لا تقعد .. مُد يديك لصنع الخير
ها هي الأيام تنقضي نشعر بنوع من الاستسلام واليأس يتسلل إلى داخل أعماقنا نشعر أحيانا أننا ضللنا الطريق رغم علمنا اليقيني بملامحه ولكن ربما يُصيب روحنا العتب ويكأننا نريد أن نهاجر إلى داخل غرفة مظلمة شديدة العتمة حتى لا تصل إلينا أي أضواء ربما هي أضواء المسئولية.
نريد أن نتخلى عن كل شيء، وننظر في أبعاد تلك الغرفة ونتأملها يا تُرى ما مدى اتساعها وما مدى قتامة لونها الأسود وما هي فجواتها غير المُأمنه حتى لا نترك منفذ لأي أحد يسعى لاقتحام ظلمتنا!
ما أصعب تلك اللحظات؛ لحظات الاستسلام والهوان عندما تظن أن عليك الركون وعدم السعي وتظن أنك تجاهد لأجل اللاشيء السراب، تشعر فقط حينها أن غرفتك وسريرك ولحظات نومك هم أحن إليك من العالم أجمع حتى من حضن أمك وأبيك وونس إخوتك وأصدقائك وجميع أحبائك .
بئس القرار تعلم ولكن ماذا علينا أن نفعل؟ ها هي أنفسنا تسحبنا تماما كشعور دوامة البحر تشعر أنك تغرق وتدخل إلى إعصار شديد ولا تدرك أهناك من ينتبه لك؟!
أهناك من ينتظرك أو يستشعر غيابك؟! في تلك الأوقات العصيبة يزداد اختناقك أكثر وأكثر وربما يزداد بكاؤك من شدة ما يختلج به فؤادك لدرجة أنك تود لو أنك تلعن عواطفك وتلك العواصف الهائجة بداخلك لعلها؛ تهدأ ولكنها لن ولم تهدأ.
ولكن بالرغم من كل ذلك ..
وبالرغم من كل ذلك الألم، الشعور اليقيني يبعث لك إشارات أن الطريق لم ينتهِ بعد وأنه مازال قلبك ينبض بعد وعقلك مازالت الخواطر تجول به بعد ولكنها النفس؛ فهي ما تقوم بتلك الألاعيب حتى تسكن حيث أنها لا تهدأ بالضجيج تعشق الاستسلام والراحة؛
فتثور ثائرتها عليك ولو أنك غفلت للحظة ما؛ سيصيبك كمثل ما أصابك وسوف يصيبك إن أغفلت ورحبت وجعلت اليأس يسكن نفسك فسوف يقيم حينها بداخل أرجائها فيجعل الضباب على عينيك والغشاوة على عقلك.
ما عليك القيام به في لحظات الفتور أولا مراجعة نفسك وتذكيرها أنها وُجدت لسبب! فمحال أن يحدث شيء بدون سبب ولذلك وجودك لسبب واستمراره لغاية خلقت لها.
فعليك أن تبحث عن غايتك ومعنى لك تتشبث به فكلما يصيبك الخذلان تتذكر ذلك، والتذكر هنا قائم بشكل أساسي على ما يحويه عقلك من مبادئ وقيم شريفة فتأخذ بسواعدك تجاه الانتباه للإفاقة من دوامات النفس. ومن ثَمَّ العمل ليتم تطبيق ما تؤمن به على واقعك الفعلي الذي تمارسه.
العمل هو النجاة
والعمل هنا قد يشمل أي شيء ولو بسيط ولو أنك تبتسم في وجه أحدهم فيصفو قلبك بابتسامته أو بدعابة تلقيها على أهلك فتنير وجوههم من جراء ما طغى عليها من شقاء الحياة، أو مكالمة تليفونية لأحدهم فتدعمه وتسمع نغمة صوته الذي ارتاح بالتحدث معك وبحل مشاكل أرهقته،
أو بطريق تلتمس فيه طلب المعرفة السليمة، أو بأي بُخلق جيد تمارسه يوميا فتعتاد عليه فتسمو به نفسك بالاستمرار عليه، المهم حاول ألا تركن إلى الاستسلام ! حاول ألا تستلم لنفسك المحبة للراحة المُفسدة.
فكلما أجبرت نفسك على سلك طريق غير الذي يبتغيه هواك، والثبات على ما يُسلِّم به عقلك فيما يتوافق مع مبادئه وقيمه من الحق والعدل والخير كلما كان ذلك خير معين لك في لحظات الفتور القاسية.
فلا تقعد؛ اصنع الخير ولو بالقليل.
اقرأ أيضا:
اترك اليأس وأبدأ الحياة من جديد