نتفليكس مصر بداية جديدة بدأت بهدوء لكنها ستضرب بقوة
تستعد شبكة نتفلكس لطرح أول مسلسل مصري من أعمالها، في خريف 2020، المستوحى من سلسلة “ما وراء الطبيعة” للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق.
في إعلان تشويقي، نشرت نتفلكس عبر حسابها في توتير لمنطقة الشرق الأوسط مجموعة من الصور لمشاهد من المسلسل، الذي يخوض بطولته الفنان المصري أحمد أمين، ويقدم شخصية الدكتور رفعت إسماعيل، أحد الأبطال المفضلين لدى قراء سلسلة “ما وراء الطبيعة”.
هذا إعلان على الكثير من الشبكات والمحطات الإخبارية عن أول مسلسل مصري لشبكة نتفليكس
ما وراء الطبيعة مسلسل رعب مصري وخيال علمي من إنتاج سنة 2020، من إخراج عمرو سلامة، ومن تأليف أحمد خالد توفيق، من إنتاج محمد حفظي ونتفليكس، بطولة أحمد أمين، رزان جمال، سماء إبراهيم، آية سماحة. في حقبة الستينيات من القرن الماضي، يعيش طبيب متقاعد اسمه رفعت إسماعيل وسط عالم مليء بالقصص الخارقة للطبيعة والأحداث الغامضة التي خاضها بنفسه أو سردت له.
سيقوم المسلسل بتصوير الأحداث الخارقة للطبيعة بشكل مذهل باستخدام تقنيات ومؤثرات بصرية قوية في مرحلة ما بعد الإنتاج، بما يتكامل مع الأداء المتميز للممثلين.
أول إنتاج لشبكة نتفليكس في مصر، ثالث إنتاجات نتفليكس في الوطن العربي بعد مسلسل (مدرسة الروابي للبنات) من إنتاج تيما الشوملي، ومسلسل (جن). أول مسلسل عربي من إنتاج نتفليكس تبنى أحداثه على رواية.
أعلن الفنان أحمد أمين والمخرج عمرو سلامة في شهر يوليو عبر حساباتهما الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي عن انتهاء تصوير مسلسل “ما وراء الطبيعة” من إنتاج شبكة نتفلكس العالمية. يتوقع عرض المسلسل على شبكة نتفليكس في شهر نوفمبر 2020 بحسب مصادر من موقع جريدة الدستور.
نتفليكس والتشويق للمحظور
نتفليكس (بالإنجليزية: Netflix) هي شركة ترفيهية أمريكية أسسها “ريد هاستنغز” و”مارك راندولف” في 29 أغسطس 1997، من غير المعلوم عند الكثير من المتابعين سبب قلة المعلومات عنهم خصوصا “مارك راندولف” وهو أمر يدعو للاستغراب.
عندما تكون في أجواء سينمائية في بيتك وتجهز نفسك مسبقا لتختار ما تشاهده لا ما يفرض عليك من الفضائيات. هذا هو عالم الإنترنت والتكنولوجيا المتطورة وتلفزيونات “السمارت” التي باتت توفر لك ذلك من خلال شركات ومؤسسات البث المباشر، ومن أمثلته الصاعدة شركة “نتفليكس”.
إذا سبق وأن شاهدت فيلما ما من إنتاج “نتفليكس” أو مسلسلا دراميا لا شك أنك لاحظت أيضا الكم الهائل من البذخ في تلبية كل الأذواق، ركزّ قليلا.. تابع أكثر، ستكتشف أن غالبية المسلسلات والأفلام من نتفليكس تقدم “المحظور” بصورة تبدو منمقة وعالم مثير للتشويق.
تشويق المحظور، لربما تصوير الواقع الصعب من تجارة مخدرات، وعالم غسيل الأموال، وحب السلطة والسيطرة على الآخرين وهي (بشكل جمالي) ضمن قالب سينمائي ودرامي، أمور تثير حفيظة مجتمعات وفئات عمرية أكثر من غيرها؛ فما هو مقبول في أوروبا ليس هو المستساغ في البلاد العربية مثلا، وما يتقبله الشباب لا يرضى عنه آباؤهم وأمهاتهم. لكن هذا المحتوى الجدلي انطلق ودخل منازل العالم بقوة قنبلة ذرية لا تقتل، لن تقتلك “نتفليكس” فأنت من يختار.
بدأ الانتشار لمجموعة “نتلفليكس” سريعا، وحقق رواجا صاخبا قبل خمس سنوات، وتصدر العالم خلال 3 سنوات حتى اللحظة. خلال هذه المدة القليلة صارت “نتفليكس” حديث الشباب في الشوارع والجامعات وفي أروقة الشركات والمكاتب وغيرها. ولو رصدنا الكلمات الأكثر تداولا لكانت “آخر أفلام ومسلسلات نتفليكس” حيث ينخفض الصوت قليلا بالحديث عن قصة داخل المسلسل أو الفيلم فيما كثيرون يتغاضون عن التفاصيل.
