شهدت معها ضعف الدولة المصرية وأصبحت مصر مطمعًا للغزاة فمرة احتُلت من الليبيين شمالا، ومرة من الكوشيِّين جنوبا وكان لهم من الملوك الذين قلدوا ملوك الفراعنة في حياتهم، وفي بناء المعابد والمشاهد لهم، ومن هذا الوقت بداية امتزاج الحضارة المصرية بغيرها من الحضارات واختلاط الشعب المصري بغيره من الشعوب .
ثم بعد ذلك شهدت الدولة المصرية غزوات كثيرة من الفرس والبطالمة والرومان والعرب والأتراك والفرنسيين والإنجليز مما أثر ذلك كثيرًا في الشعب المصري من ناحية عاداته وتقاليده وأمور حياته، وكان هذا التأثير في صورة الحفاظ على الموروث الشعبي كنوع من أنواع المقاومة للمستعمر .
تاريخ الشعوب العربية
عند نزول النبي إبراهيم وزوجته “هاجر” من أرض العراق لشبه الجزيرة العربية لم ينزلوا على أرض خالية من السكان، هذا غير صحيح بالمرة وليس بوسع المدقق الباحث أن يقول أن النبي إبراهيم وابن إسماعيل هم أول من سكنوا هذه المنطقة بل كان يوجد فيها من الرُّحل الذين يقيمون في المكان الذي يتواجد فيه الماء والكلأ،
لذلك عندما فاض الماء من تحت قدم الرضيع إسماعيل والذي سُمى فيما بعد “بماء زمزم” استقر الناس بهذا المكان لوجود الماء فيه، حتى أنه قيل أن أصل الشعوب العربية يمني؛ لأن اليمن من الحضارات القديمة حتى أن مملكة سبأ اليمنية ذكرت في نص سومري في العام 2500 قبل الميلاد أي في نصف الألفية الثالثة قبل الميلاد، ومن اليمن حصل النزوح لشبه الجزيرة العربية بعد انهيار سد مأرب في الألفية الأولى قبل الميلاد.
هجرة يمنية للحبشة
يذكر كتاب التراث الشعبي لأثيوبيا المسمي “أكرانجست ” حدوث هجرة يمنية لأرض الحبشة في الألفية الأولى قبل الميلاد وكونوا مملكة “أكسوم” وكان أول ملكها “مليباد” ابن “ماكيدا” وهي بلقيس اليمنية التي تزوجها النبي سليمان
وثمرة هذا الزواج طفل أسماه النبي سليمان “بمليباد” وكان هذا الأخير حسب الرواية الأثيوبية أول الملوك العظام لمملكة أكسوم الحبشية وهذا ما يفسر العلاقات الوثيقة بين إثيوبيا وإسرائيل لأنهم يعتقدون أن أول ملوكها كان من بني إسرائيل .
التاريخ حافل باختلاط وامتزاج وتأثر الشعوب ببعضها البعض وما ذكر هو قليل من كثير من هذا وذلك يضرب النظرية القائلة بنقاء العرق التي نادى بها بعض الزعماء الفاشيين كشكل من أشكال الفخر القومي، وهذا القول العرقي يذهب إلى إنعزالية هذا الشعب وهذا مستبعد؛ لأن التاريخ يكذبه، ولأن أى شعب من شعوب الأرض يشترك مع غيره من الشعوب في الحياة.