مقالات

هوا كده !!

هوا كده !!

لا أدعى فضلا او علما او تميزا ما فى نفسى ولكنها تلك التركيبة المعقدة بين الظروف والحظ الحسن اللذان قادانى الى تلك التجربة الخاصة فى درب المعرفة كى أنهل من العلم ما أستطعت الى ذلك سبيلا لأقترب من ذلك اليقين الحقيقى بما أدركه من واقعى فى طريقى نحو الحقيقة وللمقدمة السابقة ما يبررها ففى طريقى ذاك -الذى مازلت أحبو فى خطواته الأولى- نحو الوصول الى الحكمة توقفت طويلا وكثيرا امام خطابنا الذاتى والعام المتعلق بما نعتقد ونعتنق بما فيه من مغالطات واستخدام لاسلوب ركيك هش فى البرهنة على صحة ما نؤمن به ليصبح ذلك الخطاب أداة فى يد الأخر لإلصاق ما ليس بالفكرة منها فى شئ لتكون بداية كل طعنة موجهة للاسلام فى آفة اعتناقنا السطحى له او لغيره من الأفكار.

لا شك أن الوضع فى تدهور مستمر منذ فترة طويلة مع زيادة مناخ الفوضى الهادم للافكار والداعى للجهل والتجهيل وخاصة مع ندرة مفكرى الأمة القادرين على اعادتها للمسار الصحيح واعلاء الخطاب العقلانى الفلسفى او حتى الكلامى الا أن الطامة الكبرى كانت ما طرأ على العقول فى الفترة الأخيرة من استخدام لخطاب ساذج فمن منا لم يصادفه تلك المواضيع المنتشرة عن عالم (ناسا) الذى أسلم لسبب او لأخر حتى لتظن من كثرة الروايات واختلافها أن (ناسا) قد تحولت للمجمع الاسلامى للعلوم. ومن منا لم يشاهد تلك الصور عن هذا او ذاك الذى تحول الى قرد أو مسخ لرفضه للاسلام وكأن تلك الأدلة حتى لو ثبتت كافية للبرهنة على عقيدتنا أو كأننا لا نملك من الأدلة سواها وربما ما زاد الطين بلة هو الخطاب المستخدم فى نقض المعتقدات المختلفة والذى لا يقل سذاجة وتلفيقا عن سابقه. وكأن أمة اقرأ قد اختزل تراثها العقلى وقوة حجتها فى هراءات مجموعة من الحمقى المفتقدين لفهم واعى لعمق عقيدتهم وتكاملها الذى يخلب ذوى الألباب.

والحقيقة أن أصل ذلك المنظور التافه للاسلام وغيره الذى نشترك فيه -للاسف- مع اصحاب المعتقدات الاخرى تجاه ديننا قد بدأ منذ انتقلنا فى تساؤلاتنا من “لماذا” الى “ماذا” ليصبح كل فعل -اجتماعى كان او سياسى- لدينا خاضع لنقل تام من ذوى الثقات دون حتى التساؤل عن أحقيتهم بالثقة لنسلم بأيدينا ديننا لكل جهول ليعبث به كيفما يشاء ولتزداد طامتنا فنندفع حمية لذلك الجهول الذى نستقى منه ديننا دون أى فهم حقيقى لأصل الدين ليصبح الطعن فيه -بالنسبة لنا- طعنا فى صميم دين صمد من قبله وسيبقى من بعده الى يوم الدين!!! ليصبح لزاما علينا الان أن ننتزع الاسلام من براثن من ينهشون فيه بجهالتهم ونعيده الى ما أنزله الله على المصطفى الحبيب من دعوة صريحة للتفكر فى خلق الله والايمان العاقل به الذى يخرج بصاحبه من دائرة الجهل والعصبية والجمود الى براح المعرفة الحقة بالله ورحمته وعدله والتعامل السوى مع ما دونه من الافكار.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

وبلحاظ تعاملنا السطحى الساذج مع الفكرة الرئيسية فى حياة كل منا والأساس الفكرى لحضارتنا تجد أن هذا التعامل قد أصبح منهاج لحياتنا حتى أن المقلد فى أمتنا قد بلغ شأوا بين أقرانه لغياب العقلية القادرة على التعامل مع معطيات الواقع للخروج بفكرة متكاملة او ممتلكة لأداة فهم دونها من الافكار والنظر اليها بموضوعية، ليصبح تعاملنا مع بقية ما نملك من أفكار لا يختلف عن تعاملنا مع عقيدتنا التى هى الفكرة الأكبر التى تدور فى فلكها حياتنا، بين سطحية فى النظر الى قشورها أو تجنب تام لها بسبب ما يخلفه غيرنا بجهله من أثر فى نفوسنا تجاهها.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

محمد صابر

مهندس حر

باحث في علوم التربية وفلسفة التعليم بمركز “بالعقل نبدأ”

دراسات عليا في كلية التربية جامعة المنصورة

حاصل على دورة إعداد معلم (TOT) من BRITCH FOUNDATION TRAINING LICENSE المعتمد من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة

حاصل على دورة في الفلسفة من جامعة إدنبرة البريطانية

مقالات ذات صلة