مقالات

وللمرض أيضا فوائد – ماذا بعد الفيروس؟ وما هي الدروس المستفادة؟

بعيدًا عن التنظيرات والتفسيرات المختلفة وحتى نظريات المؤامرة هل هى مؤامرة أمريكية ضد الصين أم العكس؟! ودون التقليل من خطورة المرض – ومن ثَمَّ أهمية اتباع الإرشادات الصحية- أو تجاهل حقيقة الخسائر البشرية والمادية التى مُنِيَت بها العديد من دول العالم والتى لايعلم مداها إلا الله؛

فهذه دعوة للنظر للتفكر وإعمال العقل من خلال النظر من زاوية أخرى لمعرفة هل هناك ثمة آثار إيجابية لهذه الجائحة، وبالتالى الإجابة على سؤال أهم .. ماذا بعد؟ وما هي الدروس المستفادة؟

:وفيما يلى بعض الإضاءات علها تفتح باب التفكير لدى القارئ العزيز

1- مزيد من التقارب الأسرى

نتيجة إجراءات العزل الصحى المنزلى؛ أصبح هناك متسع من الوقت للجلوس مع أعضاء الأسرة وتجاذب أطراف الحديث بعد أن كانت المنازل أشبه بالفندق وسيكون لهذا أثر كبير على أساليب التربية؛ بل قد يتم عمل دراسات مجتمعية ونفسية لهذه الفترة

2- اختلاف النظرة للحياة

بمعنى جودة الحياة وأنها ليست مجرد السعى المحموم خلف المال – على أهميته – ولكن هناك أشياء أخرى كالإنسانية والتعاون والإيثار وهى أشياء لا تُشترى

3- العودة للطبيعة

من خلال الابتعاد عن الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة مما سيكون له أثر إيجابى فيما لو تم استثماره بشكل جيد

اضغط على الاعلان لو أعجبك
4- خفض حركة وسائل النقل

ومن ثم خفض استهلاك الوقود الذى يؤدى بدوره لتحسين جودة الهواء

5- زيادة الإيمان والقرب من الخالق

أيًا كانت ديانتك – أو حتى إن كنت من اللادينين – فحتمًا سيتجه تفكيرك لوجود خالق/قوة عليا تُسيِّر هذا الكون، وأن الإنسان مهما خُيِّل إليه فسيظل محتاجًا مفتقرًا للخالق عز وجل

6- الاتجاه لتطوير الذات

من خلال وسائل التعلم والعمل عن بعد والتى قد تنبئ بظهور وظائف جديدة فى المستقبل القريب

7- إعادة الاعتبار للذات

دون تحيز فقد ظهر أنه حتى الشعوب المتقدمة عندما تواجه كارثة؛ فإنها تتصرف بتخلف وأنانية ولنا فى التكالب على الأسواق ونفاذ المناديل الورقية خير دليل.

أما عن الدروس المستفادة وبالتالى الإجابة عن ماذا بعد

سننتقل للإجابة عن سؤال ما هى الدروس المستفادة وماذا بعد؟

 أولاً: الدروس المستفادة من المرض

1- ليس من المهم امتلاك المال؛ بل ما يمكن أن يشتريه المال.

فأجهزة التنفس الصناعى على سبيل المثال لا تُصنعها جميع الدول بل تَتَركز فى الدول الصناعية، أما باقى الدول فتعتمد على الاستيراد وعند حدوث الجائحة؛ فإن مواطنى الدول المُصنعة أولى ولا عزاء للمستوردين حتى مع امتلاكهم للمال.

2- انخفاض أسعار البترول

كنتيجة انخفاض الطلب عليه بسبب إجراءات الحظر التى تتبعها أغلب الدول مما قد يؤدى لانخفاض الاحتياطيات النقدية للدول المُصدرة للنفط.

3- تأثير الوعى لدى الشعوب

فالشعوب الواعية تعلم جيدًا أهمية إجراءات الحظر وأساليب الوقاية الشخصية من المرض وبالتالى تلتزم بها مما يُساهم فى تقليل فرص الانتشار

ثانيًا: ماذا بعد؟!

1- الاعتماد على الذات فى الغذاء والدواء فقد لايجدى المال حتى إن وُجد.

2- تنويع الصادرات وعدم اعتماد الاقتصاد على مصدر دخل واحد.

3- رفع الوعى لدى الشعوب.

4- إعادة تعريف الرمز والقدوة لدى المجتمع؛ فليس هو اللاعب أو المطرب أو الممثل بل هو الطبيب وعامل النظافة والعالم والمُمرض.

5- التأكيد على مجموعة من القيم الغائبة كالنظافة والتعاون.

6- إعادة النظر فى الرأسمالية بعد أن كادت تصبح منهج اقتصادى عالمى أوحد

وأختم بمجموعة من الإضاءات التى قد تُعين على استشراف المستقبل:

  • انتشار التعلم والعمل عن بعد.
  • نهوض الصين مرة أخرى.
  • انتشار مفهوم الصناعة الوطنية مع ازدهار الصناعات المرتبطة بالقطاع الطبى.
  • مزيد من الانغلاق وعدم حرية التجارة.
  • انتعاش الخطاب الشعبوى وعدم قبول الآخر.
  • رفض دخول اللاجئين من الدول التى تُعانى من كوارث أو حروب.
  • الاهتمام بتقنيات الزراعة بدون تربة لإنتاج الغذاء بكميات كبيرة.
  • إعادة النظر فى جدوى الاتحاد الأوروبى.
  • اتجاه المزيد من رؤوس الأموال للاستثمار فى إفريقيا.

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

اقرأ أيضا:

الخوف في زمن الكورونا

كوفيد 19، المادية أخطر من الفيروس

ضروريات مجتمعية لمواجهة الفيروس

محمد طنطاوي

مدرس كيمياء الأراضي كلية الزراعة جامعة الأزهر أسيوط