الحكيم يعرف أنه كابوس
من الأمور التي يهتم بها العلم اليوم والمجتمع الطبي إطالة عمر الإنسان وزيادة قدراته الجسدية والعقلية، وهو ما يسمى human enhancement. وتجرى أبحاث لصناعة مكملات غذائية لزيادة القوة، وهرمونات وأدوية للعقل، وأدوية ضد الشيخوخة، وتعديلات وراثية، والبحث عن الجمع بين الإنسان والروبوت الآلي لبناء جسد لا يموت يقهر الأمراض والشيخوخة.
وهذا الأمر ليس جديدا! فتحكي ملحمة جلجامش من بلاد ما بين النهرين في العراق منذ ٣٠٠٠ سنة عن بطل نصف بشر ونصف إله، يسعى للخلود، وبعد رحلة طويلة ومغامرات كبيرة.. يفشل!
ويتحدث القرآن في سورة الشعراء عن هذا الحلم ويقول: ” وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ”.
نظريات عن مستقبل البشر
نظرية أوليفر كاري
وهناك الكثير من النظريات عن مستقبل البشر ظهرت في العصر الحديث، منها نظرية أوليفر كاري الذي يتوقع أن يتطور البشر إلى جنسين، جنس الصفوة الأذكياء طويل أسمر، بسبب ممارسة الرياضة بانتظام و الغذاء الجيد، وجنس شاحب ضعيف قبيح أبيض قصير بسبب الاعتماد على التكنولوجيا وعدم الخروج والعمل في مبان مغلقة -مصانع أو شركات- لساعات طويلة!
نظرية ألف ويل جارو
ومنها نظرية ألف ويل جارو التي يتوقع أن ينقسم البشر إلى ثلاثة أقسام:
١.. المطورون الأغنياء الذين تم تقوية قدراتهم بالجينات والروبوت والأدوية.
٢.. الطبيعيون الأغنياء الذين يفضلون الحياة الطبيعية باختيارهم.
٣.. المستبعدون، أو المستعبدون! الفقراء والشعوب الضعيفة التي سيتم تدمير قدراتها عن عمد كي تظل في العبودية تخدم الأغنياء!
والطريف أن التاريخ يحكي لنا عن الكثير من الملوك الذين كانوا يتناولون كميات من مواد مثل الذهب أو الألماس أو الزئبق على اعتقاد أنه يمنحهم الخلود، واتضح أنه سبب تسممهم وموتهم!
وفي العصر الحديث اعتقد الناس في الأربعينيات أن المواد المشعة تساعد على القوة والخلود ، وكان الكثيرون يستعملونها في طعامهم أو يلبسون قلادات منها، ثم اتضح أن هذا يسبب السرطان!
السعي للقوة والخلود حلم يراود البشر الأغنياء ويسعون إليه، لكن الحكيم يعرف أنه كابوس!
اقرأ أيضاً:
* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.
