مقالات

مرحب شهر الشو مرحب!

كان الناس يسمُّون أشهر السنة وفقًا لوقوعها في الوقت الذي سُميت فيه أو وفقًا لنوع الشهر. فمثلًا شهر ذي الحجة: سُمِّيَ كذلك لأنه يكون فيه موسم الحج ويحج المسلمون فيه، وشهر ربيع الأول: سُمي كذلك لأنه وقت تسميته كان في فصل الربيع، وهكذا.

أما شهر رمضان المبارك، فكلمة رمضان جاءت من الأصل “رمَض”، وهي شدة الحر، إذ كانت تسمية رمضان في وقتٍ كان شديد الحر، فأُطلق عليه هذا الاسم. والاسم متطابق مع طبيعة هذا الشهر عند المسلمين، إذ إن جوف الصائم يشتد حره من شدة الجوع والعطش، فيكون جوفه رمِضًا.

شهر رمضان وفضله وأهميته لدى المسلمين

يعد شهر رمضان مميزًا عند المسلمين، وذا مكانة خاصة عن باقي شهور السنة الهجرية، فهو شهر الصوم الذي يُعدّ أحد أركان الإسلام، إذ يمتنع المسلمون في أيامه (إلا من كان له عُذرٌ مُباح) عن الطعام و‌الشراب، وأيضًا عن مجموعة من المحظورات التي تبطل الصوم، وذلك من الفجر وحتى غروب الشمس.

كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين، ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وذلك كان في ليلة القدر من هذا الشهر.

يرتبط شهر رمضان أيضًا في الدول الإسلامية بعديد من الشعائر الدينية، مثل: صلاة التراويح والاعتكاف في العشر الأواخر، وأيضًا عديد من العادات والتقاليد مثل دعوة الآخرين على الإفطار وإقامة موائد للإفطار، كما يوجد عديد من المظاهر التراثية التي ارتبطت بهذا الشهر، مثل: الفانوس والزينة ومدفع رمضان، وأيضًا شخصية المسحراتي والحكواتي، ومأكولات وبعض الحلوى والتي نتناولها عقب الإفطار.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

ينتظر جميع المسلمين هذا الشهر من كل عام لتقوية العلاقة الربانية بين العبد وربه، ولكن فجأة نسي البعض دوره في هذا الشهر الكريم، وتحولت العادات من “مرحب شهر الصوم” إلى “مرحب شهر الشو”!

هوية شهر رمضان في خطر

شهر رمضان المبارك

الجميع أصبح يتسابق ليلهي الآخر عن أداء عبادته، كثرت الأعمال الفنية، والبرامج التلفزيونية، وكثرت أدوات الإلهاء وهدر الوقت، في السابق كان يُمكنك تجاهل هذه الأمور بضغطة زر واحدة لتُغلق تلفازك، ولكن الآن أنت مُحاصر من جميع الاتجاهات، التلفاز، والهاتف، وحتى المطاعم والكافيهات تبث هذه الأعمال، حتى في أثناء السير على قدميك تجد شاشات تعرض هذه الأعمال!

أصبح البعض ينتظر الشهر الكريم حُبًا في السهر والحالة المزاجية، وحُبًا في الخروجات، وحُبًا في العودة مُتأخرًا من الخارج دون أن يُلقى عليه اللوم (ما هو رمضان بقى وكُل سنة وإنتَ طيب)، ومن ينتظر الشهر ليتابع الأعمال الفنية، ومن ينتظره لتقديم محتوى يجمع من خلاله بعض المشاهدات، ومن ينتظره لاستعراض ملابسه الرمضانية وجذب الانتباه، يبدو أننا أصبحنا في غفلة غريبة، غفلة كالدوامة تسحبنا بداخلها يومًا بعد يوم.

صديقي العزيز عليك أن تحذر من هذه الدوامة، ولا تسمح لها أن تسحبك بداخلها، لديك ثلاثون يومًا حاول أن تخرج من هذا الشهر شخًصا أفضل من الشخص الذي بدأت به الشهر، اجعل شعائر رمضانك كما يأمرنا ربنا وكما يأمرنا الدين، واحذر أن يُصبح رمضانك مرحب شهر الشو!

مقالات ذات صلة:

شهر رمضان .. صالة تدريب الروح

برامج المقالب بين الظلم والقبح

رمضان منذ ألف عام

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

_________________________________

لمتابعة قناة اليوتيوب لأكاديمية بالعقل نبدأ، اضغط هنا

لقراءة المزيد من المقالات، اضغط هنا

أحمد الجلاد

كاتب وروائي مِصري