أسئلة عامة

ما ذنب الأجيال الجديدة من الصهاينة الذين ولدوا على أرض فلسطين المحتلة؟

يتساءل البعض .. “صحيح أن الأجيال أولى من الصهاينة هم من تركوا بلدانهم الأصلية وجاءوا إلى فلسطين وقتلوا وشردوا أهلها واحتلوا أرضها ، لكن ما ذنب الأجيال الجديدة من الصهاينة الذين ولدوا على أرض فلسطين المحتلة ولم يعرفوا وطنا غير “إسرائيل” ؟”
يمكن أن نرد على هذه المغالطة كما يلي:
.
أولًا: جرائم الكيان الصهيوني في الماضي والحاضر من قتل ومجازر وسرقة ونهب وتشريد وتهجير واعتقال ثابتة وواضحة ، وتدينها القوانين الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، كما تدينها بالطبع كل الأديان والأعراف والأخلاق الحسنة، فمن يتجاهل هذا كله ويصر على البقاء في الأراضي المحتلة والمشاركة الإيجابية في أنشطة هكذا كيان هو شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني، بل هو سبب استمرار وجود هذا الكيان.
.

ثانيًا: يشارك كل البالغين في إسرائيل من الرجال والنساء في الخدمة العسكرية، وفترة التجنيد الإجباري 3 سنوات للرجال وسنتان للنساء، وبعد ذلك يبقى المجندون في الخدمة الاحتياطية، ويتم استدعاؤهم لمدة شهر سنويًا حتى يتموا 43 عامًا، كما يتم استدعاؤهم في حالة الحرب، ويشتركون بعد هذا السن في الدفاع المدني.
ويُعفى من الخدمة العسكرية طلاب المدارس اليهودية وأغلب العرب (ما عدا الدروز) -بحكم الأمر الواقع- وغير اللائقين طبيًا، وفي كثير من الحالات يقضي غير اللائقين طبيًا فترة خدمتهم في أعمال ذات طابع غير عسكري مثل العمل في إذاعة الجيش أو في بعض المدارس، ومن يرفض الخدمة العسكرية يتعرض للمساءلة القانونية وللعقاب القانوني.
وبالتالي ف ” إسرائيل ” في الحقيقة هي جيش يحاول التظاهر بأنه دولة، أي أن السؤال أصلا خطأ فلا يوجد مدنيين تقريبا في الكيان الصهيوني إلا الفئات المتواجدين اجبارا مثل عرب 48 وهؤلاء لا تهاجمهم المقاومة بل هم شركاء في مقاومة الاحتلال.

ثالثا: كل إنسان بشكل طبيعي في مرحلة من حياته بعد التمييز والبلوغ يبدأ في التساؤل أسئلة وجودية: من أنا؟ من أين أتينا؟ هل أسرتي وما تربيت عليه صواب؟ ما الذي ينبغي أن أفعله في حياتي؟ هذه الأسئلة الفطرية هي نتاج لبديهيات العقل الموجودة عند كل إنسان، والتي تقول إن لكل حادث سبب، وبالتالي وجودنا لا بد له من سبب، ووجودنا في هذه الأرض لا بد له من سبب وهكذا ، أيضا الفطرة السليمة من استحسان العدل ورفض الظلم يولد بها كل إنسان.
وينطبق هذا الأمر على الصهاينة المولودين في فلسطين المحتلة ، كما أن وجود صراع مستمر مع الفلسطينيين دافع آخر للتساؤل، فمظاهر الفصل العنصري التي يعج بها الكيان المحتل مثل الحواجز الأمنية وجدار الفصل العنصري و…، هذا كله دافع للتفكير والتساؤل ورفض هذا الظلم.
ونذكر هنا قصة الطيار الإسرائيلي يوناتان شابيرا الذي انشق عن الجيش الصهيوني وصرّح في وسائل الإعلام: ” الجيش الإسرائيلي منظمة إرهابية منظمة إرهابية وقادته مجرمو حرب”.
رابعا: إن وجود الأطفال في وسط الصراع هو خطأ أهلهم من الصهاينة، فكيانهم المحتل عبارة عن جيش معتدي كما سبق توضيحه، وبالتالي وجود أطفالهم في وسط الحرب هو ذنبهم هم، فأنت عندما تأخذ أطفالك للمعركة وسط إطلاق النار وتهاجم شعب بريء وأطفالك حولك فأنت المخطئ إن تأذوا من ذلك.
رابعا: بالفعل ما تسعى إليه أغلب قوى المقاومة هو تجنب مقتل الأطفال قدر الإمكان، حيث ظهر هذا في تصريحات بعضهم بشكل واضح، وظهر أيضًا في ممارسات البعض الآخر، بل تم تأجيل بعض العمليات بسبب وجود الأطفال في مكان العملية مثل العملية الاستشهادية لعرين شعيبات التي ألغيت بسبب وجود طفل في المكان، بل أحيانا تقوم المقاومة بإعلان موعد بداية القصف في وسائل الإعلام فيمتلك الصهاينة الوقت للذهاب إلى الملاجئ وحماية الأطفال وغيرهم، فليس المطلوب هو القتل الانتقامي للتشفي ، بل المطلوب هو ردع هؤلاء المجرمين ودفعهم لإعادة الحقوق لأصحابها والتخلي عن إجرامهم ، وأيضا يجب أن نلاحظ مدى توفر السلاح الدقيق والقوي لدى المقاومة ، فلو توفر هذا السلاح وكان القصف الدقيق على القواعد العسكرية والمطارات والمصانع والأماكن الاستراتيجية يحقق هدف التحرير لكان ذلك كافيا وإلا يجب أن تتصاعد المقاومة.