أنظر هناك! إنه أجنبي، هيا لنأخذ صورة معه – هل نحن أسوأ الشعوب؟
الواقع
من قلب الواقع الذي نعيش فيه وتعاني منه الكثير من الشعوب وما يحمله هذا الواقع من سلبيات لاحصر لها، ومن جهل وظلم فى أغلب الأماكن والمواقف يطل علينا اليأس رافعا شعار «مفيش فايدة هتصلح إيه ولا إيه؟!» وبنظرة بسيطة…
كيف نفسر موقف شاب من سيدة فى مواصلات قام وأجلسها مكانه، وسائق «ميكروباص» لا يتفوه بالألفاظ السيئة؟ وبنت تحافظ على الآدب العامة للبنات وطالب مجتهد يحضر دورسه ويثقف نفسه؟! هذه نماذج موجودة أيضا فى مجتمعاتنا وإن كانت قليلة إلا أنها موجودة، فمازلنا نرى أخلاق «ولاد البلد والرحمة بالكبير ومساعدة المحتاج».
مجتمعنا ليس كله بلطجة وسارقين ومرتشين ومنعدمي أخلاق، فبيننا المثقف والمجتهد والباحث عن الحق والذي يريد أن يساعد ويكون له دور، أما النماذج التي تظهر لنا فى أغلب الأعمال الإعلامية فهي جزء من المجتمع وموجودة فى كل مجتمع.
السؤال الغريب هنا: إن كان الإعلام هو مرآة المجتمع ومن حقه أن يظهر سلبيات المجتمع كما يقول الكثير -ولا أعارضهم فى ذلك- فإني أتساءل وأظن أنه سؤال مشروع- لماذا لا نُظهر إيجابيات المجتمع حتى نعطي الأمل أن الخير موجود، وكذلك هل السلبيات التى يُظهرها لنا الإعلام هي بهذا السوء فى الواقع فعلا؟
هل كل غني لا بد أن يكون قاتلا ويعطي الرشاوي ويخطف وو… ، هل كل بلطجي يظهر فى فيلم أو مسلسل هو راضٍ عن وضعه الحالي ولا يسعى لأن يكون أفضل؟ أسئلة كثيرة جدا لا بد لكي نساعد أنفسنا ومجتمعنا أن نجيب عنها بوضوح وشفافية.
نرفض أن نكون أسوأ الشعوب
وإن كنا عاجزين عن توصيل أصواتنا فلنا الحق بل يجب أن يكون لنا الحق في رفض هذا التعميم الذي يظهر الجانب السيئ فقط ليعطي انطباعًا عامًا بأننا أسوأ الشعوب وأنه لا مجال للإصلاح والرقي. كذلك وعلى النقيض مما يظهر عن مجتمعنا بأن المجتمعات والشعوب الأخرى أكثر تحضرا ورقيا بمراحل عمَّا نحن فيه.
يطرح السؤال نفسه أيضا: هل ما يبث لنا من صورة مثالية عن الشعوب تجسد صور الرحمة بالحيوان مثلا والرقي فى التعامل مع الناس بعضها البعض وعن حقوق الإنسان والانتظام فى وسائل المواصلات واحترام القانون هي صورة حقيقية عن تلك الشعوب؟ أو بالأحرى هل هي صورة عامة لجميع أفراد المجتمع؟ لا ينكر أى عاقل وجود السلبيات والإيجابيات فى أي مجتمع ولكن تعظيم الإيجابي ونقد السلبى من أهم خطوات تقدم الشعوب.
أما عرض السلبيات بتلك الصورة الفجة وغياب أو تغييب الإيجابيات وإن كانت قليلة لهو عامل يساعد على الإحباط وفقد الثقة بالنفس ويكرس من «عقدة تفوق الخواجة» ويفقدنا القدرة على التقدم والرقى الأخلاقي والثقافى والعلمي اعتمادا على أنفسنا. وأخيرًا وليس آخرًا إن أفضل طريقة للدفاع عن القيم والإيجابيات هى ممارستها وتشجيع الناس على الاستمرار فى تبنيها وعدم التقليل والتسفيه من أصحاب القيم، لأنهم ببساطة هم النور الباقي وسط هذه العتمة الهائلة والتى يجب أن نعظمها حتى تمتلأ مجتمعاتنا بنور العلم والأخلاق.
اقرأ أيضا:
كن مثل بلال – أزمة الفوضى الفكرية في عقول شبابنا.. كم بلال يعيش بيننا اليوم ؟
أين أجد إجابات للأسئلة المصيرية ؟ وكيف يتم التوافق ؟
لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.
ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.