مقالاتعلم نفس وأخلاق - مقالات

العلاقات البناءة … الرفقة وتأثيرها علينا

العلاقات كالبنيان
كبيت أسس بنيانه على عمدان راسخة كرسوخ الجبال يأبى السقوط، وكنبته جذورها عميقة كعمق البحار، وكولد متعلق بأمه في حنان يبكي يخشى الفراق، تكون العلاقات الهادئة في سموها ورقيها.
قوية كالجبال، عميقة كالبحار، رحيمة كالأمهات…
والصدق والثقة والرحمة والأمان وغيرها من الصفات الكريمة هي عمدان تلك العلاقات، فهي تشمل جميع العلاقات الإنسانية من الكبيرة للصغيرة، وسموها يأتي من الإحسان؛ والمقصود هو كل الأفعال الطيبة التي تُقدمها وأنت تشعر بالسعادة والحب قبيل ذلك، والإحسان لا يقـتصر فقط على الإنفاق المادي بل يمتد ليحوي كل ما هو معنوي كالابتسامة، الرعاية، المساندة، الوفاء، الإخلاص، جميع التصرفات الطيبة المكملة لمن تشاركه لحظاتك.

وكالصرح العالي الذي يأويك عن كل ما يعكر صفوك، كالعصا التي تتوكأ عليها في هزلك،
تكون جدران العلاقات؛ فهي تحصنك من قباحة ما يحيط بك، تأخذ بيدك من كل الألغام والحفر التي قد تدمرك، لتلملم شتات أمرك وتضيف إليك الهدوء بعد كل صخب.

كم صديقًا رافـقـته وكانت رفقته هي الملاذ؟
كم زميلًا في العمل طاب لك الحديث معه بدون قيود؟
مَن من أقاربك تسعدك صحبته؟
هل جميع أخوتك تخاطبهم بكل ما يدور في خباياك دون خجل أم لا تأنس إلا بأحدهم فقط؟
هكذا ستجد الإجابات محصورة في أعداد قليلة جدا، لأن حالة النضوج التي هي جذور العلاقات لا تأتي إلا بعد كد وانشغال للشخص بنفسه؛ ليكسبها ملكات يمارسها بصفة مستمرة حتى تظهر عليه في علاقاته مع الأفراد دون تردد في المبادرة بها.

العلاقات للجميع والهدوء للقليل

وأثناء الوصول للملكات تقابلنا محطات منها ما يستوقفنا ومنها ما يأخذنا للمحطة التالية، فكما نعلم إن للإنسان قوى محركة: هي العقل العملي والشهوة والغضب، فمن الجائز أن تعمل بعض تلك القوى كعائق للتكامل إذا أسيء استخدامها؛ كالمتعمق في شهواته لا يمكنه أن يتكامل مع شركائه إلا قبل أن يطهر نفسه ويؤدبها عبر مراحل… والإنسان الذي يحركه الغضب ستكون ردود أفعاله في غاية القساوة والأذى لمن يرافقه، بل وجارحة لمشاعرهم! فأي علاقة هادئه تلك سيبنيها؟!
ومع تقويم كلتا الحالتين سنجد سلوكيات سليمة كنتاج لتهذيب أنفسنا.

العلاقات وتأثيرها
العلاقات تؤثر في نظرتنا للحياة فيمكنها أن تغيرنا لأشخاص آخرين، فكثير من الناس تغيرت سلوكياتهم السيئة وأقلعوا عنها كالتدخين والإدمان بمجرد صحبتهم لمن ساعدهم في ذلك، وكم من أهداف تحققت على المدى البعيد بسبب الاجتماع بأصدقاء ذي عزيمة وإرادة قوية فمكنتهم من النشود لغايات أكبر، فبعض النجاحات كان مرجعها هو هدوء العلاقات الإنسانية.
وعلى النقيض انعدام العلاقات في حياة بعض الأفراد أدت للجوء إلى سبل سلبية كالانتحار.

حكمة
وقد قيل:
لا تصحب إلا من إن صحبته زانك، وإن حملت مؤونة أعانك، وإن رأى منك ثلمة سدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن سألته أعطاك، وإن تعففت عنه ابتداك، وإن عاتبك لم يحرمك، وإن تباعدت عنه لم يرفضك.

اضغط على الاعلان لو أعجبك


لذلك اختر بعناية رفيق رحلتك؛ فإن شقت عليك الحياة تكون رفقـته خير مهون.

 

اقرأ ايضاً .. الفيسبوك وأخواته والحرب غير المعلنة

اقرأ أيضاً .. جنون التواصل الإجتماعي

اقرأ أيضاً .. مأساة المجتمع الأزرق

خلود أشرف

طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة

باحثة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة