تشاهد على التلفزيون بائعة الكبريت أم هالك المدمر؟ وما الفرق؟
“التلفزيون “حاضنة الأطفال الجديدة
نادرًا ما نجد طفلًا لا يعِرف شيئًا عن الرسوم المُتحرِّكة!
تناغمت مجموعة من الأصوات والألوان والحركات لِتُقدِّم برنامجًا جذابًا يتسمَّر أمامه الطفل وهو بلا حراك!
يبدأ الطفل فى بداية حياته فى محاولة لاكتشاف العالم من حوله، يحاول معرفة كنه ما تقصده المفاهيم المختلفة. يحاول إنضاج النعمة العظيمة التى منحها الإله لعالم البشر والمُتمثِّلة فى العقل.
كل جيل لا ينفك يذكر ما تحمله ذاكرته من مختلف الرسوم المتحركة التى شاهدها فى صغره وتربى عليها. فميزة الرسوم المتحركة أنها تخاطب مختلف المدركات الحسية للصغير. الرسومات الرائعة مختلفة الألوان، الصوتيات جميلة التأثير، والحبكة الدراميّة التى تطويها بأسلوب قصصى أخاذ للطفل.
كارتونات التسعينات
فمثلًا أنا وصديقاتى من جيل التسعينيات؛ إذا سألنا أحدهم أى برامج الكارتون كنتن تتابعن فى طفولتكن في التلفزيون ؛ سنجيب مسرعات؛ بكار، وأنا وأخى، وبائعة الكبريت…. إلى آخره. برامج محفورة فى الذاكرة بقيمها ومعانيها السامية الراقية.
من شخصية بكار المصرية الأصيلة التى تعكس الحب والانتماء لوطننا الغالى، أو شخصية الأخ الأكبر فى برنامج “أنا وأخى” التى توضح مدى أهمية دور الأخ الأكبر فى حياة أخيه الصغير، وطاعته وبره لأمه باهتمامه بشقيقه الصغير. أم شخصية “بائعة الكبريت” التى تبين وتظهر القسوة التى يحياها البشر فى ظل السيطرة المادية وأن هذه الحياة تطحن البشر وتطحن براءة الصغار.
التلفيزيون الجديد
تتوالى السنوات، وتظهر برامج جديدة للأطفال؛ حيث يبكى الفرد حينما يرى تدهور الحال التى وصلت إليه؛ خذ على سبيل المثال؛ برنامج الكارتون الشهير”هالك المُدمر” الذى حين يغضب يُدمِّر وفقط. برنامج ليس له هدف إلا تفضيل وإعلاء القوة الغضبية على سائر القوى الإنسانية الفاضلة، وتغييب تام لفضائل النفس الخيرة.
وهذا البرنامج للأسف وما يسير على شاكلته يُزكّى الغضب وتغليبه كقوة عليا فى نفس الطفل. لماذا نقوم بتشويه أطفالنا؟
لقد تركنا أطفالنا ليحتضنهم جهاز التلفزيون بدلًا منّا! أصابنا الكسل من اختيار البرنامج المناسب لهم، أصابنا الملل من مجالستنا إياهم، أصابنا الإرهاق من تساؤلاتهم. فاستلمهم جهاز التليفزيون ليُصيبهم بالبلادة، والكسل، والتوحد، والخرس، والغضب، والعصبيّة، وغيرها من الأمراض التى تُضاف حديثًا لصفيحة الأمراض التى تصيب الإنسان. وهذه الصفيحة نحن من صنعناها بأيدينا وحدنا ولا تدخّل للطبيعة.
البرامج الكرتونية إن لم تُضف شيئًا مفيدًا أو معنى وقيمة عُليا للطفل فلا فائدة منها ولا رجاء.
الأطفال يجلسون لساعة محددة أمام البرنامج المُفيد. الأطفال لديهم الحق فى الإصغاء لتساؤلاتهم واستفسارتهم. الأطفال لديهم الحق فى التكلم والرغى. الأطفال لديهم الحق فى أن نحتضنهم نحن وليس جهاز التلفزيون . الأطفال لديهم الحق فى بذل كل نفيس وغالٍ من أجل تربيتهم تربية سليمة.
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.