مقالات

أعراض ما بعد الكورونا

(متلازمة الإجهاد المزمن Chronic fatigue syndrome)

قد يعاني بعض المتعافين من الإصابة بالكورونا عددا من الأعراض حتى بعد اختفاء الفيروس تماما من أجسامهم. وقد تستمر هذه الأعراض عند البعض لأسابيع وشهور.

ومن هذه الأعراض:

– استمرار ضيق التنفس خاصة مع المجهود.

– نوبات من السعال الجاف خاصة مع التعرض للأتربة والروائح النفاذة.

– متلازمة الإجهاد المزمن، وهي ما سنلقي الضوء عليها في هذا المقال.

لاحظت بعض الدراسات أن بعض المتعافين من الكورونا قد يعانون من الإرهاق والتعب الشديدين خاصة بعد بذل مجهود يكون في أغلب الأحيان بسيطا، وقد يكون ذلك الإجهاد مصحوبا في بعض الأحيان بآلام شديدة بعضلات الجسم، حتى إن بعض المرضى يصفون شعورهم هذا بأنه: (لا يقوى على مغادرة سريره) بينما يصفه آخرون بأنه: (يشعر وكأن شاحنة قد صدمته).

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أعراض آخرى لمتلازمة الإجهاد المزمن:

وقد يعاني المصابون بهذه المتلازمة عددا آخر من الأعراض ، مثل:

١- الإرهاق الشديد.

٢- الصداع.

٣- آلام بالجسد.

٤- آلام بالجانب الأيسر من الصدر.

٥- اضطرابات النوم كالأرق.

٦- عدم الشعور بالراحة بعد النوم.

٧- القلق.

٨- ضعف التركيز.

٩- صعوبة في تذكر بعض الأشياء.

١٠- صعوبات في القراءة.

١١- جفاف بالجلد.

١٢- زيادة بضربات القلب.

١٣- إسهال.

١٤- تنميل بالأطراف.

١٥- الدوار.

١٦- ألم بالحلق.

١٧- تضخم بالغدد الليمفاوية بالرقبة.

١٨- وقد تدفع الأعراض السابقة البعض للإحباط، والخوف من الحركة مما يؤثر سلبا على نشاطاتهم اليومية.

فرضيات لتفسير المتلازمة

ومتلازمة الإجهاد المزمن ليست بالجديدة، فقد لوحظ إصابة بعض المرضى بنفس هذه الأعراض بعد تعافيهم من عدد من الأوبئة السابقة كالسارس والإنفلونزا. ولا يوجد حتى الآن تفسير واضح لهذه المتلازمة خاصة مع عدم وجود تلف واضح بأي من أجهزة الجسم وأعضائه، وقد دفع ذلك بعض العلماء إلى وضع عدد من الفرضيات في محاولة لتفسير هذه المتلازمة، اعتمادا على الوبائيات السابقة ومنها:

١) إن فقد حاسة الشم عند بعض المصابين بالكورونا يرجح احتمالا قويا أنه ربما يقوم الفيروس بمهاجمة الأعصاب المسؤولة عن الشم بالأنف olfactory nerves، واستعمال هذه الأعصاب كقنطرة للمرور من خلالها إلى بعض أجزاء المخ، وأهمها منطقة (تحت المهاد hypothalamus) وهي الجزء المسؤول عن تنظيم عدد من أنشطة الجسم كالحرارة وإفراز الهرمونات. ويؤثر ذلك -في نهاية المطاف- سلبا على التخلص من المواد الليمفاوية من هذه الأجزاء بمخ الإنسان مما يتسبب في ظهور هذه الأعراض.

٢) يعتقد علماء آخرون أن حدوث هذه المتلازمة يرجع إلى إنتاج الجهاز المناعي لجسم المصاب بالفيروس كميات كبيرة من المواد المسؤولة عن الإلتهابات (السيتوكاينز cytokines) كالإنترفيرون  interferon و الإنترليوكين رقم سبعة interleukin 7، ومرور هذه المواد إلى المخ وتراكمها هناك مما يؤثر سلبا على نشاط الجهاز العصبي وبعض وظائفه.

٣) يعتقد فريق ثالث من العلماء أن الإصابة بالفيروس تؤثر سلبا على وظائف الميتوكوندريا mitochondria وهي عضيات صغيرة داخل خلايا الجسم، مسؤولة عن إنتاج الطاقة.

هل من علاج لتلك المتلازمة؟

وبالطبع فإن عدم وجود تفسير واضح لهذه الظاهرة وكذلك عدم وجود إصابة واضحة بأي من أجهزة الجسم يجعل إيجاد علاج محدد لهذه المتلازمة من الأمور الصعبة والمحيرة، لكن في أغلب الحالات تقل هذه الأعراض تدريجيا مع الوقت.

ولا شك أن جزءا كبيرا من علاج هذه الأعراض سيقع مستقبلا على عاتق أطباء الأمراض النفسية والعصبية، فكثير منها لا يحتاج سوى إلى تهيئة نفسية وسلوكية لتخطيها والتقليل من حدتها، كتغيير بعض أنماط الحياة واتباع الطرق الجيدة للنوم الصحي واستعمال جرعات قليلة من الأدوية المضادة للاكتئاب.

كما يمكن أن يصف الأطباء لبعض المتعافين أدوية كالأسبرين، والباراسيتامول، ومضادات الحساسية ومضادات الاحتقان. ويرى البعض أن استعمال جرعات من الأوميجا ثري Omega 3 ربما يكون مفيدا كذلك في علاج هذه المتلازمة والتخفيف من أعراضها.

وبذلك يظل فيروس كورونا لغزا يحير العلماء ويفاجئهم بكل جديد. وفي النهاية نسأل الله -تعالى- العافية للجميع وشفاء للمرضى لا يغادر سقما.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضاً:

التعايش والكورونا

هل الوقاية من فيروس كورونا المستجد COVID 19تحتاج إلى تباعد اجتماعي أم تحتاج إلى تباعد جسدي؟

منهج العلم في مواجهة كورونا (كوفيد19)

د. عمرو أبو الحسن المنشد

مدرس أمراض الصدر كلية الطب – جامعة أسوان