درجات الثقة بالنفس
الثقة بالنفس هي أن يكون لديك قدرات عالية، وأن تعرف أن لديك هذه القدرات العالية! وهذه القدرات قد تكون جسدية أو عقلية أو مادية أو روحية إلى آخره من جوانب القوة والقدرة، وهذه الدرجات تنطبق على الأفراد، كذلك تنطبق على الجماعات والشعوب والأمم.
النوع الأول
شخص ليس لديه قدرات ويعرف أنه ليس لديه قدرات، فاقد الثقة بالنفس، فاشل، يحتقر ذاته، بل ويحقد على أي شخص يحترم نفسه أو يثق في نفسه أو ناجح، يحقد عليه وقد يتهمه بالغرور والتكبر والتعالي، أو أي تهمة أخرى لتبرير فشله أمام نفسه.
النوع الثاني
شخص لديه قدرات لكنه لا يثق في نفسه، يمتلك القوة والقدرة لكنه يرى نفسه ضعيفا غير قادر، يعيش عمره كله في دور الضحية المفعول به، يستسلم للأقدار، كل ما يفعله هو الشكوى من الظروف دون أن يحاول أن يغير ما بنفسه.
النوع الثالث
شخص ليس لديه قدرات ويعرف أنه لا يمتلك القدرات، لكنه يصطنع أنه يمتلك القدرات أمام الناس، يداري ضعفه بالتكبر! يداري احتقاره لنفسه بإصطناع العظمة والقوة على الآخرين، وهذا يظهر في شخص حقير حين يمتلك منصبا، يخرج عقده على من هم حوله وتحت سيطرته، هذا هو المتكبر! يرى نفسه قزما في المرآة أمام نفسه، وحين يخرج إلى من حوله يصطنع أنه عملاق!
النوع الرابع
شخص لديه قدرات ويعرف أن لديه قدرات ويثق في نفسه، ولا يحتاج إلى بذل مجهود كي يستعرض هذه القدرات أمام الناس، واثق من نفسه، تظهر قدراته في وقتها وبدون مجهود ولا عناء، بل أحيانا يداري قدراته لأنه يرى أنه ليس الوقت ولا المكان ولا الناس المناسبين لإظهار هذه القدرات، وتظهر قدراته في وقتها وحينها، هذا هو الواثق من نفسه.
النوع الخامس
شخص لديه قدرات ويحب أن يستعرض هذه القدرات لتعويض عقدة نقص بداخله، يستعرضها عادة لأنه يكره الخير للآخرين، لا يحب أن يشاركه أحد في هذه النعمة أو هذه القدرات، يخاف المشاركة، يريد الظهور بأي وسيلة، يخاف أن يشاركه في الظهور أحد، و هذا هو المغرور الأناني.
أسواء الأنواع
أسوأ الأنواع وأفشلها هو الشخص الذي لا يملك قدرات ويعتقد أن لديه قدرات! الجاهل الذي لا يعلم أنه جاهل، الفاشل الذي لا يعلم أنه فاشل، وهذا كارثة على نفسه ومصدر للمشاكل لنفسه ولمن حوله، عادة يتحول إلى أضحوكة للآخرين بسبب ثقته الزائدة في نفسه والتي لا تتناسب مع أعماله وقدراته وأفعاله!
خير الأمور الوسط
خير الأمور الوسط، الثقة بالنفس بلا عجرفة على الفاضي بدون مؤهلات، ولا تواضع مبالغ فيه لدرجة التذلل والانسحاق.
هناك أشخاص أو شعوب قوية قادرة لكنها لا تثق بنفسها وتحتقر نفسها وهويتها وتاريخها، فتفقد قدرتها وتتحول إلى ضحية مفعول بها! وهناك أشخاص أو شعوب ضعيفة لكنها صدقت وهم الأغاني الحماسية والشعارات، حتى أصابتها نكسة مذلة وانكسارات مهينة!
خير الأمور الوسط، المهم قبل كل هذا أن تعرف حقيقة قدراتك وقيمتها ودرجاتها كي تكون واقعيا في تصرفاتك، وحقيقة القدرات نعرفها من شخص حكيم عاقل يرانا من بعيد ويعطينا النصيحة الأمينة الصادقة.