مقالات

يا سكان كوكب الأرض نهاية العالم على الأبواب! ماذا ستفعل لو جاءك هذا البيان؟ ستراجع نفسك؟

“أعلنت وكالة ناسا الأمريكية عن اقتراب كويكب من مدار الأرض كان هذا الخبر الأهم الذي تلاحقت بعده التحليلات العلمية والفلكية التي أجمعت كلها أن هذا الكويكب سيدمر الأرض وما هي إلا بضع أيام وتنسحق الأرض؛ عندها تساءل الجميع هل هي نهاية ؟!هل هذا هو يوم القيامة، نهاية العالم؟

دبت الفوضى جميع أنحاء المعمورة لا أحد يعرف ما الذي سوف يحدث! امتلأت المساجد بالحشود من المصلين وقرعت أجراس الكنائس وسدت عن آخرها بجموع من مختلف الأطياف يريدون الاعتراف والتخلص من الخطايا، هذا أخذ ميراث أولاد أخيه واستولى عليه ويريد أن يتطهر وآخر قتل بريئا يريد أن يقتص منه وهذا تاجر كان يطفف في الميزان ويغش البضاعة، فتح مخازنه التي يكدس فيها البضاعة انتظارا لارتفاع الأسعار وتحقيق المكسب الوفير. فتحها لجموع الفقراء لكي يأخذوا منها بغير حساب، وتلك غانية تريد أن تتوب وترجع إلى طريق الهداية، الكل يريد الخلاص مع اقتراب الساعة.

أخذ الابن الجاحد لوالديه أولاده وذهب بهم إلى أبيه يسترضيه، وتلك البنت المنقطعة عن زيارة والدتها تطرق الباب لنيل رضا والدتها، وهذا المهمل لأسرته الغارق في بحر الملاهي الليلية والخمور والرزيلة يأتي إلى زوجته ويقول لها لن أفارقك. اغفري لي يا حبيبتي، اغفروا لي يا أولادي تقصيري في حقكم.

هل هذا ما نريده؟ هل هذا ما يتطلبه الأمر لكي نعود إلى صوابنا ونهتدي إلى طريق الأخلاق القويم؟ هل يجب أن تعلن وكالات الأنباء عن هلاك الأرض ومن عليها لكي نعود إلى جادة الحق وطريق الاستقامة؟

لماذا دائما لكي نفيق يجب أن تحدث مصيبة، يجب أن تحدث فاجعة مؤلمة لكي نستفيق من تلك الغيبوبة التي وقعنا فيها. غيبوبة الفكر ومتاهة الطريق.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الكثير منا لا يعرف هدفه في الحياة، لا يدري لما هو هو؟ لماذا وُجد في تلك المعمورة؟ ما فائدة الحياة؟ لماذا وجدت؟ فمعظمنا أخذته دوامة الحياة أصبحنا ندور في ساقية لا ندري متى تتوقف لكي نلتقط أنفاسنا ونعمل فكرنا ونتفكر في معنى الوجود، معنى أن أكون إنسانا خُلق لكي يعمر الأرض ويكون له نصيب في تفعيل وبناء حضارة مشرقة، فإن كنا في قاع حضارة العالم فنحن السبب في ذلك فالدولة ما هي إلا مجموع من الأفراد ما يقترفه كل فرد من خطأ أخلاقي يهدم بنية في المجتمع، كل فرد لا يفكر في رفعة ذاته وتنمية ذاته لكي يرقى ويرتقي بمجتمعه هو يساهم في انحطاط هذا المجتمع.

لا يصح أن أقول ماذا أفعل بمفردي ما الذي يمكن أن أفعله؟ نحن نستطيع فعل الكثير نستطيع أن نحقق الرفعة لذواتنا ولأمتنا فقد شرفنا الله بنعمة هي من أعظم النعم. نعمة فضلنا بها عن كافة الكائنات هي نعمة العقل والتفكير والإرادة.

من يمتلك الإرادة فقد امتلك زمام نفسه، فلا نَسَبك أو مال أسرتك وميراثك ولا شكلك هو ما يحدد كينونتك. ما يحدد ذاتك إرادتك وفكرك وأخلاقك، فلنرتقِ بأخلاقنا وبفكرنا وعقولنا.

نعم ما نريده هو ثورة على الذات، ثورة تقتلع التقاليد البالية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ثورة فكرية تنتشلنا من حضيض العالم إلى قمة العالم وقيادة الإنسانية. فلنكن منارة للآخرين يسترشدوا بها في ظلمة الطريق. كلنا مسؤلون مسؤولية عظمى عن ما نحن فيه، يجب أن نبدأ في إشعال جذوة الفكر فهذا العقل وجد ليفكر وينهل من بحار المعرفة ويكون منهجًا معرفيًا يتناسب مع ثقافة مجتمعه وثقافة الزمن الذي هو فيه.

فلنبدأ من الآن بمراجعة أنفسنا وتحديد أهدافنا في الحياة ولندرس ونتعلم؛ فالعلم هو مشعل الحضارة.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط

ندعوكم لزيارة قناة الأكاديمية على اليوتيوب

محمد سليم

عضو بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالإسكندرية