مهداة إلى طبيب الغلابة (الدكتور محمد مشالي) رحمه الله رحمة واسعة
هو طبيب مصري توفي عن عمر يقترب من الثمانين عاما، من محافظة الغربية طنطا، يتسم بالبساطة في كل شيء، نصير الغلابة، وقد كان كشفه حتى الآن عشرة جنيهات، رفض قبل وفاته تبرعا كبيرا من برنامج ( قلبي اطمأن). وكالعادة لم تسلط عليه كاميرات الفضائيات لانشغالها بأنصاف الرجال وأشباههم، وقد وافته المنية، فقلت راثيا إياه:
في صمته سحر بكل بيان وبلفظه جرس لكل جنان
وبكل خطو من أنامل وقعه تتقازم الهامات بالإذعان
هو آية الإخلاص في هذي الدنى في كل حال السر والإعلان
هو نغمة الإحساس يبزغ فجرها في عالم الإيحاش والكفران
هو لؤلؤ والطب منه مهابة هو عالم قد رام كل جمان
في سمته شارات كل فضائل والصدق منه يفوق كل لسان
نور الدجى والضوء منه منارة والناس تعثر في سنا البهتان
طب المسيح تراه ينشر ميتا باسم الإله الواحد المنان
بقراط يحيا بين قوم قد غدوا مرضى القلوب وفاقدي الإحسان
ما كان يوما طالبا لمناصب بل لا يريد المال من سلطان
يبكي إذا طفل أتاه بدائه والقلب منه دائم الخفقان
فيظل يرعاه بكل أبوة حتى يصح ويقوى كالبنيان
هو طيب الأخلاق عذب فعله حلاج يمشي في ربى الشنآن
لولا ابن آمنة لقلت منزل يتلو الطروس بصادق العرفان
سحقا لقوم يجهلون مكانه ما ضره والويل للعميان