مقالات

مقام الحيرة

وفي لحظة زمنية فارقة ..

لحظة تضطرب فيها الأحوال، وتتناقض الأقوال، وتتبدل الأفعال، وتختلط المفاهيم، وتغيم الرؤى، وتغيب السها، وتتشوه المواقف، وتصطخب الأحداث، وتتمايل المرايا، وتتمزق الأواصر، ويثور الغبار، وتشتعل النار، وتعمى الأبصار، وتتوه البصائر، وتنعدم البشائر..

وحينها يغدو الإنسان متأرجحا بين ما يرتئيه وما يبتغيه، بين الصواب والخطأ، بين الواجب والإنسانية، بين المبتدا والمنتهى، والحاضر والمشتهى، بين الفضيلة والفريضة، بين الواقع والميتافزيقا، بين الحقيقة والفانتازيا، بين الحياة المعيشة واليوتيوبيا الحلم، بين المنى والعلا، بين العلاقة الإنسانية والمكانة الإدارية، بين القوة والفعل، بين الاختيار والجبر، والنهي والأمر، بين الاستعباد والاستبعاد، والانتقاد والاستبداد،

بين السلام والاستسلام، بين الاتباع والانبطاح، والحرية والانفتاح، بين النفحات واللفحات، بين الاختلاف والخلاف، والعداوة والإنصاف، بين المنح والمحن، والقرب والاحن، بين التوتر والهدوء، بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون، بين ما يقوله القلب، وما يفرضه اللب، بين الكلام والصمت، بين الجدال والسكت، بين الإهانة والإبانة،

بين الغواية والهداية، بين الرواية والدراية، بين راحة الضمير ووخز الهجير، بين براعة الكلم ووخز الألم، بين النفاق والمجاملة، والحق والمسالمة، بين البراءة والسذاجة، والنوم والإفاقة، بين المداراة والمحاباة، بين الحق والملاحاة، بين الجهل والتجاهل، بين الرأي والرؤية، بين الوصف والتوصيف، بين الإرادة والإدارة،

بين الاعتدال والاعتداء، بين الافتراء والاقتضاء، بين اللين والانكفاء، بين الانتصار والانكسار، بين الورود والصدور، بين الأصيل والحرور، بين التصنع والحبور، بين الطيبة والسذاجة، بين الوظيفة والرسالة، بين قصر تهفو إليه وكوخ تطمئن فيه، بين منصب ترتقيه وقلب تسكن فيه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

غدا ستشرق الشمس

لم أكن يوما مثاليا، ولم ولن أدعي ذلك؛ لكل منا صنمه الذي يعبده، وطاغوته الذي يعكف عليه، بيد أنني أحاول دائما أن أفعل الصواب، أو ما أعتقد أنه الصواب، لكن ماذا عسانا أن نفعل؟ وقد احلولك النهار، وشاهت الأبصار، وغابت البدور، وأسدلت الستور، وضاقت النفس، وغابت الشمس، وتحجر القلب، وتحير اللب، اللهم اهدنا إلى الحق وخذ بأيدينا إلى مراتب الصدق.. اللهم آمين… آمين.

عود نفسك أن تعمل بلا تشجيع من الآخرين، وأن تنجز بلا تصفيق من المحيطين، وأن تجتهد بلا تحفيز من القائمين، ولتكن ذاتك رفيقك، وروحك صديقك، وثقتك معينك، وعزتك رايتك، وأنفتك شارتك، وخلوتك منجمك، وشريعتك ملجمك، وربك غايتك.

سر في الطريق مهما كانت الصعوبات، وازدادت العقبات، وتبعثرت الملمات، وتهيأت المدلهمات، ضمد جراح نفسك، وانكأ دمامل أخطائك، وتوكأ على عصاك، وحدق في مراياك، وتأمل في بواطن رؤياك،

ولا تركن إلى الظروف، ولا تمل إلى المألوف، وكن طبيب روحك، واستمع إلى صدى بوحك، وكن على يقين لا يتزعزع في كل لحظة ، وثبات لا ينزع، وإيمان لا يدفع بأن غدا ستشرق الشمس مهما طال الليل، وسيحلو الأصيل مهما استمر السيل.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

من أجلي أنا

ما بين العقل والإرادة

العاجز الطموح

أ. د. محمد دياب غزاوي

أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية- جامعة الفيوم وكيل الكلية ( سابقا)- عضو اتحاد الكتاب