مقالاتفن وأدب - مقالات

هل هذا مقالي الأخير؟

مقالي الأخير

هاهِيَ أهوائي تُعلن التمرد والخروج عن صَمتِها من جديد وإذا بها تُفصح لي عن رغبتها في التوقف عن تدوين المقالات!  لا أدري لما لم أواجه قرارها ذاك بالرفض أو التجاهل منذ البداية؟! فلم أُنكر مُرادها بشأن التخلي عن عبء الكتابة الصعب وفراق هَمِّها العَسِر، فانصعتُ لقرارها وارتضيتُه بصدر رَحب.

وإذا بي قد هجرتُ اتكائي، وانتصبتُ في مجلسي واتخذتُ مقعد التأمل والتفكير في تلك القضية التي سأرفع عنها الستار واتخذها عنواناً لمقالي الأخير.

فهل سيكون عن قضية اجتماعية ما؟ أم سيتناول إحدى مظاهر الغزو الفكري القابع في مجتمعاتنا أو سيكون عن دعوة تُرسِّخ خلقاً فاضلاً أوقيمة ما؟! ولما لا أسرد به عدداً من قصص الكفاح والنضال لأبطال قرروا نُصرة الحق وحمل قضايا أممهم. أو التحدث عن تلك النظرة المادية البغيضة التي قد احتلت عالمنا اليوم.

ثم يعود صدى هوى النفس مرة أخرى ليسائلني عن داعي كتابة مقالك الأخير ذاك. فما قيمته وما اختلافه عن مقالاتك السابقة ممن حملوا شيئاً من كلماتٍ عاجزة وعباراتٍ واهنة؟! فهيا اطْوي عنك أرواقك المبعثرة تلك وارفعي عنها سنون أقلامك وتنحِّي عن منصة التدوين وأسقطي وطأتها عن كاهلكِ واتركي شأن هذه المسؤولية ثقيلة الحِمل لأرباب القلم والكَلِم فهم أسدى منك رأياً و أبلغ منك نصّاً.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

أتعلمين- يا نفس- ربما حالفكِ الصواب بعض الشيء فأنا لا أبرع الكتابة، لا أتقن فنونها، ولا أعي طقوس استخدام اللغة  وأساليبها؛ فخطواتي على مسرح التدوين متواضعة يعتريها الكثير من الزلل والخطأ؛ إلا أنها تأبى اليأس و الركون للإخفاق لذلك دعيني فقط أحاول الكتابة.

سأحاول أن أُحسن ما أكتب؛ حتى أستطيع التعبير عن أفكاري وآرائي بطريقة أوضح، وأفنِّدها عن طريق التساؤل من أجل دحضها أو التثبتِ منها. سأسعى نحو مزيد من القراءة والمطالعة وسأتخذ من معارف الكتب و علومها موضعاً للتحليل والفهم والتدقيق. سأحاول أن أتعلم شيئاً من قواعد اللغة ومواطن جمالها وبريقها وبعضاً من لفظها العذب. ثم سأكتب أملاً أن أتلمَّس أثراً للحق أو أن أطرح شيئاً من ظُلمةً الجهل. لذلك مادام قُدِّر لي أن أعيش فلن يكونَ هذا مقالي الأخير.

اقرأ أيضاً:

العنصرية المُستحقة .. عقدة الخواجة والعرق المتميز

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحياد عن الفطرة “لا تخربن حدائقكن” .. المرأة والمجتمع

جون كيو(John Q) مجرم خطير أم أب بطل؟

ندى علاء منصور

عضوة بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة