مقالات

منهجية الاعتقاد

منهجية الاعتقاد

صنفان لا يختلفان : رجل ذو عقل سوي انبهر بالحضارة الغربية لمجرد تطورها المادي والتكنولوجي ، ومن ثم رأى أنها النموذج الأمثل الذي يجب أن تكون عليه البشرية حتى يحقق الإنسان سعادته وكماله !

والآخر فتاة مرهفة الحس صُدمت من سلوكيات بعض الإسلاميين فقررت بدون أي مقدمات أخرى أن تُلحد فورًا ! ، أو أن تجعل من الإسلام طقسًا في حياتها تأخذ منه ما يحلو لها و تترك منه أغلبه!

في الحقيقة الاثنان أساءا للعقل أيما إساءة ..

اضغط على الاعلان لو أعجبك

فالأول على كبر سنه مثل طفل برئ سال لعابه على دمية جميلة تصدر أصواتا مبهجة فأصبحت هي حياته ومصدر سعادته.

والأخرى كامرأة لم تنجح في زواجها لأي ظرف فقررت أن كل الرجال خونة أو كاذبون ولا يصلحون للزواج أبدًا ومن ثم أحجمت عن الزواج !

طريقة  و منهجية التفكير تلك لا تنتج رؤية كونية سليمة أو أي عقيدة صلبة فهي تبني من الجزئيات أو من بعض المشاهدات حكمًا كليا ، وتجعل من سلوكيات الناس عنوانا فكريا يُقيِّّم على أساسه خطأ المنهج أو صوابه مع أن هذا المنهج قد يكون برئ من سلوكيات متبعيه .

ولكن الأصل أن يبني الإنسان رؤيته الكونية و عقيدته الكلية اعتمادا على العقل البرهاني المبني على البديهيات العقلية – والتي اتفق عليها العقلاء – فإذا كون المرء عقيدته تلك بحث في الكتب السماوية ، فأي كتاب وجده موافقا لما اعتقده مسبقا بعقله من أصول الدين كالتوحيد والنبوة والمعاد أضحى هو الدين الصحيح ، ومن ثم يبدأ في إكمال جزئيات العقيدة والأخلاق والأحكام الفقهية عن طريق النصوص الصحيحة و دون تعطيل دور العقل أبدا – إلا في منطقة الفراغ العقلي والتي حكم العقل فيها بنفسه بالتوقف – فالنص لم يأتِ هنا بديلا عن العقل ولا العقل يستطيع أن يستغني عن النص ولكن يبقى العقل هو الحاكم.

هذا هو المنهج المعرفي الذي يبني إنسانا سليم العقيدة صحيح العبادة متين الخلق أما غير ذلك فسيبقى الإنسان ريشة تتقاذفها الأهواء والمذاهب والمصالح.

اضغط على الاعلان لو أعجبك

لقراءة المزيد من المقالات يرجى زيارة هذا الرابط.

ندعوكم لزيارة قناة أكاديمية بالعقل نبدأ على اليوتيوب.

أحمد السيد

بكالوريوس تجارة
خريج معهد إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف
باحث بفريق مشروعنا بالعقل نبدأ بالمنصورة

مقالات ذات صلة