اللغة العربية، أريد حلا! _ الجزء الثاني
دور اللغة قديما في نقل العلوم
كان للغة العربية قوتها ووزنها عالميا وقت أن كان العالم يحتاج لها لمعرفة آخر ما توصل له العرب من علوم وإكتشافات، وقت أن كان عندنا جابر بن حيان وابن سينا وابن النفيس وابن الهيثم وابن رشد وغيرهم من العلماء الذين أضافوا للبشرية من العلوم الاستكشافية والفلسفة باللغة العربية، فكان غير العربي يحتاج لتعلم العربية لينقل هذه العلوم للغته كي يستفيد منها.
كان للغة العربية دورها المهم في حركة الترجمة وقت أن أنشأ الخليفة العباسي عبد الله المأمون” “دار الترجمة”، والتي ترجمت ما وصل له اليونانيون من علوم وطب وفلسفة ومنطق إلى العربية، بل وأضافوا إليها شروحا، فاهتم الآخر بتعلم اللغة العربية للاستفادة من هذه الترجمة ونقلها للغتة لينتفع بها.
كيف اندثرت اللغة بالرغم من محاولة البعض للحفاظ عليها
الآن معظم الإنجازات العلمية والطبية باللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية، أي بلغات العالم المتقدم، الذي يملك أسباب القوة التي تمكنه من الوصول لهذه الإنجازات.
نجد اليوم دولا تتبنى القومية العربية والاعتزاز بالعروبة، وتحاول الحفاظ على اللغة العربية، لكنها تكتفي في سعيها هذا بتدريس العلوم في كلياتها العلمية والطبية باللغة العربية، لكن للأسف هذا لم يعد كافيا اليوم، فهؤلاء الطلبة سيسافرون للخارج لحضور مؤتمرات طبية لمعرفة آخر ما توصل له العالم من إنجازات علمية وطبية، لأن الخارج هو صاحب هذه الإنجازات، وبالتالي هو صاحب التفوق اللغوي،
بل سيحتاج أيضا هذا الطالب إن لم تتح له فرصة السفر للخارج أن يتابع آخر ما تم التوصل له من إنجازات عن طريق الإنترنت، وسيكون هذا بلغة أجنبية غير عربية أيضًا، لغة من توصلوا لهذه الإنجازات.
متى تستعيد اللغة العربية قيمتها؟
فلكي نعيد للغتنا العربية قيمتها يجب أن نسجل إنجازات وإكتشافات فى كل المجالات بلغتنا العربية، المجالات الفكرية والعلمية والإنسانية، إنجازات في فهم القديم واستيعابه واكتشاف واختراع الجديد، مما سيجبر غيرنا في النهاية على تعلم لغتنا ليستفيد من علمنا، من هنا فقط تكتسب لغتنا القوة والأهمية .
لقد فقد أصحاب اللغة العربية الناطقون باللسان العربي ثقتهم في لغتهم لأنهم يرون أصحاب الإنجازات ليسوا أصحاب لسان عربي مبين بل يتكلمون بلغات أجنبية أخرى، فأصبحوا حريصين على تعلم أية لغة أخرى غير العربية، وأصبح آباؤهم حريصين على إلحاق أبنائهم بمدارس أجنبية، حتى الملابس يفضلون ما يحمل منها لغة أجنبية.
إن تأفف جيلنا الحالي ونفوره من العربية ليس بسبب نقص فيها، بل بسبب نقص فينا نحن، فهل لو كان الجيل الحالي يعيش في المرحلة التاريخية سابقة الذكر التي كانت اللغة العربية فيها لغة الإنجازات فيحرص غير العربي على تعلمها ليستفيد مما وصل إليه العرب والمسلمون- هل كان هذا الجيل سيتأفف وينفر من اللغة العربية؟
أقرأ أيضا:
هل يجب الحفاظ على لغتنا العربية؟ (الجزء الأول)
الفكر والثقافة وتداولهما بين الدول