مقالاتفن وأدب - مقالات

وسنبقى بالمقاومة والصبر ننشُد ألحان النصر.. مقاطعة الكيان الصهيوني

مقاومة الكيان الصهيوني واجب على كل فرد رافض للظلم طالب للحق

لفت انتباهي مؤخرًا مقالة صاغها المفكر العربي والإسلامي الراحل الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري[1]– رحمه الله- تحت عنوان “نهاية إسرائيل”[2]، والتي تم نشرها على صفحة موقعه الإلكتروني بتاريخ الثالث عشر من شهرمايو عام 2008م .

يُطلعُنا الكاتب في سطور مقاله عن المصير الحتمي للظلم والإجرام الصهيوني الذي لا مفر منه. عن مصير الزوال والنهاية الذي لم يترسّخ فقط في عقل ووِجدان كل مريدي الحق والساعين لتحقيق العدل وإنما يتأصّل في جذور الوجدان الصهيوني نفسه ويُباغِت فكره ويجري على ألسنة عددٍ من الكتَّاب والأُدباء والشعراء والقادة المنتمين للكيان الصهيوني.

هؤلاء الذين حالفهُم القلق و رافقهُم الخوف من مواجهة كابوس مصيرهم الأسود الواقف لهم بالمرصاد ودائم التهديد لوجودهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

والعجيب أن شبح نهايتهم لم يطاردهم ويفزعهم من مرقدهم ساعات الهزيمة والخسارة فقط وإنما كان رفيقهم أثناء قوتهم التي يدّعونها وإبان انتصاراتهم المزعومة؛ لذا تراهم يحاولون تجاوز تلك المخاوف التي تلاحقهم بالتستر خلف ظهير أو حليف يدعمهم عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا ليضمنوا بقاءهم قصيرالمدى.

ثم يطرح الكاتب مجموعة من الأسباب المؤدية إلى اتساع هوة القلق والخوف من حتم السقوط والزوال القابع في نفوس الصهاينة والتي من أهمها صمود الشعب الفلسطيني في الدفاع عن قضيته التي لم يَغُضّ الطرف عنها بالرغم من كل ما يناله من قتل واعتقال وتهجيروغيرها من مظاهر الظلم والعدوان إلاّ أن هذا الشعب لا يزال مؤمنًا بحق عودته مُخلصًا لقضيته حد الفداء والتضحية بكل ما يملك.

قد تثبَّت بيقينٍ بلغ عنان السماء من وجوب ذهاب ظُلمة ليل الاحتلال و طلوع فجر النصر المُغرد بالتكبير والتهليل.

بعد قرائتي لهذا المقال لم أستطع أن أخفي ما ارتابني من خواطر يائسة ومحبَطة، واعتقاد أن هؤلاء الذين يطالبون بضرورة وضع نهاية لوجود الكيان الصهيوني ما هم إلا أُناسٌ قد دفنوا رؤوسهم تحت تُراب واقعهم، آمالهم أوهام، وطموحاتهم أحلام.

فلا سبيل إلا للجلوس على طاولة المفاوضات وإقامة العلاقات وتوثيق معاهدات التعاون والسلام مع الكيان الصهيوني “الشقيق” في ظل ما يناله من دعم أمريكي وفيض تطبيعٍ سياسي واقتصادي ورياضي مع عدد من القادة والمسوؤلين العرب وغيرهم الراضين بشرعِية وجوده على أرض فلسطين ويسعون جاهدين نحو بحث سُبل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ولكن في كل مرة تَرتفِع فيها نغمة السلام العربي الإسرائيلي النَّشَاز تعكر صفوها ألحان المقاومة العذبة الرافضة للتسليم والخضوع، نراها ترفعُ رايات العزة والكرامة وتُطلق صفير إنذاراتها عاليًا كصفعاتٍ مدوية تُعيدُ إلينا رُشدنا من جديد وتفتحُ أعيُننا على شواهد قوة الحق والصبرالعتيد تطعن في صميم قوة العدو الإسرائيلي العسكرية التي يزعمونها و يتَباهون بها.

فعلى الرغم من كل مظاهر البطش والقتل والإرهاب التي يُمارسه جيش الكيان الصهيوني ضد مسيرات العودة الكبرى لتهدئة هذا الحراك الشعبي إلا أنها لا تزال صامدة منذ الثلاثين من مارس الماضي (2018م)، ماضية على عهدها، لم تخلد للركود ولم يتخاذل مشاركوها البواسِل عنها.

تتصاعد فعاليتها كل جمعة بمزيد من أساليب مبدعة وبسيطة تزيدها قوةً وصمودًا أمام محاولات الاحتلال الغاشمة والفاشلة في ايقافها، وكم شَهدنا وسنشهد نجاحات للمقاومة الفلسطينية في إفشال عدد من العمليات العسكرية الإسرائيلة التي تهدف إلى إيقاع صراع داخلي بين أفراد الشعب الفلسطيني الأبيّ.

أضف إلى ذلك تبنّي عدد من الأفراد والحركات الشعبية في أماكن شتى لحملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية ورفض التطبيع مع هؤلاء الأعداء.

فمثل تلك الانتصارات المستمرة التي تكتب المقاومة أبياتها في قصائد النصر وإن كانت تحقق نتائج مادية متواضعة إلا أنها لتزِن جبالًا من ذهب في موازين تحقيق العدل والتصدِّي للظلم، وتُزلزل أركان الكيان الصهيوني وتهدد أمن مستوطنيه المُحتَلين للأراضي الفلسطينية من خلال ما نشهده ونقرؤه من تصريحات قياداتِهم و مسؤوليهم.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فالعيب كل العيب أن تركَني – يا نفس- ليأسكِ المُضني وتتخلي عن منتهى حيلتكِ في التمسُّح بأستارالحق ولو كان فقط برفض التصفيق للباطل وعدم القبول به.

انفُضي عنكِ غبار الاستسلام، استنشقي عبير زهور الأمل، وأبصري ضيّ نهار الفتح القريب.

[1] اقرأ المزيد عن المسيري وسيرته الذاتية والعلمية وعن أعماله على موقعه الإلكتروني:

http://www.elmessiri.com/

[2] لقراءة مقال “نهاية إسرائيل” كاملاً على الموقع الإلكتروني:

اضغط على الاعلان لو أعجبك

http://www.elmessiri.com/articles_view.php?id=36

أقرأ أيضًا :
أنا لا أتذكر فلسطين ! – ما مدى أهمية القضية الفلسطينية حتى أتذكرها ؟

كيف تقضي على القضية الفلسطينية ؟ – ولماذا نرغب في إزالة دولة إسرائيل ؟

“فلسطين حرة.. ستبقى قضيةً حية”

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة