مقالاتأسرة وطفل - مقالات

نحو حوار أفضل

الإنسان يعيش فى مجتمع يتعايش معه فى منظومات متصلة غير منفصلة فلا يستطيع أى منا أى يعيش بمفرده فى مجتمع خالى من الحوار والتعايش مع الآخر وأهم وسائل الاتصال بين الأفراد وأكثرها استخداما هو الحوار و لغة الحوار.

فكم من المرات حدثت مشاكل زوجية بين الزوجين وأدت إلى الانفصال وذلك بسبب فقدان لغة الحوار ! وكم من المشاكل التى أدت إلى حدوث أفعال شنيعة وذلك بسبب فقدان لغة الحوار المناسبة بين الطرفين؛ فكيف يمكن للحوار أن يكون حوارًا بناءًا هادفًا لا ينتهى بخلاف بين الطرفين وكيف يكون الحوار البناء بين الأبناء والآباء؟!

لا تصنع صورة فى ذهنك :-

من أكبر الأخطاء التى يقع فيها كلا الطرفين فى الحوار هو وضع صورة كاملة مسبقة للشخص بكونه سوف يرفض ما يقال ولن يقبل به؛ بالتالى يتكون لدى العقل صورة كاملة برفض ما سوف يدور من حوار مع ذلك الشخص؛ بل يتجه العقل إلى العدوانية فى الحوار والهجوم على الطرف الآخر. إنما يجب أن يتحلى الفرد فى الحوار بالتجرد من الأفكار السابقة فلا يطلق حكم مسبق وإنما يحكم ما يقال وما يدور من أفكار من حيث الصواب والخطأ .

إياك والتعميم :-

تنتهى كثير من الحوارت بالفساد والخلاف وذلك بسبب إطلاق حكم التعميم على الفرد لما ينتمى له أو يتبعه؛ فنجد كثير من الناس يطلق الحكم على من يحاوره وذلك من البيئة التى يتبع لها فيقول (هذا لن يستطيع فهمى لأنه من بيئة منخفضة ) وغيرها من الأحكام العامة الشاملة التى تشمل التعميم؛ فذلك سوف يكون الحوار معه سئ بسبب أنه يتبع لعائلة غير جيدة ومثل ذلك من الأحكام العامة بالطبع.

التعميم واحد من أكبر الأخطاء التى يقع بها المتحاور لذلك لا يجب الحكم على الفرد أو على ما يتبعه إنما على ما يتفوه به من أفكار .

اضغط على الاعلان لو أعجبك

الحوار السلبى :-

الكثير منا أثناء الحوار يسلط الضوء فقط على ما يراه من سلبيات فيبدأ فى الانتقاض فقط وترك جميع الإيجابيات وما حولها لذلك نجد أن مثل ذلك الحوار لا يطول؛ وذلك لأن الطرف الآخر ينفر من الحديث ويحاول إنهاء الحديث بكافة الطرق والوسائل دون الوصول إلى فائدة من الحوار أو مغزى .

انزع انتمائك :-

كما ذكرنا سابقا أنه يجب على الفرد التجرد من كافة الأفكار السابقة؛ فإنه يجب بالطبع أن يخلع أى إنتماء حزبى ينتمى إليه أو أى إنتماء طائفى ويناقش بشكل عقلى بالحجة والبرهان لإثبات ما يملك من أفكار .

اختر الوقت المناسب :-

من أهم العوامل التى تجعل الفرد يقبل بالحوار أو يرفضه بشكل قاطع هو الوقت المناسب والموضوع؛ فيجب على المُتحاور تهيئة الجو المناسب لنوعية الحوار فلا يكون مقبول للفرد أن يتحدث عن أمر فيه السعادة والفرح؛ بينما الطرف الآخر فى حالة حزن وحالة من الاكتئاب؛ بل يجب أولا على الفرد أن يكسر الحاجز النفسى بينه وبين المتحاور فيُلقى عليه بعض الأسئلة للتعرف عليه وما يحب وما يكره وما يميل إليه وذلك لاستقطاب الطرف الآخر فى الحديث وحتى يتقبل الأفكار.

اقرأ أيضاً:

التربية بالحوار

ثقافة الحوار والحوار الثقافي

كيف نصل إلى حوار أرقى؟

مصطفى عاطف

عضو بفريق بالعقل نبدأ الصعيد