مقالات

ولم الحرب إذن؟!

إن الحقيقة التامة التى لا يمكن إنكارها أو التغافل عنها وهي أن الحرب هي أحد أهم الأسباب التي تقف فى طريق التقدم ورقى الشعوب والأمم ولذلك نسلط بعض الضوء على الحروب. وهل هى أمر حتمي واجب لا مفر منه؟! أم يمكن تدراكه؟!

المستوى الحيواني

 في مملكة الحيوانات؛ نجد أن الحروب بين الحيوانات لا تنشأ إلا لغرض الطعام أو الجنس؛ فلا نجد أن الأسد يلتهم فريسته لكى يظهر مدى شجاعته أو أن الذئاب تلتهم الخرفان من أجل السيطرة؛ بل يكون ذلك من أجل الطعام فقط اللازم لحياتها ولا نجد بعض الحيوانات المفترسة تقوم بعملية الصيد من أجل التسلية كما يفعل الإنسان فى رياضة مثل الصيد مع اتساع الفارق بين الحيوان والإنسان وتميز الإنسان بالعقل الذى منحه له الله ليكون أكثر رقيا.

الحروب وسيله بقاء الأصلح

 قد يقر البعض بهذا القول ويكون فى داخل يقينه أنه هو الصحيح حيث أن الحرب تعمل على إزالة الضعيف وبقاء الأقوى وتنظيف المجتمع وتطهيره ولكن يمكننا القول بثقة ببطلان هذا الادعاء وذلك ببساطه لأن الحرب لا يدخل بها المرضى أو العجائز بل يدخل بها أصحاب القوة والشباب من المجتمع مما يؤدى إلى فقدان جزء كبير من شباب ذلك المجتمع وبقاء المرضى وكبار السن حتى أنه فى حالة الانتصار فلا يكون هناك انتصار بلا خسائر فى الأرواح؛ لذلك فإن هذا الادعاء باطل ولا يجوز الاستدلال به .

الحرب من أجل الرقي والتحضر

ليس هناك دليل واحد على أن الشعب الذى اعتاد على الحرب وقام بتطوير وسائل القتل هو من الشعوب المتحضرة ولا نجد تلك الرابطة؛ بل إن الحرب قد تؤدي إلى القضاء على النخبة وأصحاب الفكر في المجتمع؛ مما قد يؤدي إلى تأخر تلك الشعوب وعدم تقدمها بل إن التاريخ يذهب بنا إلى أن الشعوب المتأخرة لا يكون لديها خيار سوى الحرب من أجل تحقيق بعض الأطماع والرغبات مثل المال أو الأرض أو غيره من الأطماع .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الزعماء وطغيان المجد

إن واحدا من أهم الأسباب التى تؤدي إلى اشتعال نيران ولهيب الحروب هو وجود بعض الرؤساء أو الزعماء الذين تكون قد طغت لديهم القوى الشهويه والغضبية عن القوى العقلية؛ فنجد أنه طغت لديهم فكرة الشهرة والسيطرة الشخصية؛ بل إن بعض الزعماء تسيطر عليهم فكرة بقاء الاسم بعد الوفاة؛ فيلجأون إلى إشعال الحروب من أجل الخلود؛ وليتذكرهم التاريخ ولكن التاريخ يذكر أيضا كم شابا قُتل فى تلك الحروب وكم أسرة فقدت المُعيل لها تحت طاغية الحروب ولا يذكر فقط اسم الزعيم.

الرأسمالية والحروب

قد ينكر البعض ويتساءل فى تجهم وما علاقة الرأسمالية بالحروب ؟! مع زيادة الرأسمالية؛ فإن الدول الصناعية الكبرى تكون بحاجة إلى فتح أسواق جديدة لها فى البلدان المختلفة؛ وذلك لزيادة القوة الشرائية لها في الدول المختلفة، فإذا فشل الحل الودي وهو عن طريق الخصخصة؛ فإن الدول تلجأ إلى إقامة الحروب من أجل إنشاء قواعد خاصة وخاضعة لها فى تلك البلدان حتى يرتفع معدل الشراء لديه.

خاتمة

إن الحروب بأنواعها المختلفة سواء اقتنعنا أم لم نقتنع؛ فإن الواقع يقر بأن لها أضرار جسيمة حتى المنتصر تكون لديه خسائر على المستوى البشري والاقتصادي والمعنوي للشعب ولا يذهب ذلك بنا إلى إنكار حتمية الحرب فى بعض الأوقات التى يكون فيها الدفاع عن الوطن أو استرداد الحق المنهوب ورجوع الأرض إلى أهلها إذا كانت مُغتصبة كما يحدث في بعض الدول الخاصه بنا اليوم، لكن يجب علينا الحذر من الانسياق في الحروب الوهمية التي تكون من أجل مطامع شخصية ونزوات فردية لشخص ما قد تؤدي بنا إلى الهلاك .

أقرأ أيضا:

ماذا تفعل الحروب بالأطفال الصغار؟

اضغط على الاعلان لو أعجبك

عالم من الشر

الاستعمار الحديث

مصطفى عاطف

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد

مقالات ذات صلة