مقالاتمنطق ومعرفة - مقالات

التعميم الأعمى يلاحقنا .. لماذا هو أعمى ؟ وكيف لنا أن نتخلص منه ؟

هناك كلمات دائما تصيبني بالدوار عند سماعها وتلقي بي في فراغ دامس، تلك الجمل التي تتصف بالتعميم الأعمى دون إخضاعها لعقل بمقياس صحيح بل هي تقذف في ساحة الكلام دون التفكر في سليم مقاصدها، فتخيفنا من القراءة لمفكر بعينه لمجرد تبنيه فكرة تعارض غيره، أو تمنعنا من التعامل مع شخص ما لأنه ينتمي لوظيفة ما أو لمنطقة ما وبذلك تحرمنا من تبادل الأفكار وتقسي عقولنا على استيعاب غيرنا ونظل في هجر بيننا لا يقترب أحد منا للآخر حتى لمعرفة حقيقته،

التعميم الأعمى

فتجد أحدهم يناضل طوال عمره ضد فكرة ويبذل كل الجهد في جعل الناس يتجنبون شرها وهو لم يقم بقراءة الخطوط الرئيسة حتى للفكرة، وتجد آخر يمنع نفسه قراءة كتاب يحتاج ما فيه من معرفة لمجرد أن الكاتب يشتهر عنه بعض الشبهات التي تختلف عن فكره بل ويقوم أيضا بالتحذير منه دون النظر حتى فيما يحتويه فهرس الكتاب،

وننتظر من يقابلنا فيغير مفهومنا عن ذلك المرض الخبيث “التعميم الأعمى” ولكن كيف ونحن قد غاب عن أذهاننا التفكير السليم وقواعده فنسمح لتلك الكلمات التي ليس لها أي أساس ترتكز عليه أن تلعب بنا وتوجه أفعالنا وأفكارنا دون إخضاعها أو حتى ننظر لها بعدل، أفمِن العدل أن نحكم على سكر أنه لازع الملوحة دون تذوقه؟!

العدالة

هذا فعلنا وإن حكَّمنا العقل بعدل في كثير من القناعات القائمة على التعميم لوجدتها واهية لا أصل لها، فقد كبّلنا أنفسنا بها وظلمنا عقولنا لأننا لم نستخدمها خير استخدام وسرنا خلف مشهورات خزعبلية دون التفكر والتدقيق في أصلها، ولما اشتهرت ومن يقف  خلف ابتداعها وأغمضنا أعيننا خافضين رؤوسنا فخلاص أمر البشرية والتخلص من خزعبلاتها التي تنافي العدل والعقل السليم لهو إقامة العدل في كلماتنا وأفعالنا وأن ندرك جيدًا أن التفكير السليم القائم على العدل هو سبيلنا للنجاة من أمراض المجتمع والمشكلات الفكرية الكثيرة التي يعاني منها.

اقرأ أيضاً .. لماذا نتحاور ؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

اقرأ أيضاً .. بلغت الثلاثين، فهل ضاع عمري ؟

اقرأ أيضاً .. القضية الاهم في عالمنا اليوم، كيف ننصر فلسطين ؟

 

عبدالله الداكر

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد