نحو أسرة عاقلة
إن العلاقة السليمة بين الرجل والمرأة هى مقدمات الأسرة الصالحة وكذلك المشاعر الإنسانية والأحاسيس بالطبع تختلف بين البشر. وأصبح الكثير من الرجال يهربون من المشاركة في أمور الحياة الزوجية عن طريق الانشغال فى أمور حياتية أخرى مما أدى إلى اتساع المسافة فى العلاقة بين الرجل وزوجته؛ فيعيش الزوج والزوجة فى كبت وضغط متواصل. ويبدأ الشعور بالغربة بين الرجل وزوجته وهما لا يدركان. ويتجاهلان مدى أهمية العلاقة بينهما فى إنشاء مجتمع سوى يحرص على أخلاق المجتمع الفاضل؛ لذا وجب إيجاد النقاط المشتركة بين الطرفين حتى يفتح الباب لعلاقة سوية.
الشعور بالوحدة :-
يشعر الكثير من الأزواج بالوحدة فى العلاقة مع زوجاتهم؛ وذلك لعدم التفاهم بين الزوجين ويظل ذلك الشعور يتفاقم ويزيد بمرور الأيام ويظل ينتظر كلا الطرفين من الطرف الآخر أن يشاركه فى أحزانه وما يشعر به من هموم حتى يزيل تلك الوحدة التى يمر بها؛ فيبدأ كل منهم بإخفاء احتياجه للشخص الآخر وحاجته إلى أن يشعر بالأمان معه.
ومن هنا تنطلق أولى المشاكل الزوجية. وحتى لا يزيد ذلك الشعور؛ يجب أن يحاول الفرد إيجاد بعض الحلول وعلى سبيل المثال فقط لا الحصر نذكر بعضًا منها:
1- عبر عما بداخلك
إذا شعرت بالوحدة نتيجة عدم تفهم الطرف الآخر لبعض أفكارك أو الاختلاف فى طريقة التفكير؛ فلماذا لا تحاول أن تعبر عما بداخلك ومحاولة إيضاحه للطرف الآخر بطريقة مختلفة ؟! لماذا لا تفكر بأنه ربما تكون طريقتك هى التى خطأ وغير كافية لإيصال ما بداخلك للطرف الآخر من مشاعر داخلية ؟! إن تعبير الزوج لزوجته عما يدور بداخله من مشاعر هى من أهم الخطوات فى هدم جدار العزلة بين الزوجين؛ لذا دائما عبر عما يدور بداخلك للطرف الآخر .
2- العامل المشترك
الكثير من الخلافات الزوجية والأسرية تحدث بسبب الاختلاف فى الهوايات والاهتمامات؛ فعلى سبيل المثال الرجل يحب مشاهدة مباريات كرة القدم، والزوجة تحب أن تهتم بصيحات الموضة وأشياء أخرى وتكبر الفجوة بين اهتمامات كلا الطرفين لذلك يجب على الطرفين أن يحاولا إيجاد بعض الأمور التى تجمع بينهما والتى يستطيعان أن يتشاركا فيها ويلتقيا مع بعضهما البعض.
3 – الشخص الكامل
الإنسان دائم البحث عن الكمال فى من يُحب؛ فهو يريده كما يشاء من حيث الطباع والصفات والأخلاق وغيرها من المميزات، ولكن الواقع لا يقول بذلك. إن الانسان كائن يعتريه النقص لذا نجد الكثير من الخلافات تحدث بسبب أن أحد الطرفين يضع الطرف الآخر فى موضع الكمال؛ فهو يريد منه كل شئ ولا يتوقع أنه لن يستطيع فعل كل شئ؛ وذلك لأنه ليس كاملًا لذا يجب على كلا الطرفين تقبل فكرة الاختلاف بينه وبين الطرف الآخر وأنه لا يجب أن تكون كل الصفات المرغوبة على حسب الهوى الشخصى لكل فرد موجودة فى من نحب .
4- تقبل الاختلاف
الكثير من الرجال قد يصفون بعض هوايات النساء بأنها تافهة ولا فائدة منها، كذلك بعض النساء قد يصفنَّ بعض هوايات الرجل بأنها لا جدوى منها. من هنا الخلاف بين الطرفين، وحل ذلك المعرفة السليمة بأن كلا الطرفين لديه اهتمامات تختلف عن الآخر وهوايات مختلفة. وكذلك طباع مختلفة بين الطرفين لذا يجب على كلا الطرفين عدم التسفيه من هوايات الطرف الآخر أو محاولة التقليل منها؛ حتى تكون العلاقة بين الطرفين علاقة سوية لا خلافات بها.