مقالاتفن وأدب - مقالات

مائدة رمضان الدرامية.. ضجيج بلا أفكار – الجزء الثالث

موسم درامي هو الأضعف منذ سنوات طويلة وخاصة على مستوى الكتابة، حيث ظهر النص الدرامي في كثير من الأعمال بشكل متواضع جدا، وهناك أعمال كثيرة انتهت بعد الحلقات الأولى، ولا تجد عملا اكتمل بنفس القوة التي بدأ بها، ومرت حلقات كثيرة دون أحداث.

مسلسل “لعبة نيوتن”

تأليف وإخراج تامر محسن والذي يعود بعد غياب منذ أن قدم مسلسل “هذا المساء” قبل سنوات وحقق نجاحا كبيرا، تامر دائما يبحث عن فكرة مختلفة وجديدة وهو ما يجعله يشارك بالكتابة في كل أعماله، ورغم أن الفكرة تم تقديمها قبل ذلك في أعمال أخرى منها “طلق صناعي”

وهي أم تسافر لأمريكا لتلد ابنها هناك طمعا في الجنسية والتي تمثل الحماية والأمان لكثيرين، إلا أن تامر محسن استطاع من خلال تفاصيله خلق روح مختلفة تجعلك تعيش وتتعايش مع “هنا” في أزمتها وما تتعرض له قبل الولادة وبعدها، إلا أن هناك مشكلة كبيرة في الإيقاع حيث أن القصة لا تحتمل كل هذه الحلقات، مما جعل البطء يسود بعض حلقات العمل والتي مرت دون أحداث حقيقة،

وتستطيع أن تغيب عن مشاهدة العمل لأكثر من حلقة وتعود ولن تشعر أن هناك أي اختلاف أو تغيير، كما أن الحوار كان متكلفا وغير واقعي، الصورة وكادرات تامر محسن أضافت بُعدا جماليا للعمل مع الأداء المتميز جدا من منى زكي ومحمد فراج، كل هذا جذب الجمهور وجعله يتغاضى عن عيوب النص الدرامي الواضحة والقاتلة، ومع ذلك يُعتبر هذا العمل من أفضل الأعمال الدرامية هذا الموسم.

مسلسل “بين السماء والأرض”

من أفضل مسلسلات هذا الموسم، جاء السيناريو متماسكا ومترابطا إلى حد كبير، وحسنا فعل المؤلف الشاب إسلام حافظ أن قدم العمل في 15 حلقة فقط ولم يحاول مط الأحداث لتصل إلى 30 حلقة كما يفعل البعض،

اضغط على الاعلان لو أعجبك

كل أبطال العمل ظهروا بشكل مختلف ومميز خاصة ندى موسى ومحمد ثروت ودُرة ومحمود الليثي في أفضل حالاتهم الفنية، وتألقت بشكل كبير نجلاء بدر ولعل هذا العمل يُصلح ما أفسدته مشاركتها في نسل الأغراب، خرج العمل بشكل مميز بفضل إدارة المخرج ماندو العدل.

مسلسل “ضِل راجل”

لـ ياسر جلال في تجربته الرابعة في البطولة وهو العمل الأقل فنيا عن أعماله السابقة، تدور أحداث العمل حول مدرس تربية رياضية يكتشف حمل ابنته دون زواج، ويبدأ رحلته في معرفة من فعلها والانتقام منه، الأحداث فعليا انتهت من الحلقة الرابعة،

ولو تركنا العمل عددا من الحلقات وعدنا لمتابعته لن نشعر بأي تغيير لأنه لا دراما ولا أحداث من الأساس، والعمل كان من الممكن أن يكون من عشر حلقات فقط، ما دام العمل يسير على خط درامي واحد، ياسر جلال فرط في الفرص تدريجيا وتراجعت الأسهم في الاستمرار في البطولة بسبب عدم التنوع في الموضوعات أو الأداء،

اعتماده الأساسي على الأكشن وتكوينه الجسماني، وهو ما يجعله دائما يبحث عن تاريخ للشخصية يناسب هذه العضلات “مدرس تربية بدنية، فتوة، لاعب رياضي معتزل” المهم أن يكون مناسبا لهيئته الرياضية، وأيضا مناسبا لأي مشاهد أكشن ومن هنا اختفى التنوع في اختيار الموضوعات وأيضا في الأداء.

مسلسل “لحم غزال”

الأمر لا يختلف كثيرا في مسلسل لحم غزال لـ غادة عبد الرازق، والذي لم يحقق أي مشاهدة تُذكر بسبب ضعف النص الدرامي، ولم تفلح محاولات المؤلف في مط الأحداث لـ 30 حلقة، حيث أُصيب المشاهد بالملل ولم يجد أي جديد بعد الحلقات الأولى للعمل،

غادة ممثلة جيدة ولكنها لا تجيد اختيار العمل الذي تقدمه للجمهور، أكثر من عمل قدمته ولم يحقق أي نجاح يُذكر، وهي بحاجة الآن للابتعاد عن الشاشة مؤقتا على أن تعود بشكل جديد وورق جيد يُفضل أن يكون من 15 حلقة.

ازمة الكتابة ظهرت واضحه في هذا الموسم، وجودة الإخراج والتمثيل لم تشفع في التغطية على تواضع الكتابة في أكثر من عمل، وأصبح من الضروري العودة لمسلسلات الـ 15 حلقة ولا بد وأن تختفي مسلسلات الـ 30 حلقة.

اقرأ أيضاً:

الجزء الأول من المقال

الجزء الثاني من المقال

رمضان في كهف أفلاطون

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.