مقالات

من لا يؤمن بشيء .. ولا يضحي بشيء

هل حين يموت الإنسان أو يضحي في سبيل قضية خاسرة أو حمقاء.. هل تكون حياته ضاعت؟ هذا السؤال يحير الكثيرين، من مات برصاصة في حرب فاشلة أو ثورة فاشلة.. هل ضاع عمره في سبيل لا شيء؟! من ضحى بالمال أو العمر في سبيل وهم أو شعارات وهمية.. هل ضاع عمره؟

ربما يعتقد البعض أن عمره قد ضاع سدى في سبيل لا شيء، لكن الواقع يقول غير ذلك. الواقع يقول أنك ستموت في جميع الأحوال! الواقع يقول أن طول العمر لا يجعلك أكثر سعادة أو متعة، الواقع يقول أنك ستمر بالمحن والمصائب.. سواء كانت هذه المصائب بسبب تضحيات في سبيل شيء تؤمن به أو بسبب أي مصيبة أخرى.. فلا بد أن تتألم، كما أنه لا بد أن تفرح وتضحك! هذه سنة الكون.

الواقع يقول أن أحبابك الذين يحزنون حين تموت أو تضيع ينسونك بعد قليل، سواء عشت معهم سنة أو سنوات أو عشرات السنين أو مائة عام. الواقع يقول أنك لن تحمي أبناءك ولا من تحبهم من الألم لو كنت موجودا معهم، ولن تضمن لهم السعادة بتواجدك معهم.

الواقع يقول أنك لو مت في سبيل شيء تحبه، أو ضحيت في سبيل شيء تؤمن به، فستحترم نفسك وستشعر أن حياتك لها قيمة كبيرة. حتى لو اتضح فيما بعد أن ما كنت تؤمن به هو سراب وأوهام، لكن سيظل معك شعورك بقيمة الحياة.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

من لا يؤمن بشيء.. ولا يضحي بشيء.. يعيش حياة مملة مثل الحيوانات، التضحية تعطي حياتنا معنى، المغامرة والتحدي تعطي حياتنا قيمة.

فاجعل لحياتك قيمة.. وحاول البحث عن أمر يستحق التضحية من أجله، كي تحافظ على هذه القيمة إلى أن تموت.

اقرأ أيضاً:

ضَيٌ لا ينطفئ

كيف نتعامل مع مصائب الحياة؟

الحياة الإنسانية والإنسان

اضغط على الاعلان لو أعجبك

* تنويه: الأفكار المذكورة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

أ. د. خالد عماره

الاستاذ الدكتور خالد عماره طبيب جراحة العظام واستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مقالات ذات صلة