من الواقع إلى بطولة سبايدر مان – عن مفهوم القوة وصورة البطل الحقيقي
البطل الخارق:-
بالطبع قد مر على سمعنا أو سَمِعنَا عن الأبطال الخارقين؛ فهذا سوبر مان الذى يطير ولا يُهزَم وهذا “الرجل العنكبوت – سبايدرمان” هو البطل الخارق الذي انتشل بشبكته العجيبة معظم الأعداء، وهذا الذى يستطيع أن يحمل طائرة بمفرده وغيره من الأمثلة المختلفة، وهذا غير مستغرب أن يكون قد دخل إلى ثقافتنا؛
فشركة (مارفل) وهى إحدى أهم الشركات المنتجة لأفلام الأبطال الخارقين قد أنتجت بمفردها منذ عام 2008 حتى وقتنا هذا ما يقارب من اثني وعشرون فيلمًا عن الأبطال الخارقين وما يقارب من خمسة عشر مسلسلًا تليفزيونيًا؛ فتم غزو العالم بفكرة البطل الخارق، فظل البطل منذ الصغر فى وجهة نظرنا على أنه الشخص البارز والمميز الذى يستطيع فعل أشياء لا يقدر على فعلها أي شخص غيره.
لا بد من وجود البطل !!
في كل مجتمع تنتشر الحاجة إلى البطل؛ فهو حاجة اجتماعية وثقافية للمجتمع، وبعض المجتمعات تلجأ إلى صناعة بطل وهمي في حالة غياب البطل الحقيقي ودائما ما يقترن وجود البطل بحمله للصفات الإيجابية مثل الدفاع عن المظلوم ومساعدة الفقراء وغيرها من الصفات فينظُر إليه هؤلاء على أنه حاميهم والمدافع القوي عن الآخرين، بعبارة أخرى، على أنه مُنقذهم .
ظهور البطولة ومفهوم القوة:-
كثيرا ما نجد الربط بين مفهوم القوة والبطولة وهذا يتضح بكثرة في الحضارات القديمة حيث نجد في عصر الفراعنة الملوك، والفراعنة الذين كانوا يمارسون أعمال لا يقوى عليها إلا الأبطال مثل مشاهد الصيد مثلا، نرى الفرعون المصري أو الملك يصطاد الأسود بالرمح خلال الاشتباك المباشر معها، وليس عن بعد،
وهذا ما لا يقدر أن يقوم به أي كان علي القيام به، وهذا ليس بمستغرب فى ذلك العصر لأن ما دفع بمفهوم القوة أن يكون هو المفهوم الحقيقي للبطولة في ذلك العصر هو نوعية التحديات التي كان الملوك يواجهونها في ذلك العصر ألا وهى الحروب والرغبة في الاستعمار والسيطرة ولكن يبقى السؤال هل هذه هي صورة البطل الحقيقي ؟!
صورة البطل الحقيقي:-
قامت شركة (سي إن إن) الإعلامية بعمل استفتاء عن صورة البطل الحقيقي حيث دعت المشاركين إلى اختيار بطل بين العديد من الأبطال الذين تم عرضهم عليهم فكان النسبه الأعلى لاختيار الأبطال الحقيقييّن مثل البطل الذى يساعد الفقراء أو الذى يقوم بالمساعدة فى محو الأمية.
إن صورة البطل التى يحاول الغرب تصديرها إلى العالم العربي من حيث القوة فقط هي صورة وهمية واهية لأن البطل الحقيقي هو البطل الذى يملك القوة العقلية قبل القوة الجسدية وبلا شك فإن القوة الجسدية زائلة لا محالة مع الوقت إنما القوى العقلية هي الباقية.
وعلى سبيل المثال لذلك نجد أن الحق لا يستمد صحته من القوة بل العكس؛ فالقضية الفلسطينية هي قضية وأفكارها سليمة، ولكن القوة ليست ملكها؛ فهذا لا يعنى أن العدو الذى يمتلك القوة هو البطل.
ويتضح ذلك أيضا في حبنا أو كرهنا للأشخاص؛ فنحن لا نحب الشخص لأنه قوى أو مفتول العضلات وإنما نحبه لكرمه أو لحسن خُلقه وغيرها من الصفات النبيلة. وأوضح صورة للبطل الحقيقي هو البطل عند العرب حيث كان البطل في نظر القبيلة العربية سيدها وفارسها وحامي حماها والأهم من ذلك أنه شخص كريم ذو مروءة وصاحب رأي سديد وقادر دائمًا على اتخاذ الموقف المناسب في المكان والزمان المناسبين.
اقرأ أيضا:
البطل الخارق .. هوليود ومنقذ الإنسانية المنتظر
كيف يُوجه الإعلام العقل الجمعي؟