مقالات

وفاة الأشقاء الثلاثة بدمياط

آلمني وأدمى كل القلوب فاجعة وفاة الأشقاء الثلاثة بدمياط في حادث أليم منذ يومين، ومع الرضا بقضاء الله وقدره والتسليم بإرادته ندعو الله لأبويهم بالصبر والثبات، وأن يربط على قلبيهما، وأن يسكن الثلاثة فسيح جناته وهو ولي ذلك والقادر عليه، فاللهم ارحمهم برحمتك الواسعة في أيام رحمتك وغفرانك يا أرحم الراحمين.

فلسفة الوجود فلسفة العدم

ومع تلك الفاجعة الأليمة لنا وقفة تأمل وتدبر، لنحلق في آفاق فلسفة الحياة وحقيقة الوجود، وصراعات البشر وتنافسهم وتناحرهم وتقاتلهم ومطامعهم التي لا حدود لها، وهنا ومن خلال مشهد الفاجعة الأليمة تبقى تساؤلات حائرة:

– كم تساوي الدنيا بما فيها ومن فيها عندما يفارق الأبناء الحياة في لحظة واحدة وفي كفن واحد وفي قبر واحد؟!

– كم تساوي الدنيا بكل تناقضاتها وصراعاتها على المناصب الفانية والمطامع الزائفة والرغبات العفنة في الوصول إلى ما يحقق الرغبة الذاتية الأنانية على حساب البشر؟!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

– كم تساوي الدنيا عندما تتأمل دموع تلك الأم الثكلى وذلك الأب المكلوم على ضياع أولادهم الثلاثة في لحظة واحدة؟ وما أشد حرقة القلب، وما أفظع براكين الألم الثائرة في أعماقهما، وغيرهما عابث لاه لم يتحرك قلبه بذرة حزن!

– كم تساوي الدنيا بما فيها ومن فيها أمام انهيار الأحلام الطوال في لحظة، وإسدال الستار الأخير على قصة مستقبل لم يكتب له البقاء، فغدوا جميعا في لحظة واحدة في دار الحق بين يدي رحمة الله العظيم؟!

– كم تساوي الدنيا في تلك اللحظة وبيننا قاطع رحم، وسارق حق، وآكل مال يتيم، وعاق لوالديه، ومستحوذ على ميراث أهله عنوة، ومتربص بغيره حقدا وغلا ونكاية ووشاية بالباطل، وساع بين الناس بالفتن لإرضاء نفسه الخبيثة التي أدمنت الخراب واتخذت الفساد والإفساد وطنا، كم وكم وكم؟! فبراكين الحزن الثائرة في القلوب لن تهدأ، وعيون الصادقين لن تكف عن البكاء.

عبرة وعظة

The true meaning of life - وفاة الأشقاء الثلاثة بدمياط

وهنا ليتنا:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

نستلهم العبرة والعظة، ونعلم علم اليقين أن فلسفة الحياة مؤلمة وحقيقتها مفجعة وصراعاتها زائلة ومكاسبها خادعة وانتصاراتها واهية ومناصبها زائلة، فالمطمئن إليها خاسر، والزاهد عنها رابح، والمقاتل على أوهامها لن يجني سوى الخسران والألم والندم بعد فوات الأوان.

رحم الله الشباب وأسكنهم فسيح جناته وألهم أهلهم الصبر والسلوان ورحم الله قلوبا انفطرت ألما، وعيونا فاضت حزنا على فراقهم، وعقولا تأملت وتدبرت وأيقنت أن فلسفة الحياة هي فلسفة العدم، فلسفة الزوال، فلسفة الوهم الكبير!

لا إله إلا الله، ولا حول ولا قوة الا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرأ أيضاً:

لا تركننّ إلى الدّنيا وما فيها فالموت لا شكّ يفنينا ويفنيها

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فلسفة المرض

 رحلة الحياة ونهاية الطريق

أ.د/ محمد جمعة

أستاذ أصول التربية ووكيل كلية التربية جامعة دمياط لشئون التعليم والطلاب

مقالات ذات صلة