هل باع الفلسطينيون أرضهم للصهاينة؟
هذا تعميم كاذب، وتجاهل لحقائق تاريخية ناصعة.
أولًا: لم يثبت تاريخيًا قيام أعداد كبيرة من الفلسطينيين ببيع أرضهم للصهاينة، وبالتالي فهذا تعميم كاذب.
ولو فرضنا جدلًا قيام البعض بذلك فيجب البحث هل تم ذلك تحت التهديد أم لا؟ لأنه من الثابت تاريخيًا بالتواتر استخدام العصابات الصهيوينية للقتل والتهديد والتخويف والإرهاب لطرد الفلسطينيين من أرضهم، والبيع الذي يتم تحت الإجبار باطل قانونيًا وأخلاقيًا ودينيًا.
ولو فرضنا جدلًا قيام قلة قليلة بالبيع برضاها فلا يحق للصهاينة إذن الاستيلاء على أي أرض أو بيت غير تلك الأراضي القليلة جدًا التي اشتروها، وهذا لم يحدث بالطبع!
–
ثانيًا: من الثابت تاريحيًا بالتواتر أن الكيان الصهيوني تأسس بشكل رئيسي عن طريق تهجير أعداد هائلة من الشعب الفلسطيني من منازلهم بالإجبار وبدون بيع أو رضا، ففي النكبة وحدها مثلًا تم طرد حوالي 750 ألف فلسطيني من قراهم، وهدم أكثر من 500 قرية فلسطينية، وقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، والقيام بالكثير من المجازر البشعة لتخويف الفلسطينيين وتهجيرهم، مثل مجزرة دير ياسين والطنطورية و…
وقد بدأ التهجير قبل النكبة واستمر بعدها وحتى الآن، ولقد شاهدنا مؤخرا تهجير سكان أحياء القدس الشريف مثل حي الشيخ جراح، كما استمرت عمليات هدم البيوت الفلسطينية وإزالتها وإخراج أهلها منها حتى الآن، كما استمرت المجازر إلى الآن كما نرى في الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
وقد وصل عدد الفلسطينيين المطرودين خارج بلادهم إلى أكثر من 5 مليون فلسطيني حاليًا، خرجوا دون رضاهم ولهم حق العودة طبقًا للقوانين الدولية والأخلاق والأديان.
–
ثالثًا: من الثابت تاريخيًا بالتواتر وجود رفض فلسطيني مستمر ومقاومة فلسطينية مستمرة ضد التواجد الصهيوني الآثم، بل هذا مستمر وثابت حاليًا لكل ذي بصر، إذ ترفض جميع الفصائل الفلسطينية الاحتلال الصهوني، ويمارس الكثير منهم المقاومة بطرق مختلفة.
بل إن هناك آلاف من الفلسطينيين مازالوا يرفضون عروضا بالملايين وجنسيات أجنبية من منظمات صهيونية عالمية مقابل التخلي عن أراضيهم في القدس كمثال، كذلك هناك عشرات الآلاف ممن ضحوا بأنفسهم وتعرضوا للسجن والتعذيب دفاعا عن أرضهم.
–
أخيرًا: إن التعامي عن الحقائق الناصعة والنظر لاستثناءات شاذة ونادرة هو شيء مخالف للعقل والأخلاق والأديان، وحتى لو فرضنا جدلًا قيام كل الفلسطينيين ببيع أرضهم فهذا لا يبرر قتل الصهاينة للناس ظلما وعدوانا، ولا يبرر انتهاكهم للمقدسات والحرمات، ولا يبرر ظلمهم لمن يعيشون معهم على الأرض، ولا يبرر اعتدائهم على جيرانهم، فالحق سيبقى حقًا، والباطل سيبقى باطلًا، حتى لو رضي البعض وتنازلوا.