لا يوجد شيء رخيص جيد ولا يوجد شيء مجاني
الكتاب الهام والرائع عن القرارات الاقتصادية غير المنطقية التي يتخذها الناس في حياتهم predictably irrational لعالم الاقتصاد دان أرييل.
لماذا تشتري سلعة رديئة لمجرد أنها رخيصة أو عليها تخفيضات؟ لماذا تذهب إلى المحلات لشراء شيء فتجد نفسك اشتريت شيئا آخر لا تحتاجه أو بنوعية سيئة لمجرد أن عليه هدية؟ أو خذ واحدا تأخذ الآخر مجانا!
لماذا تذهب إلى مؤتمر طبي يحضره أطباء محترمون وليسوا فقراء ورغم ذلك يقفون في طابور طويل ويضيعون وقتهم في انتظار الحصول على هدية مجانية تافهة من إحدى الشركات (قلم جاف أو نتيجة أو أشياء تافهة) لمجرد أنها هدية مجانية؟ لماذا تخدع الشركات الناس بكلمة هدية مجانية أو تخفيضات؟
لماذا في الحفلات والاوبن بوفيه تجد الناس تملأ أطباقها وتأكل حتى تؤلمها بطونها رغم أن نوعية الأكل رديئة؟ لماذا يفضل البعض من القادرين العلاج الأرخص رغم أن نوعيته أقل وقد يؤدي إلى مضاعفات؟ رغم أنه قادر وليس فقيرا أو محتاجا!
الخدعة الكبرى
يقول الكتاب أن أكبر خدعة يتعرض لها العقل البشري هي استغلال طمع الإنسان، استغلال رغبة الإنسان في الحصول على أشياء كثيرة بأقل سعر أو مجانا، الذين وصفهم الله سبحانه وتعالى في سورة المطففين: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:
وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)”، يريد أن يأخذ أعلى قدر ممكن بأقل ثمن، يحب أن يأخذ حقه كاملا لكن لا يحب أن يعطي حقوق الآخرين،
وبالتالي تستغل الشركات والنصابون هذه الرغبة وهذا الطمع فتقنعه أن لديها شيئا رخيصا فيجري وراءه ويقع ضحية الاستغلال، يريد ويعتقد أنه يستغل الآخرين، فيتحول هو إلى ضحية للاستغلال! وبالتالي يجد نفسه خارجا من الصفقة وقد دفع أكثر وفي نوعيات أقل أو لا يحتاجها.
إنه دخل المحل في التخفيضات واشترى أشياء كثيرة لا يحتاجها ودفع مبالغ أكبر مما يتوقع، إنه أضاع وقتا ومجهودا في السعي وراء هدية مجانية، بينما لو استغل هذا الوقت والجهد في شيء آخر لحقق مبالغ طائلة، إنه طلب العلاج الرخيص فاضطر للإنفاق على تفاصيل أخرى لم يكن يتوقعها أو يعمل لها حسابا.
كتاب جميل.. يكشف معنى سورة المطففين والعذاب الذي يصيبهم في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأكبر.
لا يوجد شيء رخيص جيد، ولا يوجد شيء مجاني، هذه هي الحقيقة، الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، هذا هو واقع الحياة، كن واقعيا ولا تخدع نفسك، ولا تسعى للشطارة وخداع الآخرين كي لا تكون أنت الضحية!