أسئلة في الفلسفة- تفاوت العقول والمعايير
عقول الناس متفاوتة، لايمكن أن تكون معيارا للحقائق ووسيلة عامة للمعرفة، ما رأيكم؟
للأسف هذا الكلام سبق ونادى به السوفسطائيون في اليونان القديمة، ويتكرر الآن بلهجة أفكار مابعد الحداثة “الغربية”
نفس تلك الشبهات مازال أصحابها لا يفرقون بين الأذواق، والحقائق، وبين ماهو قطعي وماهو ظني أو وهمي…
نختلف قطعا عن إجابة سؤال: ما الأشهى؟ الأسماك أم الدواجن؟ لأن تلك الأسئلة تتعلق بالأذواق الشخصية، لكن جميعنا يحكم على أي شخص تتناقض أقواله مع بعضها بأنه ليس عقلاني، انطلاقا من رفضنا العام لإمكانية جمع التناقضات وهذا أمر لاخلاف فيه.
لا أحد يختلف على أن العدالة سلوك إنساني حسن والظلم مكروه وقبيح، وعليه فالصادق لايتساوى مع الكاذب والغشاش والمزور في معاييرنا للحكم الأخلاقي على تصرفاتنا.
لا أحد يختلف أن النتائج تأتي من مقدمات، والظواهر لها أسباب ومسببات لحدوثها، كل ماقلناه حقائق، تختلف كثيرا عن الأذواق…
بلغة أخرى، العقول لها موازين إنسانية ثابتة، تنطلق من بديهيات لايختلف عليها أحد، ومنهجية واحدة في الاستدلال العقلاني تنطلق من المقدمات إلى النتائج، ولا يطرأ عليها تغيير أو تفاوت، وهذا لاينفي وجود اختلاف بين الناس في القضايا الشخصية الذوقية، أو قضايا علمية يجتهد الجميع في الوصول للحقائق فيها حتى وإن لم يتمكنوا من إصابة كبد الحقيقة فيها.
أيضا هناك من يدعون العقلانية ويقدمون تصورات لاتستند لمنهجية العقل وآراء لاتتأسس على دلائل قوية، مدعو العقلانية أعطوا مؤشرا سلبيا عن العقل وضخّم البعض من حجم أخطائهم ليتذرعوا بأن “العقلانيون مخطئون، إذن فالمنهج العقلاني لا يصلح كمعيار للمعرفة”. رغم أن المهندسين والأطباء يقعون في الخطأ أو الإهمال ولم يرفع أحد شعار خطأ النظريات الطبية نفسها أو الحقائق الهندسية والرياضية بسبب مشكلات التطبيق…
لارسال الأسئلة برجاء زيارة الرابط.