مقالاتأسرة وطفل - مقالات

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الرابع ): 6 فنيات تربوية فى المعاملة الأبوية مع الطفل

1- تبادل الاحترام والتقدير بينك وبين الطفل
يحكى أحد الشبان عن طفولته قائلا: كان عمرى لا يتجاوز الحادية عشرة وكنا قد أقمنا حفلا بمناسبة شفاء والدتى بعد مرض شديد وقد قام والدى بالطبع بدعوة جميع الأقارب والجيران والمعارف… وحين أتى الحضور إلى دارنا كنت أنا بالخارج أقضى بعض طلبات المنزل وحينما عدت دخلت على قاعة الضيوف وسلمت على الجميع وأسعدنى كثيرا ما حدث حين قام جميع الرجال الحضور ليرحبوا بى ويشيروا لى بالجلوس ثم تبدلت سعادتى حزنا ومرارة فجأة إذ انتبهت على صوت أبى الذى كان الوحيد الذى لا يزال جالسا وكأن عملا سيئا قد حدث منى أوقع فى نفسه الخجل حيث راح يشير ويقول للحاضرين تفضلوا، استريحوا، لا داعى لذلك أبدا! حينها شعرت وكأن أبى يريد أن يقول لهم إن ابنى لا يستحق الاحترام والتكريم فلا تعتنوا به ولا تقوموا له.
أحبائى المربين: أنتم من تحددون طريقة تعاملهم معكم مستقبلا بما تعاملونهم الآن.

ولكسب ثقة أطفالك هناك عدة نقاط يجب مراعاتها:
أ- دعهم يتحدثون أمام الآخرين وقدم لهم الاحترام بحسن الاستماع والحوار.
ب- أظهر صفاتهم الحسنة وأثنِ عليهم دائما .
ج- ابدأ بالسلام عليهم واهتم بذلك ولا تتركه أبدا .
د- لا تنهرهم وتعاقبهم أمام أحد .
ف- كن صادقا معهم دائما .
ق- شاركهم معك وثق بهم وخذهم إلى أماكن الكبار وجلساتهم.

2- كن طفلا مع الأطفال بمعنى (عش كما لو كنت طفلا).
عش مع أطفالك نقاء الطفولة وشاركهم بحياتهم لتنعم ببركات أبوتهم ونعيم حنانهم الفياض ومحبتهم البريئة وتنعمهم بحنانك، احتويهم وكن معهم صديقا وأخا ومعلما وناصحا قبل أن تكون أبا أو ولى أمر، اجعلهم يتمنون لقاءك ومجالستك ببساطة مجلسك ومحبتك وحنانك عليهم وتصابِ معهم وقت اللعب واحترمهم وقت الجد كالكبار ليكونوا بقدر المسئولية كبارًا دائما فى تحملها.

3- لا تكن مستبدا وكن متفاهما عاقلا لينا

لا يجب أن تكون متشددا دائما لرأيك ومتحيزا له، يجب أن تعطيهم المساحة ليعبروا عما يجول بخواطرهم وداخل رؤوسهم الصغيرة التى تحمل عقلا منطقيا بالفطرة لا يشوبه شائبة طالما كان الطفل صحيح العقل والبدن، ولا يجب أن تتوقع منه أن يكون حكيما بعقل رجل كبير مثلك مثلا، ولكن تأكد أنه يملك من العقل ما يكفيه لفهم الحياة من حوله ومحاولة التحليل مع وضع حلول مناسبة جدا فى بعض الأحيان قد تكون حلولًا إبداعيه ولكن تلك الإمكانيات العقلية لن تظهر بسهولة إلا إذا تركت لها مساحة بحنان وأمان واحترام لرأيه.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

قال تعالى
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) آل
عمران:159 

ويقول عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا ) صحيح الجامع 5444
يقول مالك بن دينار: (ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة قلب، وما غضب الله على قوم
إلا نزع الرحمة من قلوبهم)

4- لا حرية مطلقة بل وسطية بحكمة فى تناول الأمور
إن التراخى فى الجزئيات التى يمكن ترك مساحة للحرية للطفل ليختار ويقرر بنفسه يجعل الأمر أيسر فى وقت الشدة وفيما يستحق من الأمور المهمة، وكذلك إن حددت من حريتهم في أوقات أخرى سيكون ذلك مقبولا ومتفهّما للأبناء وله أثر كبير تربوي عليهم، ولن يشعروا بالتسلط عليهم كل حين.

5- فيتامين ل (لا)
مطلوب فى بعض الأحيان وعدم الاستجابة السريعة لطلباتهم دائما، فيكون بحسب الاحتياج لا بحسب الطلب والإلحاح والضغط فلا يجب أن تقع فريسة لضغوط الطفل والذى كثيرا لا يفقه ما هو فى صالحه، فأنت المسئول الأول والأخير عن تربيته على أساسيات عقلية تربوية ومنطقية، والاستجابة غير المشروطة وتلبية كل طلبات الطفل تعد الداعم الأسوء للشخصية غير السوية وغير المنطقية وتعزز ظهور الكثير من الأمراض الأخلاقية والتربوية لدى الطفل بداية من تقوية الشعور بالأنانية وحب الذات إلى حب التملك وحتى الاكتئاب غير المبرر لعدم استطاعته الحصول على كل شىء حوله حتى وإن كان ليس بحاجة إليه.

6- ثنائية الدلال المفرط أو الشدة المفرطة
تمثل خطرا على استقرار شخصية أبنائنا، والقاعدة الذهبية (لا إفراط ولا تفريط) والتوسط هو خير الخيارات فى التربية  فخير الأمور الوسط.

اقرأ أيضا :

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الأول ) – ما المقصود بالتربية ؟ وما هو تأثير القدوة ؟

يعني ايه تربية؟ ( الجزء الثاني ) – دور البيئة في عملية التربية وصناعة الإنسان

يعني ايه تربية ؟ ( الجزء الثالث ): تأثير الصحبة والمدرسة ووسائل الإتصال والقادة

رحيل محمد

عضوة بفريق بالعقل نبدأ بالقاهرة