أسئلة عامة

ما فائدة المقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني والدول والشركات التي تسانده؟

س: ما الجدوى من المقاطعة الاقتصادية؟ وهل مقاطعتي أنا هي التي ستصنع الفرق؟ وهل تتأثر الشركات الكبرى والدول العظمى بهذه المقاطعات البسيطة؟ وهل المقاطعة ضارة بأبناء أوطاننا الذين يعملون في فروع هذه الشركات في بلادنا؟
ج: الإنسان مطالب بفعل الصواب حتى وإن لم تكن النتيجة مضمونة، والإنجازات العظيمة تتم بأن يقوم كل منا بدوره الصغير، ونعم المقاطعة تصنع فارقًا عظيمًا مثلما حدث في تحرير الهند من الاستعمار، وأبناء الوطن يجب أن يقاطعوا أيضًا هذه الشركات.
وتفصيل ذلك كما يلي:
أولًا: إن قيامنا بالعمل لا يتم بناء على النتائج فقط، بل بناء على كونه هو الصواب الذي ينبغي فعله، فأنت تعطي صدقة مثلًا وأنت واثق أنك لن تحل مشكلة الفقر في العالم، لكن الصواب هو أن تفعل ذلك، وبالمثل فالصواب هو عدم إعطاء العدو المال لشراء السلاح لكي يقتلنا به!
ثانيًا: إن مقاطعتك البسيطة بالإضافة لمقاطعتي البسيطة، بالإضافة لغيرنا؛ تؤدي في النهاية للنتيجة المأمولة، أما لو توقف كل منا عن فعل الصواب فلن تتحقق أي نتيجة. فلو قال كل جندي في المعركة أن طلقتي أنا الصغيرة لن تصنع الفارق؛ لانسحب الجيش بأكمله دون أن يطلق طلقة واحد على العدو! فالأعمال العظيمة تتم بأن يقوم كل منا بدوره لا العكس!
ثالثًا: المقاطعة الاقتصادية ناجحة جدًا نظريًا، لأنها تحرم العدو من كثير من المال الذي يحتاجه لشراء سلاحه وتجهيزاته. وتاريخيًا حققت المقاطعة نتائج عظيمة من قبل، فالهند تحررت من الاستعمار البريطاني بسلاح المقاطعة التي دعا إليها المهاتما غاندي، وماكرون تراجع فورًا عن أقواله العنصرية ضد الإسلام بعد بداية بعض حملات المقاطعة ضد الشركات الفرنسية.
رابعًا: أبناء الوطن يجب ألا يعملوا في شركات معروفة بدعمها للعدو، وبمساهمتها في قتلنا، فيجب أن يبدأوا هم رحلة المقاطعة، وبالنسبة للرزق فإن الإله هو الذي يرزق، ومجالات العمل -إن تحرر الإنسان من تبعيته لأرباب العمل- متاحة وكثيرة، ولم يقل أحد أبدًا أنه لا توجد فرص عمل أخرى غير هذه الشركات!
أخيرًا: العاقل يبذل وسعه على قدر طاقته، وقطرات المياه الصغيرة تصنع محيطًا عندما تتحد، والإله ينصر من يسعى للعدل ولا يخذله.