قضية الحجاب
س: ما رأي العقل في مسألة الحجاب؟
أولا: هناك مقدمة هامة حول فكرة “الضرورات العقلانية“
أن كل ماهو عقلاني، فإنه يفرض مسؤولية على الإنسان في تنفيذه، وإلا انخلع الفرد من لقب “الإنسانية” ولم يعد مستحقا له. فالعقل يحتم وجوب التعامل مع الغير بعدالة، ومن ذلك ضرورة شكر كل من مد يد المساعدة إلينا مثلا، وعلى الجانب المعاكس، فالظلم والجحود من الأمور الممنوعة عقلانيا، وبالتالي إنسانيا.
وهناك ضرورات عقلانية أخرى لا تقل في حجمها وقدرها عما ذكرناه، فطالما أقر العقل بأن الله مطلق العلم والقدرة والرحمة والجود، وأن جميع صفاتنا وأحوالنا إنما هي من فيض قدرته وإرادته وحكمته وسخائه، فإن العقل هنا يكشف أن إرادة الله فينا هي عين الحكمة، وأوامره وتكليفاته هي مايضمن لنا السعادة والكمال والنفع الحقيقي.
ولأن الأوامر جاءت عبر تشريعات نقلها الرسل والكتب السماوية، فإن العمل بالتشريع ضروري أيضا بحكم العقل حتى وإن غاب عنا مغزى بعض الأوامر، كالمغزى من أوقات الصلوات، عددها، حركاتها، طواف الحج، مواقيت الصيام، المواريث وقدر الزكاة وغير ذلك.
ثانيا: تطبيق تلك المقدمة حول مسألة الحجاب
العقل إن تأكد من كون الحجاب مذكورا في التشريع، فمن الضروري الإقرار به خاصة وأن الحجاب لايمثل أي ضرر معنوي أو مادي على المرأة، ولايمنعها من القيام بدورها الفردي والاجتماعي المرجو منها، ولايحرمها من تحقيق آمالها وطموحاتها الذاتية.
وما نعرفه أن الأمر بالحجاب عليه إجماع من علماء التشريع، والفقهاء والمحدثين، وعليه فإن الحجاب يندرج تحت ماسبق، من التكليفات الإلهية التي يكشف العقل ضرورة الانقياد لها…
لارسال الأسئلة برجاء زيارة الرابط.