الموت لـ.. فلسطين..!!!
لم أتخيل يوما أن تأتى تلك اللحظة التى احتاج فيها للدفاع عن فلسطين وأبطالها ولكن يبدو أنها نهاية العالم تلك التى أرى فيها عيون جاحظة مليئة بالغضب العارم وصرخات تتعالى مطالبة بحصار فلسطين الحبيبة ليرحل مبارك تاركا بداخلنا إرثه الذى يبدو أننا لن نتخلى عنه قريبا بعد أن تسابق كل من شارك فى الثورة -الا من رحم ربى- للتحالف مع الفلول احيانا والارتماء فى احضان العسكر احيانا اخرى ليأتى الدور الأن على استكمال ما بدأه مبارك بالتخلى عن القضية الفلسطينية ومن يدرى ماذا يخبئ لنا المستقبل بعد ذلك فربما حملنا السلاح داعين للانتقام من الفلسطينيين الفجرة الذين تجرأوا على تعكير صفو مزاجنا بأصوات قتلاهم الذين يأبون الموت فى صمت دفاعا عن الأرض والعرض تلك الكلمات التى فقدت معانيها ليحل محلها بداخلنا الخسة والخزى والعار.
“الموت لفلسطين” تلك الكلمات التى لولا البقية الباقية من خجل لوجدتها تجرى على ألسنة العهر والدياثة التى تشير بأصابع الاتهام فى مقتل الجنود المصريين على الحدود الى حركة حماس المقاومة تلك الاتهامات البلهاء التى لا ترقى لأن تكون هراءا والتى لا أراها مؤامرة بقدر ما هى استمرار لمنهجية العشوائية فى هدم ما تبقى لنا من قضايا تستحق الموت والحياة لأجلها ليكون من الطبيعى -بل ربما كان العكس هو الشذوذ بعينه- أن نتهم اليوم أشرف ما فينا فى محاولة لتبرير تخاذلنا عن نصرة من يواجهون طلقات العدو بصدور عارية واسلحة لا تذكر وايمان راسخ بالقضية لينطبق علينا قول الشاعر “القدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل زناة الليل لغرفتها ووقفتم تسترقون السمع لصرخات بكارتها.. وطلبتم منها أن تصمت صونًا للعرض؟؟!!”.
ربما قد يبدو رد فعلى مبالغا قليلا الا أن الحقيقة أن متابعة بسيطة لردود افعال من حولك تجد فيها أن الاتهام انتقل من حماس بما لها وما عليها الى قطاع غزة كله مع انتشار تلك الصور من داخل فلسطين مع اتهامات صريحة بالخيانة والتعامل مع الكيان الصهيونى وكأن تلك الدولة المحتلة التى تمتلئ اراضيها بمواطنى ذلك العدو محرم عليها التعامل -إن صح وجوده- معه بينما ضرورى وواجب للأخرين بيع الأراضى والغاز والبترول وغيره لاسرائيل وكأننا لا نكتفى من السذاجة فى محاولة بلهاء للدفاع عن تخاذلنا وسعينا الحثيث لاقامة دولة اسرائيل العظمى -إن لم يكن بالرغبة فبالغباء- التى ربما لا تتبع حكومة اسرائيلية الا أننا نتحرك بكفاءة بناءا على مصالح الكيان الصهيونى حتى أصبحت المنطقة كلها تتحرك تحقيقا لرغباته وحفاظا على أمنه.
ولنتمعن قليلا فى ذلك الاتهام الساذج المعتوه لأصحاب العقول المريضة والقلوب العفنة بأن مقتل الجنود تم بأيادى فلسطينية تنتمى لحركة حماس لنتوقف برهة متسائلين وما الدافع؟؟!! فحماس -وربما هذا هو جوهر الموضوع- مرتبطة بعلاقة وطيدة بالجماعة الحاكمة فى مصر لتأتى تلك الاجابة الفطنة التى لا أجد ما يقال فى صاحبها من الفاظ بذيئة يعف القلم عن كتابتها بأن مقتل الجنود تم أثناء عملية تهريب!!! تلك الاجابة التى لا أدرى أأضحك ساخرا أم أبكى على ما وصل اليه حال عقولنا من خراب فأى تهريب ذاك؟؟!! أتهريب من الاراضى المحتلة الينا!!! أفاض ما لديهم من غذاء وخشوا أن تفسده المخازن أم أن ما لديهم من دواء قد أصبح بلا معنى مع تلك الحياة الرغدة التى يرفلون فيها!!! وإن كانت عملية تهريب من مصر الى شعب فلسطين الأبى أليس هذا اتهام لكل مصرى على تركه للقدس المحتل محاصرا دون دواء ودون سلاح!!! ألا نستحى؟؟!! أسالت دماء العزة والكرامة بهذا الوطن حتى لم يعد بيننا سوى الأنذال وأنصاف الرجال؟؟!!.
وإن لم يقنعك كل ما سبق فربما لم يعد يجدى معك سوى الكلام بما تعرفه ولم يعد هناك بدا من اقناعك سوى بالحديث عن المصلحة فمعانى العدل والحق والقضية لم تعد فى نظرك سوى كلمات رنانة تحتويها الخطب العصماء دون أن تمس أوتار روحك الجوفاء لذا أرجو أن ترى ذاتك الغارقة فى الاهتمام بنفسها ورؤية العالم كله من منظور (الأنا) أن مصر كدولة عمقها الاستراتيجى وأمنها امام العدو يبدأ من فلسطين فإن لم تضحى من أجل القيم فلتضحى قليلا من أجلك أنت فربما حينها وحينها فقط تترك فلسطين لما فيها وتكتفى بأن تصم أذنيك عن صمود ابطالها دون أن تزيد من متاعبها بما يقذفه قلبك ولسانك من قذارة تحط من قدرك حتى يكاد الجهل كل الجهل أن توصف انسانا وليعز الله فلسطين بنصر قريب
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.