كيفية ترويج “نتفليكس” لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي
وفي مفارقة أخرى يستطيع متابعو أعمال منصة بث المحتوى الترفيهي العالمية “نتفليكس” أن يلاحظوا مدى اهتمامها المتزايد بإنتاج المحتوى الإسرائيلي، لكن دوافع ذلك قد تكون مرتبطة بما هو أعمق من محض الإنتاج التجاري، فهناك من يرى أن المنصة تعمل على ترويج إسرائيل عالميا، كجزء من عملية تطبيع كبيرة جدا.
وأعدت الكاتبة الأميركية المناهضة للاستعمار، بيلي فرناندز، مقالا مطولا في موقع “ميدل إيست آي”، فصّلت فيها كيفية ترويج “نتفليكس” لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين، وعرضها شخصيات استخباراتية كأبطال، والضحايا كمجرمين، في ظل تعتيم على جرائم الاحتلال.
فقد أنتجت “نتفليكس” مسلسل “الجاسوس” الذي يُفترض أنه يوثق النسخة الإسرائيلية لسيرة عميل الموساد الشهير إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق عام 1965، بعدما مكث في سورية لمدة أربعة أعوام، مقيما علاقات وثيقة على المستوى السياسي، منتحلا اسم “كامل أمين ثابت”.
نتفلكس، التي تحظى بمشاهدة 130 مليون مشترك عبر العالم، باتت إحدى أهم القوى الناعمة المجندة لصالح إسرائيل، وقدمت حتى الآن أفلام ومسلسلات درامية في هذا السياق أهمها “عندما يطير الأبطال، وهاشنور هانوف، وصانع الكعك”، وكلها تهدف إلى كسب التعاطف مع الدولة العبرية وإظهار الإسرائيليين باعتبارهم الأكثر إنسانية في مواجهة قوى الشر والإرهاب.
نجوم فريق عمل “ما وراء الطبيعة”
كما يثير الاستغراب والتساؤل نجوم فريق العمل الجديد، حيث نجد أن المخرج “عمرو سلامة” درس التجارة ولم يدرس سينما، وبدأ يعمل في الأفلام عن طريق الأفلام القصيرة مثل فيلم الإعلان (المخدرات حلوة) وفيلم عذاب نفسي وفيلم وثائقي عن الإيدز وإعلانات أفلام، كذلك الممثل الرئيسي في العمل “أحمد أمين” كوميديان مصري، ممثل مؤلف ومقدم برامج، خريج كلية الفنون الجميلة.
عمل في الكثير من المجالات الفنية كالتأليف والتمثيل والإخراج والرسوم المتحركة، واكتسب شهرته الحقيقة من خلال فيديوهات قصيرة عبر الإنترنت حققت انتشارا واسعا، والتي عرفت باسم (30 ثانية)، والتي كان يسخر خلالها من الكثير من الأشياء. وكانت محطته الثانية وهي الأهم في (برنامج البلاتوه).
كذلك الممثلة الرئيسية في العمل اللبنانية “رزان جمال”. ولدت ونشأت رزان جمال في العاصمة اللبنانية بيروت. بدأت التمثيل في الإعلانات التلفزيونية في عمر الخامسة عشر، وشاركت في الحملات الإعلانية الإقليمية، ومن ثم انتقلت إلى لندن في سن الثامنة عشر حيث التحقت هناك بكلية كينجز لندن لتحصل على درجة في إدارة الأعمال، اختارها المخرج أوليفيير أساياس لأداء دور لانا جرار في المسلسل التلفزيوني القصير ذو الإنتاج الألماني الفرنسي المشترك كارلوس (Carlos)، الذي يحكي قصة الفنزويلي المثير للجدل إيليتش راميريز.
أداة جديدة من أدوات الحرب الناعمة
المثير للجدل في تلك الشخصيات الرئيسية في العمل هو وجود عمل مشترك يجمعهم يظهر بوضوح في تأثرهم بالثقافة الغربية في جوانب عدة من شخصيتهم وأفكارهم ونمط حياتهم، فأسلوب النقد الذي مارسه الفنان “أحمد أمين” لنقد الكثير من سلوكيات المجتمع المصري بطابع كوميدي لا يخلو من تكريس روح السخرية من السلبيات وهذا إيجابي طبعا إلا أنه يشكل نوعا في التركيزعلى السلبيات دون الإيجابيات،
وهذا من الناحية الإعلامية غير منصف ولا منطقي حيث يبرز سلبيات المجتمع كأنه يخلو من الإيجابيات، مما يشكل حالة من الإحباط اليائس في نفوس الناس وخصوصا الشباب، كذلك يشترك في نفس المنهجية الفنية مخرج العمل الأستاذ “عمرو سلامة”.
وأخيرا وليس آخرا نحن أمام هجمة جديدة من “العيار الشيق” وأداة جديدة من أدوات الحرب الناعمة بغلاف الترفيه، بل نحن أمام حصان طروادة يدخل المجتمع وسط حالة من عدم الإدراك لما يحاك للقيم الأسرية والعلاقات الاجتماعية، سندرك بعد فترة ليست بالبعيدة أننا أمام بداية جديدة بدأت بهدوء لكنها ستضرب بقوة.