إصداراتمقالات

Limitless

 كالعادة تأخذنا السينما الامريكية إلى إحدى الأطروحات البعيدة في المستقبل لتلك الأفلام التي يتخللها الخيال العلمي لتمنحنا بعضًا من الإثارة والتشويق والاندهاش. أيضا فيلم ” Limitless” هو أحد الأفلام الامريكية التي عرضت سنة 2011 للمخرج نيل بيرغ وبطولة برادلي كوبر الذي يجسد شخصية إدوارد مورا وروبرت دي نيرو ويقتبس الفيلم من رواية ” The Dark Fields “

تدور أحداث الفيلم حول البطل إدوارد الذي كان يعيش حياة بائسة جدا بدون هدف أو ضوابط فقط العشوائية هي التي لها الدور الكبير في تسيير حياته، وكان يسعى جاهدا لكتابة “كتاب” وترويجه في السوق كنوع من إصدارته الفكرية، وظل لسنوات يسعى في كتابته ولم يكتب منه حتى صفحة وخاصة بعد الانفصال بينه وبين زوجته “ميليسا”. وفى أحد الأيام يقابل إدوارد أخا زوجته ميليسا التي مر على انفصالهم أكثر من 9 سنوات صدفة في أحد الشوارع ليقوم الأخير بالنظر في حاله ولما وصل إليه من تدهور ويريد أن يساعده ويعطف عليه ويعطيه “قرصا”. ذلك القرص الشفاف الذي كان له الدور الكبير بل الدور كـله في تغير حياة إدوارد مورا إلى الجهة المقابلة تماما. ذلك القرص التي لم تحظَ الإدارة العامة الخاصة بمراقبة الأدوية بالاطلاع عليه وتجربته والكشف عنه مما جعله أكثر غموضا وغرابة، فما كان لذلك القرص من عمل سوى أنه يقوم بتنشيط جميع خلايا المخ ليكون باستطاعة الإنسان استخدامها كلها حتى يتفوق على غيره ممن لا يتناولون تلك الأقراص ويصل إلى نسبة ذكاء عالية جدا

يتردد كثيرا إدوارد في تناول ذلك القرص المريب ولكن ينتهي ذلك التردد بأخذ القرص ومن هنا تبدأ مرحلة التغير، وما أن يصل إدوارد إلى بيته حتى يقابل تلك المرأة صاحبة العقار والتي تندد مرارا وتكرارا بعدم دفعه لإيجار المنزل، ولكن تأخذ الأمور مجرى آخر عندما يتكلم معها في بعض المعلومات الخاصة بكلية الحقوق والتي هي تعمل بها وتستعجب له من كونه يحظى بمعلومات قيمة جدا وقديرة والتي استطاع أن يحصل عليها من ذاكرته، ثم يبدأ مورا في العمل في كتابة كتابه الذي ما لبث أن انتهى من إخراج ذلك الكتاب إلى النور مما أدهش الجميع من حوله. وتتوالى تلك الاندهاشات باشتهار إدوارد مورا وظهوره تدريجيا في سوق المال ليجني الكثير من الأرباح بجانب تعلمه لكثير من العلوم واللغات والفنون أيضا ولكن كل ذلك بفضل تناوله لذلك العقار الذى له الفضل في كل ما وصل إليه، وهنا يظن مورا أنه قد وصل إلى السعادة ويسعى إلى المزيد ويكأن السعادة هي تلك الأمور المختزلة في ذلك النسق المادي الذي يسعى فيه البعض متوهمين بأن ذلك هو الطريق إلى الوصول إلى السعادة، ويحظى ذلك المفهوم بشعبية كبيرة لدى المجتمع الغربي: ” يجب أن تنغمس في المادة لتحقق الكمال وتحظى بالسعادة”

ولكن ما كان لا يدركه إدوارد هو أن تلك الأقراص لها تأثيرات جانبية على أجهزة الجسم كله، حتى ينهك ويبدأ مسيرته الضئيلة في الموت وكان يأتيه ذلك الصوت بتلك ما سبق على لسان حبيبته التي تركته لكونه يسعى لإزهاق روحه وعدم القدرة على التوقف عن تناول تلك الأقراص ” حيث يكون لعجب النفس والسعي وراء شهواتها ما هو إلا حجاب يحجبها عن روية القرار العاقل والسلوك السليم فما أن تملك الشهوة الذمام فحتما فسيكون الهلاك هو نهاية المطاف ولكن لم يستجب إدوارد لما سمعه من الآراء بالتوقف عن أخذ ذلك العقار وظل إدوارد يواصل  السعي في ذلك الطريق بعض تعرضه لبعض المواقف التي كان القتل فيها بالشيء الهين حتى يستطيع مواكبة نفسه لتناول تلك الأقراص واتباع رغباته حتى وصل إدوارد مورا إلى مساعد أكبر شركة للتحكم بالأموال والبورصة بأمريكا وبعد مرور 6 أشهر أصبح إدوارد مورا مرشح لولاية نيويورك بعد أن قام بتعديل تلك المواد الكيميائية بداخل القرص حتى أصبح يتحكم بها في السوق السفلى لتجارة الأدوية بعد سيطرته على الآثار الجانبية التي تفعلها على الجسد والمخ؛ لينتهي به المطاف عن تلك النقطة في ذلك التحول الجذري من شخص بائس يغلبه الفشل إلى شخصية ذات ثروات ومشهورة في المجتمع وتحتل منصبا مرموقا

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ونستخلص من نسق الفيلم لتلك الجزئية الأخيرة بأنه حصر لتلك الثنائية الخاطئة بأنه يجب أن يكون معك المال حتى تصل للسعادة يجب أن يكون هناك ما هو مختلف حتى يوصلك لتلك النقطة من النجاح والتقدم، أما أن تعيش تلك الحياة البائسة بدون هدف أو أن تسعى بما تمليه عليك شهوتك ونفسك بدون معيار حتى تستطيع تحقيق أهدافك فتحقيق هدفك لا يستلزم سوى إرادة قوية وسعي نحو تلك الأهداف والمثابرة للوصول ولكن بإرادة حكيمة وسلوك نابع عن قيم ومبادئ.

محمد حسن

 

طالب

باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالقاهرة

مقالات ذات صلة