غير مصنف

“بالعقل نبدأ” يحاور الدكتورة جيداء فاروق مكى، أستاذ مساعد أمراض المخ والأعصاب والطب النفسى بكلية الطب جامعة الإسكندرية

بدايةً: حول العلاقة بين التفكير والطب النفسى، هل تؤثر الاضطرابات النفسية على سلامة الفكر وجودة التفكير؟ كيف ذلك؟

 بالطبع أغلب الاضطرابات النفسية تؤثر على التفكير، فعدم التركيز ونقص الأفكار، والتفكير السلبى جزء أساسى من أمراض نفسية وعقلية كالقلق والفصام، وفى المراحل المتقدمة يعانى المريض أحيانا من أفكار خاطئة كالضلالات والهلاوس، والبعض تراوده أفكار سلبية كالانتحار وهى أفكار قد لا تكون خطرت بباله فى أحواله العادية.

فى رأيكم كيف يدخل التفكير المنطقى فى العلاج النفسى، بمعنى آخر: ما أهميته لكل من المعالج النفسى والمريض؟

 التفكير المنطقى أحد أنواع التفكير الصحى، وهى قد تقى الإنسان من الوقوع فى المرض، وللمعالج النفسى فهو أحد الأدوات التى يعتمد عليها لإصلاح الأنماط الخاطئة فى التفكير، التى تؤدى للمرض.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فى الأسواق حاليا كثير من الكتب والمؤلفات والتسجيلات، بل والدورات التى تتحدث عن أنماط من العلاج النفسى، كالعلاج بالإيحاء والتنويم المغناطيسى مثلا، وهناك اتجاهات أخرى تحكم على تلك الطرق بأنها خرافات… كيف ينظر المتابع العادى إلى هذه الحالة من الاختلاف؟

الاكتئاب مرض وعلاجه بالأساس دوائى أوعن طريق بعض أنواع العلاج النفسى، كالعلاج الإدراكى السلوكى، وبعض الحالات تحتاج إلى علاج بجلسات تنظيم إيقاع المخ. تلك العلاجات الفعالة أثبتتها الأبحاث العلمية القيمة، وهى أيضا العلاجات التى يمارسها العالم بمختلف ثقافاته. وهناك علاجات تجريبية لم تثبت فاعليتها وإن لم يثبت لها ضرر.

اختيارات العلاج تتوقف على حالة المريض، والرأى فيها يكون للطبيب المعالج. كثيرون يلجأون لعلاجات بديلة وغير علمية خوفا من وصمة العلاج النفسى ومن الإشاعات المحيطة بالعلاج…

 البعض يربط أن حالات الأرق دائما ما ترتبط بالشخصيات المضطربة نفسيا. هل هذا صحيح دائما؟

 الأرق قد يكون أوليا، بمعنى ألا يكون سبب له، ومن الممكن أن يصاحب أمراضا عدة، منها الاكتئاب والتوتر على سبيل المثال.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 مع الكثير من الضغوط الاجتماعية والنفسية والاقتصادية فى واقعنا المعاصر، هل قلت نسبة وجود الأفراد المتزنين نفسيا؟ ومانصيحتكم الإجمالية لكى يحافظ الفرد على اتزانه النفسى بحيث يستطيع أن يقاوم تلك الضغوط ولايهرب منها ولايتأثر بها سلبا فى نفس الوقت؟

 لا يمكن الجزم بنقص أو زياده الاضطرابات النفسية بدون إحصاءات دقيقة، والملاحظ عموما هو زيادة فى الطلب على الخدمات النفسية…

و للحفاظ على الصحة النفسية لابد من ممارسة الحياة بتوازن دقيق، بحيث يكون لكل فرد مساحته الشخصية للاسترخاء، والحفاظ على الروابط الاجتماعية والعلاقة مع الله، ثم العمل والصداقات، وكلما كان الشخص أكثر توازنا وأكثر عطاءً (دون إجهاد أو ضغوط)، كلما ابتعد أكثر عن الاكتئاب.

 كثير من المفكرين والأدباء أطلقوا اسم “عصر القلق” على حقبة القرن العشرين خاصة فى نهايتها، بم توحى فى نظركم بداية القرن الواحد والعشرين من الناحية النفسية والفكرية؟ هل لديكم مؤشر لتسمية معينة؟

اقترن القرن العشرين بحروب عالمية و بنظريات سياسية واقتصادية كان لها تأثير عابر للقارات، وإذا أضفنا لهم الثورة التكنولوجية التى بدأت منذ سنوات، علاوة على الحوادث عموما وحوادث الإرهاب خصوصا، فكل ذلك لا يساعد على الهدوء ولا الاستقرار. وتلك بعض مسببات القلق، وأعتقد أنه عصر التحولات الكبيرة وليس القلق…

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 أخيرا: ما النصيحة التى تقدمونها للقائمين على مركز “بالعقل نبدأ” للتنمية الفكرية والمهارية؟

الواجب فى البداية أن اقدم لهم شكرا على مجهودهم الرائع فى احترام العقل، وسعيهم الحثيث والمبنى على أسس علمية لبناء مجتمع أكثر علمية، وإنتاجهم الرائع سواء الكتب أو الندوات والمناقشات.

الشكر موصول للدكتورة جيداء …

مقالات ذات صلة