لن أعيش في جلباب أبي …. عبد الغفور البرعي
لن اعيش في جلباب ابي هو مسلسل اجتماعي مصري انتج عام 1996 وكان له انتشار واسع في كل الدول العربية وهذا بسبب تميزه في تقديم شخصية عصامية وهي عبد الغفور البرعي والذي بدأ من الصفر واخذ بأسباب النجاح المتاحة حتي استطاع الوصول الي قمة النجاح في الحياة العميلة بشكل مقطوع النظير فلم يلتفت الي ما يدعي بالحظ ولم يرتضي ان يظل ساكنا بلا تحرك بحجة الظروف بل تميزت شخصيته بالطموح وبأراده صالبه فمنذ ان مات والده ترك قريته ليغادر الي وكالة البلح باحث عن عمل ليسد حاجته من الجوع وهو يعلم ان هذا وضع مؤقت وسوف يزول فرضي بالعمل باجر بسيط في سبيل التعلم فلم يكن يعمل لأجل الاجرة فقط بل ايضاً لأجل اكتساب الخبرة فاخذ يتعرف علي كل ما يمكنه التعرف عليه في مجال عمله وظل ملازم لمن هم اكثر منه خبرة في المهنة حتي اكتسب خبرة جعلته يسعي لإنشاء تجارة صغيرة خاصة به في يوم عطلة الوكالة وبعد ان خطي اول خطوة في التجارة وتعلم كيفيتها اذ به يتسع في تجارته ليتخذ لنفسه مكان اخر اكثر سعة ليتوسع في تجارته وترك العمل القديم للتفرغ لمشروعه الخاص وبعد ذلك اصبح له اسم تجاري مشهور وسمعه واصبح احد افضل تجار الوكالة ولقد كانت هنالك العديد من المحطات التي ساعدت عبد الغفور علي تحقيق حلمه فمنها تعرفه علي المعلم ابراهيم سردينة صاحب اكبر محل في الوكالة فقد كان المعلم ابراهيم شخص عصامي يحب العمل ويساعد المحتاج وقد رأي في عبد الغفور ما راءه في نفسه من همه وطموح فساعده في معرفة الاليات التجارة وكيفية دخول المزادات ولم يبخل عليه بمعلومة بل علي العكس ساعدة في انشاء تجارة خاصة وذلك لإيمانه بان الرزق بيدي الله وان نجاح عبد الغفور لن يضره في شيء بل علي العكس هو عمل يتقرب به الي الله عز وجل وهذا بخلاف ابنه الذي كان يكره عبد الغفور ويكيد له المكائد ليفشله بدافع من الحقد والغيرة وجانب من الكبر وعدم قبول نجاح الاخر ولكن كان لعبد الغفور في نفسه بعض الخصال التي امكنته من الوصول لهدفه ودفع المكائد وهي
الصبر الاجتماعي فنري من خلال القصة ان عبد الغفور كان صبور لا قصي درجة سوء علي حالته المعيشية في قبوله بالقليل وتدبيره للمال بالاستغناء عن الكثير من الرفاهية او علي البيئة المحيطة به سواء في ضغط الشغل والعمل في وقت الراحة او في الكارهين لنجاحة وتقربه من المعلم ابراهيم سردينة او حتي علي صبره علي تحقيق هدفه بدراسة الامكانيات والصبر علي توافر المطلوب والبدء بالمستطاع ولكن صبره لم يعلمه السكون والاستسلام بل كان صبر يمتزج بالعمل علي النفس والتخطيط للنجاح
اما الحكمة فكانت في استثماره لإمكانياته البسيطة وتطويرها فكان لا يضع شيء الا في محله الصحيح ولا ينفق المال الا فيما هو مفيد ولا يشرع في عمل الا بعد التفكير فيه واخذ راي والنصيحة اذا احتاج الامر سواء في حالة فقره او في حالة غناه
ارادة التنفيذ نري ايضاً في شخصية عبد الغفور قدرته علي تنفيذ ما خططه وهذا ما يسمي بإرادة التنفيذ وذلك لحسن النظر في الامكانيات وتوافقها مع الهدف واخذه بالنصح والعمل به فقد كان اذا سمع من معلمه ابراهيم سردينة نصيحة حفظها ووعاها ولم تفارق سلوكه ابداً وكان اذا وضع شيء نصب عينيه سعي اليه ببذل المجهود اللازم والتخطيط السليم
الذكاء الاجتماعي واخيراً نري ان عبد الغفور كان يمتلك ذكاء اجتماعي في تعامله مع من حوله فكان ينزل الناس منازلها ويفي بوعوده وهذا صنع له قدر من المصداقية والسمعة الحسنة ساعدته فيما بعد علي انشار تجارته ومن الذكاء الاجتماعي ايضاً اختيار الاشخاص الذين سنكمل معهم الحياة فقد قام باختيار زوجة مكافحه تصلح له وتقاربه في افكاره واختار طاقم العمل امين ومخلص وقنوع ومجتهد فكانوا احد اهم اسباب نجاحه اردنا ان نقول من خلال ذكر هذه القصة ان النجاح لا يأتي بضربة حظ كما يشاع بل يأتي بالمجهود والمثابرة والصبر وحسن التخطيط وتطوير النفس ومراعات الامكانيات الشخصية وعدم الاعتماد علي الحظ وبعد ذلك التوكل علي الله عز وجل
اقرأ أيضا:
الحرية الشخصية بين التحرر والاستعباد.. ماذا يعني أن أكون حراً ؟
العدو واحد.. فمن هو ؟ وما سبب تلك العداوة ؟ ومن المستفيد من وجوده ؟
مواقع التواصل وعلاقتها بالكآبة والضغط النفسي.. كفاية يا عم بخ!