مقالات

“مفيش صاحب بيتصاحب” – لما لم يعد الصديق صديقا؟

إعلان

كنت جالسًا ذات مرة أشاهد “التلفزيون” فرأيت إعلانًا لشركة ما يتحدث عن الصديق ويُقال فيه: “هو ده صاحبك” مع مشهد فيه شخص يدفع الآخر في حوض السباحة. “معاك في أفكارك الهبلة وبيدوس في أي بتنجان!” تعجبت كثيرًا من تعريف الصديق –بغض النظر عن تلك اللغة- في هذا الإعلان، وأيضًا بالنظر إلى الواقع من حولنا والكيفية التي يُعرف بها الصديق للأسف الشديد، فهل الصديق هو الذي يمرح معك فقط؟ وإن كان كذلك فيكون من ضمن المرح مرح فيه سفه!

نرى أيضا ذلك في الفن، سواءً كان ذلك في فيلم أو مسلسل أو مسرحية أو أغنية  كتلك الأغنية التي انتشرت بسرعة عجيبة (مفيش صاحب يتصاحب) بل حتى إننا نرى ذلك في مواقع التوصل الاجتماعي كثيرًا، فعلينا أن نعرف من هو الصديق لكي لا نتعجب مما نراه.

ولأن الإنسان كائن اجتماعي ولا يستطيع أن يستغني عن كونه اجتماعيًا فسيحتاج بالضرورة إلى صديق، فالصديق هو الذي يساندك في رحلة التكامل، وهذه الرحلة هي غاية الوجود الإنساني، بل هو نفسه الذي يكملك؛ فهو الذي يشجعك دائمًا إن أصابك الكسل في تلك الرحلة، ويدفعك إلى الأمام في ذلك الطريق.

إذًا فلا عجب إن شاهدك تغتاب أحدًا أو تسخر من أحد أو تمشي بين الناس بالنميمة ولم يشاركك القول بل ولم يضحك ويبتسم لقولك، لأن المفروض عليه هنا ألا يُشاركك بل يردعك ويردك عن هذا القول إذ ليس في هذا الأمر تكامل لك بل فيه خلق سيء سوف تتسافل به.

وإن كان صديقك أنت هو صاحب الخلق السيء ويفتخر بهذا ولا يشعر بقُبح خلقه بل يدفعك إلى أن تكون مثله فعليك أن تتخلى عنه؛ فالخلق الحسن هو الأولى بأن يُكتسب وليس الصديق!

اضغط على الاعلان لو أعجبك

 من الصديق الحقيقي؟

ولا عجب أيضًا إن تخلى عنك صديقك في كثير من المواقف التي تضرك في حقيقة الأمر مثل تخليه عنك عندما تريده أن يُساعدك على الغش في امتحان، أو أن يتخلى عنك عندما تريده أن يساندك في سب أو ضرب أحد ما، أو يتخلى عنك عندما تريده أن يُشجعك في صرف مالك على ما يضرك ولا ينفعك، أو حتى في صرف مالك ببزخ في أي شيء فيه إضاعة للمال.

ولا عجب أيضًا إن لم يُشاركك في المرح إن كان يصحبه التهور أو حتى إن كان المرح زائدًا عن حده؛ فلا توجد علاقة صداقة حقيقية مبنية على المرح فقط، ولا تتعجب إن تخلى عنك في بعض الأحيان بسبب انشغاله في الأمور الحياتية المهمة بالنسبة له، فمثلًا عندما تريده أن يذهب معك في رحلة ما أو تريده أن يلعب معك أو أن يخرج معك ويعتذر لك بسبب ظروفه فلا مشكلة في ذلك أبدًا>

ولا عجب على الإطلاق إن تضايق منك لأنك تعامله في بعض الأحيان بسوء أو بأسلوب غير لائق  فيشعر بالأذى، أو عندما تنتقص منه ولو على سبيل المزاح وخصوصًا إن كان هذا المزاح في وجود أحد آخر.

ابحث عن الصديق الحقيقي

إذًا فببساطة الصديق الحقيقي هو الذي يكون خلقه حسنًا، ويدفعك إلى معرفة الحق والعمل دائمًا بالخير ويحذرك عندما تحيد عن الطريق الصحيح. فما أجمل أن يكون لك صديق أو أصدقاء تتكامل معهم وتشعر معهم بسعادة حقيقة نابعة من نشر الخلق الحسن والتعامل به، فتدركون نقصكم الحقيقي وتعملون على سده>

لا أن يكون لك أصدقاء خلقهم سيء فتتسافل معهم! فالأجدر بك بدون شك أن تستغني عنهم إلى أن يتخلوا عن خلقهم السيء ويكتسبوا الأخلاق الحسنة الفاضلة ويجاهدوا أنفسهم في الحفاظ عليها، فهناك أُناس جديرون بالصداقة فاعمل على أن تصادقهم واحذر أن تتخلى عنهم أو حتى تبتعد عنهم لأي سبب كان لأنهم حقًا ليسوا كثيرين.

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

خالد حسام

عضو فريق مشروعنا بالعقل نبدأ المنصورة