أختي العزيزة هل أنتِ متأكدة من إتقانك لكيفية التربية السليمة ؟ – قصة عن التربية
أختي العزيزة وتربية الأطفال
في أحد الأيام قررت القيام بزيارة زوج أختي لكي أطمئن عليه وحينما اقتربت من الباب إذ بي أسمع أصوات صياح وضوضاء عالية تأتي من داخل المنزل فطرقت الباب مسرعًا حتى فتحت لي أختي الباب فسارعت إليه بالسؤال “هو فيه إيه؟!” وكانت تحمل عصا في يدها وقالت: كنت بضرب العيال عشان يتعلموا الالتزام فتبسمت قائلًا: وما ذنب الجيران بالتزام أولادك أو عدم التزامهم! صوتكم كان يستدعي طلب الشرطة!
فدخلت وبدأت معها بالحديث عن أحوالها وأحوال زوجها بعد أن أعدت لي كوبًا من الشاي وكانت قد هدأت من ثورة الغضب والحزن التي كانت تظهر على ملامحها، فأجابتني بأن أطفالها قد أرهقوها جدًا “ومش عارفه تعمل إيه!
فسألتها هل الضرب أتى بنتيجة في مواقف سابقة؟!
فأجابت بأنهم أصبحوا “بيخافوا يقولوا الحقيقة” وبالتالي أصبحوا كاذبين بشكل كبير! أي أن العقاب كان غير صحيح؟! أفسد بدلا من أن يصلح!
أختي العزيزة فلنتكلم بصراحة
أختي العزيزة فلنتكلم بصراحة هل أنتِ مدركة حجم المسؤولية التي تقع على عاتقكِ تجاه أبنائك المتمثلة في العطاء المعرفي, السلوكي, العاطفي أم لا؟ هل بحثتي عن كتب للتربية الصحيحة وقرأتِها أم اكتفيتِ بسماع خبرات الآخرين؟ هل تراعين كل مرحلة عمرية لأبنائك، وما يتعلق بها من ظهور للأنا أو كثرة الأسئلة أو الغيرة من الآخرين؟ هل كانت عندك القدرة على أن تلزمي الأطفال بالعقاب المناسب للموقف أم كنتِ تعاقبين أبناءك للتنفيس عن غضبك الذي قد يكون ناشئًا من الخوف عليهم؟ هل خوفك على مستقبلهم يؤثر عليكِ في اتخاذ القرار السليم فيكون مرتبطًا بالمنفعة وليس بالصحيح والخطأ؟
أختي العزيزة هل تلعبين مع أطفاك وتتحدثين إليهم لفترة مناسبة أم أنك منشغله عنهم؟ هل تكافئين أولادك على الأفعال الصحيحة كما تعاقبيهم على الأفعال السيئة؟ أختي العزيزة أنتِ ووالدهم تمثلا لأولادكم كل شيء، وهم يعتقدون بأنكم الأفضل والأروع والأعظم فكونوا على قدر المسؤولية. هل تعلمين أنك بالعقاب الفاشل تعلميهم اكتساب صفات سلبية مثل الكذب وارتفاع الصوت في الحديث وهذه الصفات تنطبع على النفس وتعلق في الذاكرة فيخرج جيل لا يستطيع الحوار، مشوه نفسينًا يكذب ليتخطى المواقف بدل من أن يكون لديه القدرة على المواجهة والحل وغيرها الكثير من الأزمات النفسية التي تصيب الأطفال في فترة التنشئة وتظهر في مرحلة الشباب مثل عدم الثقة بالنفس أو مثل الخجل المفرط.
ما الحل ؟
حقيقي يا أخي العزيز أنا لم أفكر في الأمر بهذا الشكل أبدًا “بس أنا مش عارفه أبدأ إزاي؟!” ابدئي بتطوير نفسك عن طريق حضور دورات خاصة بالتربية، وقراءة كتب خاصة بالتربية وتطبيق هذه المعلومات ووضع سياسة الثواب والعقاب بحيث نشجعهم على الأفعال الحسنة ولو بالتحفيز ونعاقبهم على الأخطاء ولكن بطريقة علمية فلنبدأ على سبيل المثال بأن يكون العقاب محدد المدة والمقدار مثل المنع من المصروف لمدة يوم وليس المنع إلى الأبد ولا بد من إتمام العقاب حتى لا يستهتر الطفل بما يقال له ولا بد عند طلب أي شيء أن نستخدم الرصيد العاطفي وهو تعلق الطفل بنا ليكون هو المحفز للأطفال ويتم ذلك عن طريق استخدام كلمات طيبة في الحوار معهم واستخدام سلوكيات تعبر لهم مشاعر الحب نحوهم.
وأحب أن أقول أختي العزيزة قبل أن أذهب أن الأطفال مثل الورق الأبيض ما نكتبه عليه قد يجعله ذات قيمة أو قد يفسده فالطفل يمتلك فطرة سليمة نقية تقوده إلى الصواب إذا تم توجيهها بشكل سليم وقد تتسبب البيئة والتنشئة الخاطئة في طمث معالم هذه الفطرة السليمة واستبدالها بما لا يحمد عقباه.
اقرأ أيضاً:
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.