مقالات

الوصمة الاجتماعية في ظل تفشي فيروس كورونا (كوفيد19): ما هو؟ وكيف نحاربه؟

إن إلقاء اللوم على مجموعات معينة من الناس وتوجيه الإهانة إليهم بسبب جائحة وبائية أمر يشكل تهديدا للجميع، لذلك يوضح هذا المقال ما يمكنك فعله للحد من الوصمة الاجتماعية لفيروس كورنا (كوفيد19).

يشعر الناس بالخوف والقلق عندما يتحول وباء مرضي إلى جائحة عالمية كما حدث في حالة مرض فيروس كورونا (كوفيد19)، وعندما تكون الفاشية ناتجة عن فيروس جديد تنتشر الشائعات والمعلومات المضللة كما تنتشر الأفكار النمطية بسرعة عن الأشخاص المصابين بالمرض أو من يُشتبه بإصابتهم به، فعلى سبيل المثال:

في الولايات المتحدة وأوروبا تم التعامل مع الأشخاص المنحدرين من أصل آسيوي بارتياب، وتعرضوا للوم بسبب فيروس كورونا (كوفيد19) رغم أنهم لا ينشرون الفيروس بمعدل أعلى من عامة السكان، كما يشعر بعض الأشخاص أيضا بالقلق من أن الأفراد الذين أكملوا الحجر الصحي مؤخرا بأنهم ما زالوا مصابين بفيروس كورونا (كوفيد19) وقادرين على نقل العدوي.

إنَّ لَوْمَ مجموعة معينة أو وَصْمَها بهذه الطريقة يمكن أن يكون مؤذيا وخطيرا إذ يؤدي ذلك إلى جعل تلك المجموعات أهدافا مستباحة للغضب والعِداء غير المبرَّرَيْن، كما أنه يولِّد التحديات والانقسامات الاجتماعية التي تعيق جهود السيطرة على الجائحة، لذا اكتشف معنا كيفية التعرف على سلوكيات الوصمة الاجتماعية المتعلقة بفيروس كورونا (كوفيد19) وكيفية التعامل معها.

ما هي الفئات الاجتماعية التي تعرضت للوصمة الاجتماعية في ظل انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) ؟

  • المنحدرون من أصل آسيوي.
  • الأشخاص العائدون من السفر.
  • العاملون في مجال الرعاية الصحية والطبية والتمريض.
  • الأشخاص المصابون بالفيروس وعائلاتهم وأصدقاؤهم وجيرانهم.
  • الأشخاص الذين تم خروجهم من الحجر الصحي.

ما الذي يحدث للفئات التي تتعرض للوصمة الاجتماعية في ظل انتشار فيروس كورونا (كوفيد19) ؟

  • قد يتعرضون للاستبعاد أو النبذ في المواقف الاجتماعية.
  • قد يُحْرَمون من فرص العمل والتعليم.
  • قد يُحْرَمون من الحصول على سكن ورعاية صحية كافيين.
  • قد يوجه إليهم البعض إساءات لفظية وعاطفية وجسدية.

كيفية تَأَثُّرِ المجموعات التي تتعرض للوصمة الاجتماعية في ظل انتشار فيروس كورونا (كوفيد19)؟

عند وصم مجموعة معينة قد يشعر أفرادها بالعزلة أو بأن المجتمع قد نبذهم، وقد يشعر أفراد المجموعة بالاكتئاب والأذى النفسي والغضب عندما يتجنبهم الأصدقاء وغيرهم من أفراد مجتمعهم خوفا من الإصابة فيروس كورونا (كوفيد19).

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولعل ما يدعو للقلق هو أن الوصمة تلحق الضرر بصحة الناس وتكدّر صفو حياتهم من عدة جوانب، ففي كثير من الأحيان تُحْرَم الفئات الموصومة من الموارد التي تحتاجها لرعاية أفرادها وعائلاتهم أثناء تفشي جائحة ما.

لماذا تعتبر الوصمة الاجتماعية مضرة بالجميع؟

أظهرت الأبحاث المتعلقة بالأوبئة السابقة أن ظاهرة الوصمة الاجتماعية تُقوّضُ جهود اختبار المرض وعلاجه فقد يدفع الخوف من النبذ الاجتماعي بعض الأشخاص إلى تجنب الخضوع للفحوصات أو طلب الرعاية الطبية مما يزيد من خطر إصابتهم وإصابة غيرهم بالعدوى.

ما يمكنك فعله للحد من الوصمة الاجتماعية بخصوص فيروس كورونا (كوفيد19)؟

التعليم هو أحد طرق مكافحة الوصم الاجتماعي، إذ يساعد على تبديد الصور النمطية المسيئة، كما يمكنك المساعدة في مكافحة الوصمة الاجتماعية من خلال:

  • الاطلاع على الحقائق بخصوص فيروس كورونا (كوفيد19) من مصادر موثوقة مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، والموقع الرسمي لوزارة الصحة care.gov.eg.
  • التعبير عن رأيك لتصحيح المفاهيم الخاطئة إذا سمعت أو قرأت عبارات غير دقيقة عن فيروس كورونا (كوفيد19) وعن أشخاص أو فئات اجتماعية معينة.
  • مَد جسور التواصل مع الفئات المستهدَفة بالوَصمة الاجتماعية، واسأل عن كيفية تقديم العون لهم، واستمع إليهم وأظهر أنك تتفهمهم وتدعمهم.
  • دعم العاملين في مجال الرعاية الصحية والطبية والتمريض وغيرهم ممن يقدمون الرعاية للمصابين بفيروس كورونا (كوفيد19)، بل اشكرهم على جهودهم وشارك الرسائل الإيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • التعبير عن الدعم والامتنان لجميع المرابطين في وظائفهم الأساسية لمساعدتك ومساعدة مجتمعك، مثل: ضباط الشرطة وسائقي الحافلات وموظفي المصالح الحكومية والخاصة وموظفي بنوك الغذاء وعمال التوصيل.

 تذكر دائما أن هذه المحنة تؤثر فينا جميعا، وأبشرك بأن جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) ستنتهي بشكل أسرع إذا تخلينا عن الخوف والشائعات واستبدلناها بالحقائق والتصرفات الصحيحة وإظهار الدعم لبعضنا البعض.

المصادر:

1) منظمة الصحة العالمية WHO.

2) وزارة الصحة www.care.gov.eg

3) Coronavirus (COVID-19). Centers for Disease Control and Prevention. https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov.

4) Addressing disease-related stigmas during infectious disease outbreaks. Disaster Medicine and Public Health Preparedness. 2019.

5) Combating bias and stigma related to COVID-19. American Psychological Association.

Association. https://www.apa.org/topics/covid-19-bias. Accessed March 26, 2020.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضا:

كورونا يخبرنا بأن شمس الأخلاق قد غابت عن جزء كبير من عالمنا

الآثار النفسية لكورونا

كوفيد 19، ضروريات مجتمعية لمواجهة الفيروس