يأسك وفرحك – اترك اليأس وأبدأ الحياة من جديد
هل اليأس من الحياة هو الحل؟
هل مرت عليك أزمة في حياتك؛ جعلتك تيأس من الحياة وتكره أن تعيش مع الناس لتعتزلهم في غرفة صغيرة مظلمة ليس لك فيها ألا تتجنب التفكير في الواقع والهروب منه بشتى الطرق سواء بدخول مواقع التواصل أو بالنوم أو بغير ذلك من أسباب قتل الوقت في مثل هذه الأزمات.
لماذا نختار القنوط و اليأس بدلا من السعي والأخذ بالأسباب؟ وهل هذا هو الاختيار الصحيح إذا ما واجهتنا مشكلة أو أزمة ما؟ وهل هنالك حلول أخرى أم لا يوجد؟ وهل اليأس هو حل أم علي العكس يُزيد المشكلة تفاقمًا؟ أسئلة مصيرية يجب أن نمتلك لها إجابة شافية كافية تُحدد اختياراتنا بعد ذلك.
وفي هذا الصدد يقول الشاعر صلاح جاهين؛
“صبرك ويأسك بين ايديك وانت حر
تيأس ما تيأس الحياة راح تمر
أنا دقت من ده ومن ده وعجبي لقيت
الصبر مر وبرضه اليأس مر”
الحياة من جديد
حينما تواجهنا مشكلة ما؛ نكون بين أمرين كلاهما صعب، ولكن أحدهم به النجاة بعد الصعوبة والآخر يعطيك مسكنات وهمية تنتهي في أغلب الأحيان باكتئاب أو انتحار أو بتغيير سيء في سلوكياتنا.
اليأس هو مسكن للألم، ولكنه ملعون يفوق طاقة المخدرات في إيقاف قدرة العقل علي التفكير واتخاذ القرارات؛ لأنه يجعل كل الحلول المتاحة مستحيلة أو في إطار الخطأ والفشل؛ فيقود صاحبه لنظرة تشاؤمية من الحياة بشكل عام؛ إن لم يتجاوزها صاحبها؛ قادته إلي الهاوية.
ومن ذلك نستطيع معرفة أن اليأس ليس بحل؛ بل هو مهلكة لابد من الابتعاد عنها وعدم الانغماس فيها، وتجنب محفزاته من عزله، وسماع أغاني تؤثر في النفس بالانقباض وتُهيىء له المناخ المناسب ليُسيطر علي تفكيرنا، أما الحل الآخر؛ فهو الصبر، ولكن ليس الصبر فقط، بل الصبر مع الأخذ بالأسباب.
فإذا كانت هنالك مشكلة ما؛ فلابد من التمتع بالصبر مع التفكير في طرق الحل والاختيار بينهم للوصول للأفضل. والبحث في جذور المشكلة؛ لمعرفة أسبابها واستئصالها؛ وذلك لكي لا تتكرر مرة أخرى وإصلاح النفس والبحث فيها عن نقاط الضعف وإصلاحها على المدي المطلوب، وذلك لكي نمتلك حصانة نفسية تُهيّئنا للتغلب علي المصاعب. وهذا هو ما علينا الأخذ به والعمل عليه وترك اليأس؛ لأنه فقدان للأمل وبالتالي فقدان للحياة.
اقرأ أيضا :
بعد أن اعتدنا الفساد، هل نفقد الأمل فى إنسانيتنا ؟ ومن هو البطل الحقيقي ؟
المعاناة والألم … هل من سبيل للخلاص من المعاناة ؟ ولماذا نعاني من الأساس ؟